ما إن كتبت عن صيف الرياض الملتهب الصعب.. وغياب أي ملمح لنشاط سياحي مقبول ومعقول.. تناثرت وتكاثرت الردود.. حتى من بعض المسئولين الذين أبدوا استغرابهم الفعلي لغياب هذه المناشط السياحية الصيفية في مدينة طولها «100كم» وعرضها «100كم» ويقطنها أكثر من خمسة ملايين نسمة.
** قلنا.. إن مهرجانات الرياض غابت.. وأن المناشط السياحية.. وحتى مناشط التسويق.. غابت.
** وقلنا.. إن أهالي الرياض وما حول الرياض.. لم يجدوا سوى صيف ساخن ملتهب.. وزحام سيارات.. وقسائم مخالفات تنتظرهم.
** في الرياض.. نصبح على أصوات في منتهى «الهدوء والرقة؟!!» تقول «وقِّف.. خذ يمينك يا راعي الكابرس».
** وفي المساء.. أنوار «تبْرقْ» خلفك.. وصوت «يلعلع» ويقول «جَنِّب.. اطلع على الرصيف.. يا راعي الكامري».
** في المدن السياحية.. أو التي يقصدها السواح عادة.. مثل القاهرة أو بيروت.. أو دمشق.. أو دبي.. أو غيرها من المدن التي تستقطب السواح.. يُنبه على جميع القطاعات بأن يكونوا مرنين أشد المرونة مع الناس.. وأن «يطنشوا» ولا يدققوا في الأخطاء والمخالفات.. وأن يتيحوا فرصاً ومناخات هادئة للناس.. ليستمتعوا بأجواء متكاملة من الترفيه والراحة النفسية.. ويعودوا مرة أخرى.. بل مرات.
** في المدن السياحية.. أو التي تستقطب السواح.. تجد مثلاً.. استقبالاً وبشاشة وضحكة وتسهيلات.. وكل شيء ينتظرك.. لكن «الرياض غير» كل شيء في الرياض.. مكشِّر في وجهك.. وكل شيء يريد معاقبتك أو تطفيشك.. وإن حاولت «رَزْ خشيمك» ف«العقال» جاهز.. و«الجمس يْراقِب».
** وفي المدن السياحية أيضاً نقرأ ونشاهد عبر وسائل الاعلام برامج سياحية رائعة..
** وهنا في الرياض.. نشاهد لوحات كبيرة نقول = كفرات ميشلن.. حليب السعودية.. دجاج الأخوين.. مخطط غرناطة.. حزام الأمان.. شماغ البسام.. كبسة بالدجاج.. مثلوثة بالِْقِفرْ نشتري أراضي المنح..!!=
** وقد أضيف إلى صيف الرياض الساخن الملتهب.. كما أضيف إلى غياب المناشط هذا العام.. وجود «نقاط تفتيش» شرطة.. فرضتها الظروف الحالية.. وفرضتها أمور يقف وراء وجودها هؤلاء المجرمون المحاربون المفسدون.. الذين سعوا في الأرض فساداً.. وكاجراء وقائي قامت الشرطة بوضع هذه النقاط من أجل المحافظة على الأمن.. ومن أجل انضباط أكثر.. ومن أجل حضور أمني يقطع على هؤلاء المجرمين الطريق.
** أقول.. أضيف إلى سخونة الصيف.. أمور كثيرة.. منها هذا الشيء.. ولم يعد أمام سكان الرياض سوى التسدح في الاستراحات.. وملء «ملاحق البيوت» وصكَّات البلوت والكنكان حتى «يسدحك النوم غصب»..
** أو تذهب لأحد المقاهي وتشفط هذا المعسِّل أو الجراك المخلَّط حتى «ينقلب» رأسك ثم تعود وتنام وعلى طريقك.. «شِلْ» معك قسيمة.. و«شيل» القسيمة.. ولا «شِيْلَةْ أبو تسعة ركاب..!!».
** أما الأطفال.. فعليهم بمراجيح الملاهي حتى صاروا يحفظونها أكثر من العاملين فيها.. والبديل.. الصحن الدوَّار.. والحمد لله.. هناك أيضاً.. قطار في أحد الملاهي.. وهناك أيضاً.. ميدان لتأجير «البعارين» في منطقة الجنادرية.. ثم العودة للمنزل والسلام.
** أما زوجتك وأطفالك.. فليس أمامهم سوى حلّين.. إما «نَطْلِهُم» في أسواق العويس.. أو.. رميهم في الملاهي.. لأنك لن تدخل معهم.. حتى الجلوس على الأرصفة الآن.. ممنوع لأسباب مختلفة.. أو «ضِفْ بزارينك ومهوب شغلك؟!!».
** في الرياض الحمد لله.. سطل الرطب بثلاثة ريالات.. وكوم «الجح» بعشرين ريالاً.. و«غَضارَةْ» حليب الخلفات بريال.. وتبسي المثلوثة.. بعشرة ريالات.. وحافظة كراعين بخمسة ريالات.. وبعدها.. «طِقْها» قيلولة إلى أن تخيس في فراشك.
** يقولون.. إن «90%» من أثرياء البلد هم في الرياض.. ويقال.. إن اثنين منهم فقط.. يملكون «80%» من تجارة البلد.. أحدهما «سِيْلِهْ مْغَرِّب» والآخر «جعل منتب ريال في يده» ومع ذلك.. لم يعملوا أي شيء للرياض ولا للسياحة.. وماذا ننتظر من تجار أكثرهم ما يكتب اسمه؟!.
** نحن لا نريد طرباً ولا مطربين ولا مطربات.. بل معاذ الله أن نطلب ذلك.
** ولا نريد مسارح ولا مسرحيات ولا دور سينما أبداً أبداً.. فذاك ما لا نريده ولا نتمناه.
** ولا نريد حتى سامريات أو عرضات أو «مْراد» لكن.. نريد أماكن لأطفالنا و«حريمنا» ونوسع صدورنا معهم ونقطِّع وقت الاجازة هنا وهناك.. ونستريح من «رنَّةْ» الأطفال.. سافر بنا إلى بيروت.. أو إلى دبي أو إلى «عُمان».
** نريد أن نبقى في بلدنا.. ولكن؟!
يا كثر ما «نِغِصْ» عند كلمة لكن؟!
| 
