Monday 18th august,2003 11281العدد الأثنين 20 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مؤيدة الدولة بتتبع الفئة العدوانية مؤيدة الدولة بتتبع الفئة العدوانية
هيئة كبار العلماء تسدل الستار على فصل مؤيدي التفجيرات وتؤكد: من زعم أنها جهاد فهو جاهل وضال

* جدة - واس:
صدر عن هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية البيان التالي:
«بيان من هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية» الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. اما بعد:
فإن مجلس هيئة كبار العلماء في دورته التاسعة والخمسين التي انعقدت في مدينة الطائف ابتداء من تاريخ 11/6/1424هـ قد استعرض ما جرى مؤخرا في المملكة العربية السعودية من تفجيرات استهدفت تخريبا وقتل أناس معصومين واحدثت فزعا وإزعاجا.
كما استعرض ما اكتشف من مخازن للأسلحة ومتفجرات خطيرة معدة للقيام بأعمال تخريب ودمار في هذه البلاد التي هي حصن الإسلام، وفيها حرم الله وقبلة المسلمين ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولان مثل هذه الاستعدادات الخطيرة المهيئة لارتكاب الإجرام من أعمال التخريب والافساد في الارض مما يزعزع الامن ويحدث قتل الأنفس وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة ويعرض مصالح الأمة لأعظم الاخطار، ونظرا لما يجب على علماء البلاد من البيان تجاه هذه الاخطار من وجوب التعاون بين كافة أفراد الأمة لكشفها ودفع شرها والتحذير منها وتحريم السكوت عن الإبلاغ عن كل خطر يبيت ضد هذا الامن رأى المجلس وجوب البيان لأمور تدعو الضرورة إلى بيانها في هذا الوقت براءة للذمة ونصحاً للأمة وإشفاقا على ابناء المسلمين من أن يكونوا اداة فساد وتخريب واتباعا لدعاة الضلالة والفتنة والفرقة، وقد اخذ الله تعالى على أهل العلم الميثاق أن يبينوا للناس قال الله سبحانه {)وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ } .
لذلك كله وتذكيرا للناس وتحذيرا من التهاون في أمر الحفاظ على سلامة البلاد من الأخطار فإن المجلس يرى بيان ما يلي:
اولا - أن القيام بأعمال التخريب والافساد من تفجير وقتل وتدمير للممتلكات عمل اجرامي خطير وعدوان على الأنفس المعصومة وإتلاف للأموال المحترمة فهو مقتض للعقوبات الشرعية الزاجرة الرادعة عملا بنصوص الشريعة ومقتضيات حفظ سلطانها وتحريم الخروج على من تولى أمر الأمة فيها يقول النبي صلى الله عليه وسلم :«من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة او يدعو إلى عصبة او ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية، ومن خرج على امتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه» اخرجه مسلم.
ومن زعم أن هذه التخريبات وما يراد من تفجير وقتل من الجهاد فذلك جاهل ضال فليست من الجهاد في سبيل الله في شيء.
ومما سبق فإنه قد ظهر وعلم أن ما قام به اولئك ومن وراءهم إنما هو من الإفساد والتخريب والضلال المبين وعليهم تقوى الله عز وجل والرجوع اليه والتوبة والتبصر في الامور وعدم الانسياق وراء عبارات وشعارات فاسدة ترفع لتفريق الامة وحملها على الفساد وليس في حقيقتها من الدين، وانما هي من تلبيس الجاهلين والمغرضين وقد تضمنت نصوص الشريعة عقوبة من يقوم بهذه الأعمال ووجوب ردعه والزجر عن ارتكاب مثل عمله ومرد الحكم بذلك إلى القضاء.
ثانيا - وإذ تبين ما سبق فإن مجلس هيئة كبار العلماء يؤيد ما تقوم به الدولة أعزها الله بالإسلام من تتبع لتلك الفئة والكشف عنهم لوقاية البلاد والعباد شرهم ولدرء الفتنة عن ديار المسلمين وحماية بيضتهم ويجب على الجميع أن يتعاونوا في القضاء على هذا الأمر الخطير لان ذلك من التعاون على البر والتقوى الذي أمرنا الله به في قوله سبحانه :{( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) }.
