* سانتاندر «اسبانيا» - اليزابيث اوليري - رويترز:
ترتطم المياه الزرقاء المتلألئة بالرمال الذهبية لساردينيرو الشاطئ الرئيسي في أحد أرقى المنتجعات الاسبانية.
ولكن السير على الشاطئ في سانتاندر الذي يعج بالزوار في ذروة الموسم السياحي سيترك قدميك سوداوين من اثر القطران الذي خلفته كارثة بيئية سببتها ناقلة النفط «برستيج» التي ترقد الآن على عمق بضع مئات من الكيلومترات تحت سطح البحر.
أما المشهد الغريب الآخر في ساردينيرو فهو عمال نظافة وهم يرتدون القمصان البيضاء ويطوفون بالشاطئ لازالة كتل من النفط.
قال خوسيه لويس اورتيز وهو من منظمة بيئية في منطقة كانتابريا «هناك عمال في اكبر الشواطئ باستمرار يجمعون بقع النفط لكن إذا ما ذهبت إلى الشواطئ الاصغر اقول ان نحو 80 بالمائة منها تعاني نفس الحالة، انها منذ شهور منقوعة في زيت الوقود».
وغرقت برستيج قبالة الساحل الشمالي الغربي لاسبانيا في نوفمبر تشرين الثاني الماضي وهي تحمل 77 الف طن من زيت الوقود الثقيل فدمرت الساحل الغربي لمنطقة جاليشيا اغنى المصايد الاسبانية وهددت صناعة السياحة هناك.
ومنذ ذلك الحين طفا الوقود على طول الساحل المطل على المحيط الاطلسي مهددا صناعة السياحة التي تمثل عائداتها اكثر من عشرة بالمائة من الاقتصاد الاسباني. وبالرغم من الشواطئ المزدحمة يخشى اتحاد فنادق سانتاندر ما هو اسوأ. وبعيدا عن شكاوى اصحاب الفنادق من تلطيخ السائحين للابسة والاثاث باوحال بقع الزيت فمن المرجح ان تشهد الفنادق انخفاضا في الحجوزات بالرغم من عدم توافر بيانات محددة حتى سبتمبر ايلول.
وقال ميخيل ميرونيس رئيس اتحاد الفنادق انه عند بداية شهر ذروة الموسم السياحي انخفض عدد المكالمات في مركز الحجز بمنتجع سانتاندر بنسبة خمسين بالمائة مقارنة بالعام الماضي.
وقال لرويترز «اننا قلقون لان كل شيء يشير إلى ان هذا العام لن يكون جيدا مثل العام الماضي وإذا ما تأكد ان هذا هو الحال سنطلب مساعدة الحكومة».
وهناك عدد كبير من الناس لم يغادروا الشاطئ حتى في الايام التي قذفت فيها رياح شمالية بكميات من الوحل على الرمال خلال أمواج مد قصيرة.
تقول انخيلس الاخصائية في علم العقاقير التي تأتي من مدريد لقضاء العطلة في منتجع سانتاندر منذ 47 عاما «يمكن ملاحظة «الزيت» بصورة اكبر بسبب الريح إلا انه لا يمنعني من السباحة».
كما انه لم يمنعها من الاستمتاع بالمحار المحلي بالرغم من ان علماء في البيئة يقولون ان الامر سيستغرق سنوات لمعالجة الاضرار التي لحقت بالحياة البحرية من جراء المعادن الثقيلة التي تحتوي عليها الاوحال.
وتضيف انخليس «لم يمنعني من تناول المحار انه مثل جنون البقر اعتقد ان الامر اصبح آمنا الآن لانه تحت سيطرة اكبر عما كان عليه، اثق في الحكومة في هذا الشأن».
وربما هناك المزيد من الاوحال في الطريق حيث يتوارى نحو 3000 إلى 4000 طن من النفط قبالة ساحل كانتابريا يمكن رؤيتها بوضوح من الجو وقد تقذفها أمواج المد العالية في سبتمبر ايلول إلى الساحل.
والمشكلة في الشواطئ الاكبر مثل ساردينيرو ان الزيت شق طريقه تحت الرمال ولا يمكن ملاحظته من النظرة الاولى.
ويقول اورتيز من المنظمة البيئية في منطقة كانتابريا ان الحكومة تتجاهل الشواطئ الاصغر في جهودها لاجتذاب السياح، وتقول الحكومة انها تبذل ما بوسعها. وقال خوسيه اورتيخا المسؤول عن السياحة في الحكومة الاقليمية لكانتابريا «اننا ننظف الساحل بالكامل.. ولكن من الطبيعي ان تكون اولوياتنا هي اعادة الشواطئ الاكثر شعبية لافضل حالة ممكنة».
وتقول لوشيا احد من يساعدون في تنظيف الشاطئ ان العواقب تبدو مروعة بالنسبة للساحل الشمالي «اعتقد ان الامر سيستغرق سنوات فالسفينة نفسها ما زالت تسرب نفطا».
|