* بغداد أ ف ب:
ولد فييرا دي ميلو في 15 آذار/مارس 1948 في ريو دي جينيرو، وهو طويل القامة أشيب الشعر يتكلم عدة لغات بينها الفرنسية والانجليزية، أمضى حياته المهنية في الامم المتحدة حيث بدأ عمله بعد ان أنهى دروسه في الفلسفة في باريس حيث حصل على شهادة دكتوراه دولة من جامعة السوربون، تم تعيين فييرا دي ميلو في 23 ايار/مايو من قبل الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان، وكان يشغل حتى هذا الوقت منصب المفوض الاعلى للامم المتحدة لحقوق الانسان وقد احتفظ بهذا المنصب.
وهو متخصص في الشؤون الانسانية واعادة اعمار البلدان، وخدم في البلقان والشرق الاوسط وافريقيا وآسيا. وصل الى بغداد في الثاني من حزيران/يونيو حيث قال: إنه «كلما اسرع الشعب العراقي بحكم ذاته كان ذلك أفضل». وكرر هذه الفكرة في 24 حزيران/يونيو عندما أعلن انه «ليس باستطاعة اي أجنبي ان يحكم هذا البلد، فالعراقيون وحدهم قادرون على ذلك».
وعمل دي ميلو مزودا بخبراته العديدة التي اكتسبها عبر العالم، ان يؤدي على أحسن وجه مهمته التي تتطلب حنكة دبلوماسية وخصوصا حيال الولايات المتحدة التي هي متحفظة حيال اعطاء الامم المتحدة دورا كبيرا في اعادة اعمار العراق.
وهكذا عمل على اقامة مجلس الحكم الانتقالي في العراق وأكد مرارا ان الامم المتحدة تساهم في الاعداد لتنظيم «انتخابات حرة ونزيهة وديموقراطية» عام 2004م. وتعود آخر تجربة له في اعادة الاعمار الى تشرين الاول/اكتوبر 1999 عندما عين حاكما اداريا في تيمور الشرقية حيث تمثلت مهمته باعادة اعمار هذا البلد الذي كان تحول الى خراب، وقبل بضعة اشهر من ذلك. كان قد عين حاكما ادرايا مؤقتا في كوسوفا عقب الحرب التي شنها حلف شمال الاطلسي على الصرب.
وبدأ دي ميلو حياته المهنية في المفوضية العليا للاجئين في جنيف عام 1969 ثم شغل بالتتابع مناصب في بنغلادش والسودان وقبرص وموزمبيق والبيرو.
ثم شغل منصب المستشار الرئيسي لقوات الامم المتحدة في لبنان من عام 1981 الى 1983 وساعد في عودة اللاجئين الكمبوديين الى بلادهم عام 1992م.
وصف الأشخاص الذين حضروا اللحظات الأخيرة لدى ميلو قبل أن يلفظ أنفاسة الأخيرة بانة طلب أن يشرب ماء قبل وفاته متأثراً بجروحه التي أصيب بها في الانفجار الذي استهدف مقر الأمم المتحدة في بغداد أمس الثلاثاء، كما أكد شخص كان في المكان.
وقال الشاهد ان آخر كلمات نطق بها دي ميلو «55 عاماً» كانت «أريد ماء».
وكان مكتب دي ميلو يقع في الطابق الثاني من المبنى الذي انهار جزئياً في الانفجار الناجم عن سيارة مفخخة ارتطمت باحدى زواياه.
وقال مستشار دي ميلو في العراق غسان سلامة لوكالة فرانس برس ان مكتب دي ميلو كان في الطابق الثاني ولكن تحت تأثير الانفجار وجد نفسه في الدور الأرضي وقد سقط عمود من الاسمنت على ساقيه فمنعه تماماً من الحركة.
وقال سلامة «صعدت إلى الطابق الثاني، ورأيته في الأسفل بلا حراك، ناديته فعرفني وأجابني باسمي غسان».
صعدت مرة ثانية لأقول له ان يتماسك «سنأتي لنخرجك من هنا»، ثم صعد مرافقه، فطلب ماء، كما قال شاهد آخر فضل عدم ذكر اسمه.
وقال الشاهد ان أحد الحراس الأمنيين فتح فجوة في المبنى من الخلف وبدأ بإزالة الأنقاض بيديه.
وأضاف «عندما وصل الحارس إليه، وجد جسده بارداً، لقد نزف من ساقيه وفقد كثيراً من دمائه».
|