الحزن يخيِّم على جنباته.. وأزمته تتفاقم دون بوادر انفراج
من ينقذ «المتنبي» من السقوط والإفلاس؟!
مواطنون: فتح الشارع أمام حركة السيارات.. أحد الحلول التي تعيد حيويته

  * تقرير - محمد العيدروس:
* عدسة - عبد الله المسعود:
يخيم الحزن الشديد والتشاؤم على الاوضاع في سوق «المتنبي» الشهير شرق العاصمة الرياض، على الرغم من الوعود المتفائلة بقرب انفراج أزمته وتنظيم مهرجانات وفعاليات تعيد نبض الحياة اليه.
وهوت الايجارات في سوق «المتنبي» من 200 الى 150 ألف ريال سنويا في السابق الى 5 وعشرة آلاف ريال فقط دون ان يتقدم احد لاستئجارها.
وبدا «المتنبي» الذي كان احد أشهر الاسواق وأكثرها حركة واقبالا شبيها بنفق مظلم يخلو من المارة.. تتجاور معارضه ومحلاته الخالية في سواد قاتم.. بعد ان هجرها 80% من المستأجرين.
ما الذي حدث!!
رصدت «الجزيرة» مرئيات عدد من اصحاب المعارض التجارية وهم قلة قليلة ما زالوا باقين في داخل السوق.
يقول فيصل وهو مسؤول معرض للعطور والاكسسوارات للجزيرة تخيل ان هذا المعرض كان ايجاره قبل سنوات يتجاوز الـ160 الفا، اما الآن فقد هوى الى النصف وكانت مبيعاتنا جيدة والسوق يشهد حركة.
فجأة جاءت عملية اقفال الشارع برمته ومنع السيارات من الدخول اليه وقصره على المشاة.
وهنا بدأت المأساة وبدأ الكثير من المتسوقين بتركه ويتجه لأسواق اكثر مرونة في الحركة والتجول.
اما خالد الحريبي احد المتخصصين في مجال الاقمشة، فبدا متشائما للغاية، وقال: سبحان الذي يغير الاحوال..
هذا السوق كان من انجح الاسواق وكان يحقق مبيعات خيالية واسهم في تحريك النشاط التجاري.
وبمجرد ان تم اقفاله وتحويله الى «مشاة» تغيرت الاحوال 180 درجة.
ماهي الحلول والبدائل
حسنا ماهي الحلول المقترحة في تصوركم؟
- يقول احد الباعة.. نعتقد ان اعادة فتح السوق او بعض من اجزائه من اهم الحلول الآن كمرحلة اولى.
ومن ثم يمكن التفكير في اقامة المهرجانات والفعاليات وعروض التخفيضات والابعاد الاعلانية.
ويضيف: نحن الآن في أوضاع سيئة للغاية.. انظر الى حولك، لعلكم شاهدتم ذلك العدد الهائل من المعارض والمحلات المقفلة.
كثيرون تكبدوا خسائر فادحة على مدى السنتين الماضيتين بدءا من الديكورات الى البضاعة الى رواتب العمال ليجدوا انفسهم مجبرين على المغادرة بعد كساد السوق تماما.
ويقترح ملاك لمواقع تجارية اخرى في سوق المتنبي ان تسارع امانة مدينة الرياض الى فتح اجزاء من الشارع امام حركة السير.. وخاصة تلك الاجزاء التي غادر اصحابها ومن ثم يمكننا تنظيف تلك المحلات واعادة طرحها للتأجير.
اما بالواقع الحالي.. فمن يملك الجرأة ويستأجر في سوق فشل تجارياً بنسبة 100% ومن لديه الاستعداد لفتح مشروع تجاري في شارع مهجور.
مقدمة السوق نجحت فقط!!
بقراءة واقع سوق المتنبي، بدا واضحا للجزيرة ان مقدمة السوق من جهة شارع جرير او المربع الاول «فقط» هي التي ما زال يتواجد بها بعض من المعارض والمحلات وتشهد حركة نوعا ما وان كانت على حياء.
اما بقية المربعات فتتناثر هناك وهناك معرضان الى ثلاثة معارض «على وشك الافلاس».
اما الاجزاء المتبقية من الشارع او السوق فقد اعلن الاستسلام تماما وغادر المستأجرون والملاك تماما وأصبح مهجورا.
المستأجرون يناشدون
امين الرياض
رفع المستأجرون والملاك واصحاب المعارض التجارية الذين ما زالوا باقين ويجاهدون على ان يبقوا مناشدة الى سمو امين مدينة الرياض الامير الدكتور عبد العزيز بن عياف.. النظر بعين الانسانية نحو أوضاعهم، واعادة فتح الاجزاء المقفلة وقالوا.. اننا ننتظر مبادرة غير مستغربة من سمو الامين ومسؤولي الامانة ووكلائها وندعوهم لزيارة السوق والوقوف على اوضاعه وانقاذه من التهاوي والسقوط.
مشاهدات من الجولة
* يعتقد الكثيرون ان فتح السوق امام حركة السير او اجزاء منه، هو الحل الأمثل. في ظل ان اغلبية المواطنين يفضلون التجوال بسياراتهم.
* بعض الملاك تفاعل على اصحاب المعارض وقدم ايجارات شبه مجانية او رمزية. في محاولة للابقاء عليهم وعدم المغادرة.
* السوق بوضعه الحالي.. انيق ومنظم.
حيث تنتشر النوافير والاشجار وتغطي الانارة معظمه وهو مناسب للمشي ويتوافر به ملاعب للاطفال ولكن تجاريا.. شبه خال.
* يفضل الملاك واصحاب المعارض الجلوس امام معارضهم في ظل انعدام الحركة التجارية.وتتجمع اعداد كبيرة منهم يرتشفون الشاي ويندبون حظهم.
* تتولى الخيالة التابعة للدوريات الامنية حراسة السوق ويحظى بجولات مفتشي البلدية.
ولكن اين الزبائن والبضاعة.
* تغلب محلات الخياطة النسائية ومعارض الاقمشة والملابس النسائية على السوق، وتتناثر بوفيهات هنا وهناك.