* رام الله نائل نخلة:
لم تكتمل فرحة أهالي قرية كفر نعمة قرب رام الله وسط الضفة الغربية بتدشين خزان المياه الجديد المقام في أعلى نقطة في القرية، والذي سيزود كافة البيوت باحتياجاتها من المياه، حتى جاء جنود الاحتلال واعتلوا الخزان المرتفع وأحالوه إلى موقع عسكري للتنكيل بهم.
وبعد تشيده بعدة أيام فوجىء أهالي القرية في صباح يوم بوجود خيمة مقامة على سطحه بشكل غير طبيعي، وعندما حاولوا اعتلائه لمعرفة ما يدور فوجئوا بجنود الاحتلال يمنعونهم من الوصول إلى المنطقة بحجة انه أصبح موقعا عسكريا.
التنكيل بأهالي القرية
بعد احتلاله درج جنود الاحتلال على استخدام مياهه لغسيل سيارتهم أو لاستعمالاتهم الشخصية، ولكنهم لم يكتفوا بذلك بل راحوا في المدة الأخيرة ينكلون بالمواطنين بشكل يومي بالسكان القاطنين بالقرب منه، وأحالوا حياتهم إلى قصة عذاب مؤلمة يعيشونها ليل نهار.
أصبح اطفال البيوت القاطنين بالقرب منه لا يعرفون طعم النوم، جراء أصوات الجيبات العسكرية التي تغدو وتروح إلى الخزان ليلا ونهارا غير مكترثين براحة السكان القاطنين بالقرب منه.
لم تتوقف أعمال التنكيل بسكان القرية عند ذلك الحد، فقد عمدت قوات الاحتلال إلى إقامة عدد من الحواجز الطيارة على الشارع الرئيسي المؤدي إلى القرية والذي يمر بالقرب من خزان المياه وراحت تنكل بالمواطنين المارين وتمنعهم من الوصول إلى بيوتهم.
اضافة إلى ذلك راحت دوريات الاحتلال تجوب القرية بشكل متكرر مما تسبب في سخط سكانها، وعمل الجنود على استفزازات الشبان بشكل يومي عبر السير في شوارعها وأزقتها الضيقة بسرعة فائقة أو الحديث عبر مكبرات الصوت بشكل يسبب الإزعاج الدائم لهم.
الفرحة لم تكتمل
ويرى رئيس المجلس القروي عثمان الديك ان فرحة أهالي القرية بإقامة خزان المياه لم تكتمل ففد اصبحوا يخشون الشرب منه لخوفهم من قيام جنود الاحتلال بوضع بعض المواد التي قد تؤثر على صحتهم داخل مياه الخزان، خصوصا ان قوات الاحتلال كانت قد فعلتها عدة مرات من قبل ذلك.
وأضاف السيد الديك ان أصحاب الأراضي المجارة للخزان منعوا بشكل مطلق من استخدام أراضيهم المجاورة بحجة أنها تشكل «ارتدادا أمنيا» للخزان ويحذر بموجب «الأوامر العسكرية» استخدامها أو الاقتراب منها.
المواطن عبدالحليم السايس يروي معاناته:
وتحدث المواطن عبدالحليم السايس «52 عاماً» أحد جيران الخزان قائلا: «قامت قوات الاحتلال قبل عدة ليال بالتنكيل بي وبولدي محمد، احتجزتنا لعدت ساعات ومنعتنا من الوصول إلى منازلنا، بحجة أن أحد السكان قام وبوضع اكياس مشبوهة بالقرب من الموقع العسكري وأن آخرين حاولوا صعوده».
واضاف «قاموا وقتها بتكبيل يدي ووالدي لعدة ساعات، ولم يشفع لي كبر سني، وفي ساعة متأخرة من الليل وبعد أن مارسوا أصناف العذاب التي لا تطاق بحقنا، اطلقوا سراحنا وطلبوا منا عدم الاقتراب من الخزان بشكل مطلق.
ولا تقف معاناتنا عند ذلك الحد فقد راحوا يستجوبون أي زائر يحضر لزيارتنا، ويخضعونه إلى نوع من التحقيق الميداني عن سبب حضوره وصلته بنا، إلى غير ذلك من الوسائل التي لا تطاق، وجاءت هذه الاجراءات بعد ان خفت وطأة التنكيل بنا بعد أن صرنا معروفين لدى الجنود».
اهالي القرية يناشدون العالم
تخليصهم من هذا الكابوس:
وناشد رئيس المجلس كافة المؤسسات الحقوقية ومؤسسات حقوق الإنسان الضغط على قوات الاحتلال من اجل تخليص سكان القرية من هذا الكابوس الذي يحيط بهم من كل جانب.
ودعا السيد الديك كل من يرغب ان يرى بنفسه معاناة أهالي القرية القدوم لمشاهدة ما يحدث بأم عينه.
يعلو قرية كفر نعمة عدد من قمم الجبال المطلة على مدينة رام الله من الجهة الغربية وهي تبعد عنها 12 كلم، ويقطنها اكثر من 3400 نسمة يعملون في الزراعة والوظائف الحكومية في مدينة رام الله، إضافة إلى بعض سكانها الذين يعملون داخل الخط الأخضر.ومنذ بداية الانتفاضة اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني ما يزيد عن 150 مواطناً من القرية، وأبقت على 21 منهم داخل سجونها.
|