بدأت سفارات الولايات المتحدة وقنصلياتها في الخارج منذ أول آب/ أغسطس «الحالي» بمطالبة مزيد من الاشخاص المتقدمين بطلبات للحصول على تأشيرات السفر بالحضور شخصياً لإجراء مقابلات معهم، ويتفق هذا التغيير مع كثير غيره من التغييرات التي اجريناها لتعزيز قدرة قناصلنا على اداء دورهم كخط دفاع امريكي اول ضد الارهابيين الذين قد يحاولون الدخول الى الولايات المتحدة لالحاق الاذى والضرر بها، واننا بالتعاون مع وزارة الامن الوطني ومشاركتها، ملتزمون بتطبيق سياسة خاصة بالتأشيرات من شأنها ان تضمن سلامة المواطنين الامريكيين والزوار الاجانب اثناء سفرهم الى الولايات المتحدة بعد وصولهم اليها.
ولقد عملنا الكثير منذ هجمات 11 ايلول/سبتمبر «2001» لجعل عملية التأشير أكثر امنا، فقد وسعنا وزدنا معلوماتنا عن الاشخاص الذين يجب عدم منحهم اي تأشيرات، وعززنا تدريب موظفينا القنصليين في مجالي المقابلات الخاصة ومكافحة الارهاب، وزدنا تنسيقنا في شؤون التأشيرات مع اجهزة المحافظة على الامن ودوائر الاستخبارات الامريكية الى حد كبير، وعملنا مع حكومات الدول الاجنبية لتعزيز المحافظة على سلامة وثائق السفر التي نعتمد عليها في التعرف على الاشخاص المسافرين دولياً، وقد اتخذنا، في بعض الحالات الى جانب هذا الاسلوب المعمول به باستمرار، تدابير مؤقتة اثناء تركيزنا على قضايا امنية ملحة.
من قبيل المثال على ذلك ان وزارة الامن الوطني اعلنت في الثاني من اب/اغسطس تعليق برنامجين مخصصين لتسهيل سفر الاشخاص المسافرين عبر الولايات المتحدة في المرور «الترانزيت» من دون تأشيرات.
فقد تم وقف العمل ببرنامج «سفر المرور من دون تأشيرة» وبرنامج «السفر الدولي من دولة الى دولة» بالنظر الى ان معلومات استخبارية محددة افادت ان هناك جماعات ارهابية كانت تخطط لاستغلال برنامجي سفر المرور هذين لدخول الولايات المتحدة او عبور اجوائها دون الخضوع لعملية التدقيق والتحقق القنصلية.
تشكل زيادة نسبة مقابلة طالبي التأشيرات اداة هامة واضافة ثمينة الى المجموعة الكبيرة من الضمانات التي اتخذناها لجعل عملية التحقق القنصلي اكثر سلامة وامانا واكبر فاعلية.
وتؤكد التقارير الاخبارية والبيانات التحذيرية التي اصدرتها وزارة الخارجية اخيراً حقيقة مؤسفة هي ان المنظمات الارهابية مازالت تسعى لارتكاب جرائم رهيبة ضد الابرياء، ولذا نحن مصممون على ان تكون متطلبات اجراء المقابلات جزءاً متمما للتدابير التي تهدف الى ضمان سلامة هذا البلد.
نحن ندرك ان التغييرات التي اجريناها قد اثرت على كل المسافرين، فقد بذلنا الكثير من الوقت والجهد وكرسنا الموارد من اجل معالجة التحديات التي رافقت بعض التدابير الامنية التي اتخذناها في الصيف الماضي وتسببت في بعض المصاعب لكثير من الزائرين، الا ان التحسينات التي ادخلناها على الاجهزة الاتوماتيكية وعلى الارتباط مع الاجهزة الامنية وعلى اسلوب اجراء المقابلات ادت الى تسريع عملية التأشير الى حد كبير، هذا فيما نواصل السعي من اجل تحقيق فعالية اكبر.
لقد كان وزير الخارجية «كولن» باول دائم الحرص والتركيز على امن وسلامة نظامنا الخاص بمنح التأشيرات، وقد ظل شعاره في هذا المجال هو «حدود آمنة وابواب مفتوحة»، ويبقى التزامنا ثابتا بهذين الهدفين، ونحن واعون جداً لضرورة تسهيل سفر ملايين المسافرين الشرعيين والزوار الذين يقصدون الولايات المتحدة سنوياً، فلقد ذكرنا الكونغرس وطالبتنا صناعة السفر والسياحة بضرورة ابقاء حدودنا مفتوحة بينما نتوفر على حماية بلدنا في آن معاً.
اننا مقتنعون بأن الزيادة في السلامة التي يحققها اسلوب اكثر نظاما وأوسع تدقيقا وتحققا في عملية منح التأشيرات تستحق ما تتطلبه من وقت ومجهود، فهذا من شأنه في ان يوفر في نهاية المطاف الحماية للولايات المتحدة ولضيوفنا الاجانب عن طريق التعرف الاكيد على اولئك المسافرين الذين ينبغي علينا ان نبقيهم خارج الولايات المتحدة والاسراع في توثيق «منح تأشيرات سفر» للزوار الشرعيين الذين نواصل الترحيب بهم في بلادنا.
(*) مساعدة وزير خارجية الولايات المتحدة للشؤون القنصلية
|