لقد قرأت ما كتبه الأخ حمد بن خنين بصحيفتكم الغراء بعنوان (اقتراح بالتعامل مع أسواق جديدة لاستقدام الخادمات) وحقيقة أن ما ذكره الأخ حمد هو الواقع والكثير منا يدركه وهذا ذكرني بما سبق أن قرأته في عدد من صحفنا اليومية منذ أشهر ومضمونه إن لم تخني الذاكرة أن إندونيسيا نجحت في زيادة (100 دولار) أي (375 ريال) من أجل عمالتها والزيادة تكلف السوق سنوياً حوالي (12 مليون ريال)، أي تكلف جيوب المواطنين، وها هي الآن أخذت بزمام المبادرة في تنفيذ قرارات وزراء العمل لدول شرق آسيا الذي عقد الشهر الماضي في سريلانكا في الضغط على دول مجلس التعاون الخليجي على زيادة أسعار تكاليف الاستقدام بنسبة تصل إلى 100% خلال الفترة القادمة ويتضح أن هذا البلد يستغل الأحداث لاستغلال هذا البلد الطيب حينما استغل الحرب على العراق لفرض تلك الزيادة في المرة الأولى ومن ثم استغل العديد من الإجراءات في فرض الزيادة هذه المرة متذرعاً بإجراءات التأمين والفحص الطبي والتدريب والتصديق على العقود وستلحق حجج أخرى فيما بعد وهنا أقول لِمَ الإصرار على الاستقدام من هذا البلد وعلى الكرة الأرضية عشرات البلدان التي تتمنى أن تصدر العمالة المنزلية ثم ما هو التدريب الذي نسمع عنه لتلك العاملات الاندونيسيات، فقد عمل لدي وحدي أكثر من عشر اندونيسيات وكل واحدة منهن إذا بدأت العمل كأنها لا تعرف أن هناك أواني اسمها قدر وملعقة وصحن وسكين وأن هناك مكنسة يدوية وكهربائية فتجلس على أعصاب ربة البيت شهراً وشهرين تعلمها وتوجهها وأحياناً تصل إلى الثلاثة ثم بعدها تريد أن تعود لبلادها لأن اباها مريض أو أمها قد ماتت أو أن زوجها سيطلقها، وهكذا أما الكشف الطبي فعلى الورق فقط والخافي أعظم ان بقيت حتى نهاية المدة وأخذت الإجازة بلا رجعة وبعد أيام يظهر العمل أو الأعمال القبيحة التي عملتها لسحر ربة البيت أو لأحدى بناتها أو ابنائها أو ربما زوجها وهذا ليس من جعبتي، بل هو مشاهد ومشهود عليه وباعتراف البعض منهن ولدي الدليل.. ولا ننسى السرقات أيضاً فقد اشتهرن به ولدي الدليل أيضاً، بل والأعظم من كل هذا محاولة البعض منهن إغراء الأزواج بالزواج بهن وقد حدث مراراً وتكراراً، والتدخل فيما لا يعنيها وهلم جرا..
إذاً ما الذي يغرينا في الإصرار على استيراد العمالة المنزلية منها؟ وحكومتهم بين آونة وأخرى ترفع التكاليف فبالإمكان اجراء اتفاقيات مع الدول الأخرى مثل تايلند والهند ونيبال وفيتنام وغيرها وغيرها بأسعار معقولة ومقبولة والأكيد أن تلك الدول سترحب بذلك لأن تلك العمالة تجلب لبلادها ما يفوق ما تحلم به من العملة الصعبة، اللهم سهل كل ما يهم هذه البلاد وأدم عليها العز والرخاء.. اللهم آمين.
صالح العبدالرحمن التويجري
|