Tuesday 19th august,2003 11283العدد الثلاثاء 21 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

12 - 8 - 1390هـ الموافق 13 - 10 - 1970م العدد 315 12 - 8 - 1390هـ الموافق 13 - 10 - 1970م العدد 315
السادات.. والمنطق الجديد
صالح السالم

قبل السيد انور السادات الدعوة التي وجهها اليه مجلس الامة المصري بالموافقة على ترشيحه رئيسا للجمهورية وذلك في حديث له امام المجلس بشر فيه بأنه سيعمل على تحرير الاراضي العربية التي تحتلها اسرائيل منذ حرب حزيران عام 1967م وكان لابد من ان نحيي الرئيس المرشح لا لانه جديد على السلطة ولكن لمنطقه الواقعي ولاسلوبه التبشيري بأن مصر ستعمل على استرداد ما اغتصبه العدو المشترك للعرب اجمعين، ولم ينذر او يهدد اي بلد آخر بالتدخل في شؤونه او اثارة القلاقل لاحد بل سيجعل طريقه مستقيما وسيكون بهذا المنطق مؤيدا ومعضدا من جميع العرب الى ان يتم تحرير ما اغتصب اما بالقوة او بالاسلوب الذي يمكن معه ان تتحقق الامنية التي ينشدها شعبه المصري خاصة والشعوب العربية عامة بالتسوية السلمية التي لا يلحق العرب فيها غبن ظاهر او اجحاف لمصالح ابناء فلسطين في مطلبهم العادل للعودة الى ما سلب منهم بالقوة.
ولا نقول ذلك لان اسلوبه جديد فقط بل لانه واقعي ايضا فلم تعد الاسباب الزاعمة ان لا تحرير لفلسطين الا بعد الاطاحة بالنظم او التدخل في شؤون الدول الصديقة الا تفتيتا للقوى وبعثرة للجهود واشغالا للعرب عن هدفهم الاسمى كما لم يعد هذا المنطق المعوج مقبولا حتى من العامة التي ادمت ايديها ضربات التصفيق لكل مهدد ومنذر، فقد تفتحت بصائر الشعوب على حقيقة واحدة وهو ان الرائد لا يكذب اهله بل يجب على الزعيم الحق ان يكرس جهده لزعزعة العدو وكسب ثقة الاصدقاء لخلق خطوط دفاعية متعددة وحشد القوى مجتمعة لعدو ظاهر لا غموض فيه على احد فلم يعد بين العرب دولة او حاكم يناقض مثل هذا التهديف وما دام الرئيس المرشح الذي سيتربع على عرش السلطة في الكنانة بعد ان يتم الاستفتاء الشعبي رجل مثل السيد انور السادات قد حنكته التجارب وعاصر الاحداث بما فيها من تناقضات وما تعرض له العرب من هزائم متتابعة بسبب الخلافات العنيدة على المبادىء النظرية ذات الشعارات السياسية الغامضة انه بهذا سيجنب دائما سياسة بلده شر تلك التناقضات وبالتالي لن يتعرض للهزائم المتكررة في الداخل والخارج التي عانى منها بعض الزعماء العرب حقبة من الزمن سيكون التكريس لقضية العرب الاولى التي هزت مأساتها ضميرهم، وتركت انشقاقات فتقت الصف واستعصى معها علاج جرحها الغائر في كيان الامة.ان الرئيس الجديد بترسمه هذا الاسلوب العملي سيواري الفجوة التي خلخلت البناء العربي ولن يكون هناك يسار او يمين على طرفي نقيض بل هناك جسر قوي يعبره الجميع بلا تنازع او تناحر ولن يتكرر التقييم لحصاد المعارك الجانبية العربية بين المنتصر والخاسر فهنيئاً من الاعماق وبشرى لشعب الكنانة لاختياره الموفق لرئيسه الجديد.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved