حوائط إسرائيل العنصرية

يوم هدمت الجماهير الألمانية جدار برلين شاعت الفرحة في كل أرجاء الدنيا، لأن جدار برلين مثل نموذجاً للفصل العنصري والسياسي واعتبر حاجزاً كريهاً لرياح الحرية. واليوم تنشط قوات الاحتلال الإسرائيلي في إقامة جدران عنصرية، وليس جداراً واحداً، فبالإضافة إلى إقامة جدار عازل يقسم الأرض الفلسطينية بإحاطة المستعمرات الإسرائيلية بحائط أسمنتي مزود بمعدات إلكترونية بارتفاع ثمانية أمتار يمتد من شمال فلسطين إلى جنوبها، مشكلاً عازلاً يمنع اختلاط الفلسطينيين بالإسرائيليين في أسوأ عملية عزل عنصري يشهدها العصر الحديث. بالإضافة إلى هذا الجدار البغيض الذي لم يواجه سوى باعتراضات خجولة من قبل الإدارة الأمريكية وباقي الحكومات الغربية، شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلية في إقامة جدار عنصري آخر يقسم منطقة رفح المصرية الفلسطينية، حيث يمتد هذا الجدار العنصري الجديد سبعة كيلومترات وبنفس مواصفات الجدار الآخر بارتفاع ثمانية أمتار ومزود بأجهزة إلكترونية وكهربائية صاعقة، ويفصل الجدار بين الأراضي المصرية والفلسطينية ويشكل حاجزاً حدودياً لا يمكن اختراقه، إذ يهدف المحتلون الإسرائيليون حصر سكان محافظة رفح الفلسطينية وتضييق الخناق عليهم بين كماشتي حواجز ودبابات الاحتلال والجدار العنصري.
إسرائيل تواصل ارتكاب الآثام والجرائم التي كانت مستهجنة ومندد بها دولياً حينما كانت ترتكب من قبل الأنظمة الشمولية في أوروبا الشرقية، والأسرة الدولية فرحت وهللت حينما انهارت تلك الأنظمة وانهارت معها حوائطها العنصرية، في حين لا يزال العالم صامتاً أمام إجراءات إسرائيل العنصرية.. وإذا ما ذكرت أفعالها المشينة يكون الحديث ملطفاً حتى لا يغضب أصدقاء إسرائيل في واشنطن.