إن تجربة الطفل الأولى مع النقود يمكن أن يكون لها أثر انفعالي عميق، ومن الحكمة تدريب الطفل في سن مبكرة من حياته وفي مستويات الدخل المختلفة على استعمال النقود، والسماح له بالتصرف في نقوده، فالطفل بطبيعته مفطور على الجمع والتملك والادخار حسب بيئته الاجتماعية.
لكن المهم أن تكون المبالغ المعطاة للطفل مناسبة لسنه، وأن تعطى له بانتظام، مع مراقبة سلوكه في التعامل مع النقود.
كما ينبغي أن يفهم الطفل أن المال شيء ثمين، ينبغي التعامل معه بشيء من الحرص.
ومن الأفضل أن يحصل الطفل على مبلغ ثابت منذ اللحظة التي يحتاج فيها إلى النقود لبعض المصروفات العارضة، إذ إن ذلك يساعد على إدراك قيمة النقود وكيفية التصرف بها.
ويا حبذا أن تتاح الفرص للطفل للتسوق لشراء ملابسه وألعابه وغذائه، ليدرك أن السلع المختلفة لها أسعار مختلفة، وأن السلعة الواحدة قد تكون لها أسعار متباينة.
علماً بأنه كثيراً ما بدأ تعامل الأطفال بالنقود منذ نعومة أظفارهم عند شراء هدية لصديق، أو شراء سلعة نفدت من البيت من المتجر القريب، أو شراء الحلوى من المدرسة.
ومن خلال هذه الزاوية أقول إن وجود القدوة السليمة وخاصة في فترة الطفولة يساعد على سرعة التعلم وغرس العادات والقيم والاتجاهات الصحيحة نحو الاستهلاك والتركيز على المفاهيم الخاصة بترشيد الاستهلاك وحسن التعامل مع النقود.
(*) عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود
|