Tuesday 19th august,2003 11283العدد الثلاثاء 21 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دفق قلم دفق قلم
ذكرى الشيخ عبدالرحمن الجاسر رحمه الله
عبدالرحمن بن صالح العشماوي

الذكرى العطرة للإنسان بعد وفاته، نعمة من نعم الله عليه، لأنها تمدُّ جسور عطائه الخير للناس ولنفسه بعد أن يفارق الحياة، وتظلُّ مصدرا من مصادر الأجر الذي لا ينقطع من خلال أثره الطيب في نفوس من يقتدي به بسبب ذكراه بعد موته، ومن خلال الدعاء له بالرحمة والمغفرة كلما ورد اسمه مقرونا بذكره الحسن.
لقد كتبت في هذه الزاوية كلمات عبَّرت فيها عن حزني على فراق علم من أعلام «الدّلم» قبل شهور، وأشرت فيها الى قيمة الإنسان الغالية عند الله سبحانه وتعالى أولا كما يُرجى له ، ثم عند الناس بما يحمله من علمٍ نافع، وبما يتعامل به من خلق فاضل، وبما يعرف عنه من حبٍ للخير وعمله والسعي إليه ودعمه، إنه الشيخ عبدالرحمن الجاسر.
وها أنذا اليوم أعيد الكتابة عنه مسروراً بخطاب وصلني من المشرف على المسابقة العلمية التي أصدرتها أسرة الإمام مالك بن أنس رحمه الله بالمركز الصيفي لتحفيظ القرآن الكريم بمدرسة الملك فيصل الابتدائية في الدلم عام 1424ه، ومع الخطاب مطوية تحمل عنوان مسابقة الشيخ عبدالرحمن الجاسر، بدأت بافتتاحية جميلة كُتب فيها: «الحمد لله الذي علم بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يعلم وصلى الله على المعلم الأول نبينا محمد وآله وصحبه وسلم، وبعد: فإن طلب العلم من أفضل ما تقضى فيه الاوقات وتبذل فيه الأموال ويتنافس فيه المتنافسون، ويتسابق إليه المتسابقون، وإيماناً بهذا المبدأ، وتحقيقا لهذه الغاية أحبت المدرسة الصيفية لتحفيظ القرآن الكريم بمدرسة الملك فيصل في الدلم أن تشارك بهذه المسابقة العلمية التي تحمل اسم علم من أعلام الدلم أفنى حياته في العلم والتعليم ليقترن اسمه برسالةٍ كان يهواها ويحرص على نشرها وهي رسالة العلم، اعترافاً بسابق جهوده وفضله بعد فضل الله في نشر العلم في هذا البلد»، وتضمنت المطوية في صفحاتها القلائل كلماتٍ تحدَّث فيها عدد من المشايخ وطلاب العلم عن الشيخ عبدالرحمن الجاسر رحمه الله وذكرياتهم معه، ونبذةً مختصرة عن حياته العلمية والأدبية، وجهوده في الدعوة والإصلاح، وحرصه على استقبال طلاب العلم حتى وهو يعاني من شدة المرض، حيث كان يلقي دروسه في منزله ويجيب عن الأسئلة وهو ممدَّد على سريره رحمه الله .وعرضت المطويَّة اسئلة المسابقة المتعلّقة بعددٍ من المسائل العلمية والفقهية المفيدة للناس، مع الإشارة الى الجوائز المقدمة من أبناء الفقيد وبعض فاعلي الخير.
وهنا نقف وقفة تقدير لهذه الخطوات المباركة مشجعين على مثلها لما فيها من ربط الناس بعلمائهم، وبناء روح الثقة بالعلماء وتقديرهم في نفوس الأجيال الصاعدة، ولما فيها من تقدير لأهل العلم، وتشجيع لطلاَّبه، ورفع لمكانة أهل الصلاح والقدوة الحسنة الذين يحملون مشاعل العلم والمعرفة، ويقدِّمون للمجتمع من الخدمة العلمية، والأعمال الخيرية ما يسهم في توطيد دعائم الأخوَّة والتكافل الاجتماعي، والتلاحم الذي يدعم موقف المجتمع في مواجهة الفتن الهوجاء، والهجمات الإعلامية والفكرية التي يشنها أعداء الفضيلة في هذا العصر.
«لا يشكر الله من لا يشكر الناس» عبارة رواها الرواة عن افضل الخلق عليه الصلاة والسلام الذي رسم لنا طريق تقدير العلم والعلماء، وأساليب تكريم أهل الصلاح والخير، ووضع امامنا معالم واضحةً لبيان قيمة العلم وطلبه وتقدير أهله، وإنَّ هذه المسابقة لحلْقة في سلسلةٍ ذهبيةٍ تمتدُّ من عصر النبوة إلى زماننا هذا، إلى كلِّ زمانٍ حتى يرث الله الأرض ومن عليها، إنها سلسلة تكريم العلم والعلماء.تحيةً صادقة إلى أهل الوفاء في كل مكان، وفي الدلم التي سلكت هذا الطريق المشرق لتكريم شيخها الفقيد، وشكراً للشيخ داود بن محمد الداود المشرف على هذه المسابقة الذي أطلعني على هذا العمل النبيل، وأسعدني بهذا التكريم لذكرى شيخ ربطتني به حبال محبةٍ في الله، أرجو أن تكون ذخراً لنا يوم نلقاه.
إشارة:


حملوا الفكر، أيّ عبءٍ كبيرٍ
حملوه فاستوجبوا الإكراما

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved