الإخصائي الاجتماعي ليس مظلوماً من قبل ما أسماه الأستاذ مندل القباع بالخلل الوظيفي فحسب ولكن مكاتب الإشراف
قد ترسل مشرفين .. تربويين.. متخصصين.. للإشراف على الإخصائيين لتقويم وتقييم عملهم المهني والتسجيلي ولكن هذا التقدم به خلل جائر ومقيد تبعاً لمساحات نظرية ونماذج روتينية لابد من تعبئتها من واقع العمل النظري حتى وإن كان بصورة آلية حتى يثبت المرؤوس لرؤسائه إنه يعمل ويشرف.. وهذا ولاشك إجحاف بحق الإخصائي الاجتماعي الذي قد يظلم عمله التسجيل المعتمد عليه في تقييم كفاءة الإخصائي الاجتماعي رغم أن طبيعة عمله مهنياً أكثر منه نظرياً ولا بد من إيجاد طرق أخرى أكثر عدلاً وتقييماً صحيحاً لقياس كفاءة الإخصائي الاجتماعي والأخ عبد الرحمن المساوي في عدد 11275 أبدع قلمه في إبراز المشكلات والصعوبات التي تواجه الإخصائي كعملية مشتركة بين الجميع كل حسب موقعه بما فيهم الإخصائي الاجتماعي بسلبيته ولكن كلمة حق الإخصائي الاجتماعي مظلوم سواء في السلم الوظيفي أو حتى في حصر نشاطه الميداني بأسوار شائكة من الضوابط الإدارية والمعايير الاجتماعية والتحفظات البشرية ممن يحتك بهم من قبل الآخرين في مزاولة مهنتها الإنسانية...
ومن واقع عملي أستطيع القول أن الإخصائية الاجتماعية في مجتمعنا المدرسي ينظر إليها منذ عشر سنوات خلت تقريباً ولا تزال رواسب من هذه الأفكار لدى بعض المديرات والموظفات مدققة حسابات ومشرفة مقصف فإذا ما حاولت أن تثبت مكانتها المهنية كموظفة تترجم ما درسته نظرياً في الكلية.. فمهنتها تعتبر نموذجاً للمهنة والتي تعتمد على السمات الشخصية من سعة الحلم والصدر الرحب وبعد الأفق وحب الناس..فهي تتعايش مع الطالبات وتتفاعل مع قضاياهن ولها احتكاك مباشر بمشاكلهن.. فهي ضوء أخضر في دجى حياتهن وتذليل الصعوبات التي تواجههن وتعيق طموحهن وتحصيلهن العلمي ولا أبالغ إذا قلت أنها تعتمد على شخصيتها أكثر من اعتمادها على مادرسته نظرياً.. لذلك مهم جداً جداً المقابلة الشخصية والدقة في اختيار الطالبة التي تتشرف بالانتماء لهذه المهنة الإنسانية فإذا ما فعلت ذلك الإخصائية لتثبت جدارتها ومكانتها في الوسط المدرسي قوبلت من قبل الأخريات بسوء الأدب.
والتعدي على حدود الأخريات وربما تضاف نقطة سوداء في سجل وظيفتها .. وإن كانت هنالك جذوة توهج ضوؤها وذلك عندما قام مكتب الإشراف التربوي بخطوة إيجابية ومثمرة وجديدة في سلك الإشراف الاجتماعي وسمح للإخصائيات بزيارة إحدى الثانويات المتميزة بعمل ابتكاري ونتمنى من مكتب الإشراف التربوي حيال هذه الخطوة الإيجابية خطوة أخرى لا تقل أهمية .. بإعطاء شهادة تقدير لكل إخصائية تقوم بعمل مميز حيث تفتقر لمثل هذه الشهادات حتى كتابة هذه الأسطر لا لأنها أدت عملها المناط بها فهذا من صميم واجبها ولكن كحافز لعمل تنفرد به الإخصائية يضيف لبنات راسخة إلى بناء الجدار الاجتماعي .. والكيان الأسري والمجالات الرحبة للخدمة الاجتماعية سواء النظري منها أو الميداني ولا أقول تكريماً فالتكريم كما قالت الأستاذة جهير المساعد في إحدى مقالاتها الممتازة «فالتكريم للعمل الابتكاري الخارق للعادة وإن وجد فليس المقابل له التكريم حتى لا نستهين بمفهوم التكريم» فزميلتها المعلمة لها مصادر عديدة لقياس كفاءتها وإبراز هذه الكفاءة والاستفادة منها من قبل الأخريات الحاضرات كأداء درس نموذجي.. حضور مشرفة تربوية.. مديرة.. الاشتراك بدورات تربوية ... إلخ.فطبيعة عمل المعلمة تسهل لها مثل هذه الفرص ولكن عمل الإخصائية يجعل من الصعب تحقيق ذلك لتثبت كفاءتها وجدارتها.وإن كانت هناك قنوات تستطيع المشرفةالتربوية من خلالها إدراك عمل الإخصائية ميدانياً تستشف فيه رؤية الظواهر السلبية أو الإيجابية بمستوى الأداء وتزويدها بوجهات النظر المهنية التي ترفع من مستوى كفاءة الأداء سواء العملي أو النظري مستقبلاً وكلي أمل أن أجد صدى لهذه الكلمة لدى مكاتب الإشراف التابعة لوزارة التربية والتعليم.
سارة السلطان /إخصائية اجتماعية
|