ويحذر المجلس من التستر على هؤلاء او ايوائهم فإن هذا من كبائر الذنوب وهو داخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم :«لعن الله من اوى محدثا» متفق عليه وقد فسر العلماء «المحدث» في هذا الحديث بانه من يأتي بفساد في الارض .
فاذا كان هذا الوعيد الشديد فيمن اواهم فكيف بمن اعانهم او ايد فعلهم.
ثالثا - يهيب المجلس بأهل العلم أن يقوموا بواجبهم ويكثفوا ارشاد الناس في هذا الشأن الخطير ليتبين بذلك الحق.
رابعا - يستنكر المجلس ما يصدر من فتاوى وآراء تسوغ هذا الاجرام او تشجع عليه لكونه من اخطر الامور واشنعها وقد عظم الله شأن الفتوى بغير علم وحذر عباده منها وبين انها من أمر الشيطان قال تعالى :{(يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (168)( إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) } ويقول سبحانه {(وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) (116)( مّتّاعِ قّلٌيلِ وّلّهٍمً عّذّابِ أّلٌيمِ} ويقول جل وعلا {)وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) } وقد صح عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ انه قال :«من دعا إلى ضلالة كان عليه من الاثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيء» متفق عليه. ومن صدر منه مثل هذه الفتاوى او الآراء التي تسوغ هذا الإجرام فإن على ولي الامر إحالته إلى القضاء ليجرى نحوه ما يقتضيه الشرع نصحا للامة وإبراء للذمة وحماية للدين وعلى من اتاه الله العلم التحذير من الاقاويل الباطلة وبيان فسادها وكشف زورها ولا يخفى أن هذا من أهم الواجبات وهو من النصح لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم ويعظم خطر تلك الفتاوى إذا كان المقصود بها زعزعة الأمن وزرع الفتن والقلاقل ومن القول في دين الله بالجهل والهوى لأن ذلك استهداف للاغرار من الشباب ومن لا علم عنده بحقيقة هذه الفتاوى والتدليس عليهم بحججها الواهية والتمويه على عقولهم بمقاصدها الباطلة وكل هذا شنيع وعظيم في دين الإسلام ولا يرتضيه احد من المسلمين ممن عرف حدود الشريعة وعقل أهدافها السامية ومقاصدها الكريمة وعمل هؤلاء المتقولين على العلم من أعظم اسباب تفريق الامة ونشر العداوات بينها.
خامسا - على ولي الامر منع الذين يتجرأون على الدين والعلماء ويزينون للناس التساهل في أمور الدين والجرأة عليه وعلى أهله ويربطون بينما وقع وبين التدين والمؤسسات الدينية. وأن المجلس ليستنكر ما يتفوه به بعض الكتاب من ربط هذه الأعمال التخريبية بالمناهج التعليمية كما يستنكر استغلال هذه الأحداث للنيل من ثوابت هذه الدولة المباركة القائمة على عقيدة السلف الصالح والنيل من الدعوة الإصلاحية التي قام بها شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.
سادسا - إن دين الإسلام جاء بالأمر بالاجتماع وأوجب الله ذلك في كتابه وحرم التفرق والتحزب يقول الله عز وجل {وّاعًتّصٌمٍوا بٌحّبًلٌ الله جّمٌيعْا وّلا تّفّرَّقٍوا} ويقول سبحانه {إنَّالّذٌينّ فّرَّقٍوا دٌينّهٍمً وّكّانٍوا شٌيّعْا لَّسًتّ مٌنًهٍمً فٌي شّيًءُ} فبرأ الله رسوله صلى الله عليه وسلم من الذين فرقوا دينهم وحزبوه وكانوا شيعا وهذا يدل على تحريم التفرق وانه من كبائر الذنوب.
وقد علم من الدين بالضرورة وجوب لزوم الجماعة وطاعة من تولى امامة المسلمين في طاعة الله يقول الله عز وجل {)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) }وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:«عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك..» اخرجه مسلم وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من اطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الامير فقد اطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني» متفق عليه وقد سار على هذا سلف الامة من الصحابة رضي الله عنهم ومن جاء بعدهم في وجوب السمع والطاعة. لكل ما تقدم ذكره فإن المجلس يحذر من دعاة الضلالة والفتنة والفرقة الذين ظهروا في هذه الازمان قلبوا على المسلمين أمرهم وحرضوهم على معصية ولاة أمرهم والخروج عليهم وذلك من أعظم المحرمات يقول النبي صلى الله عليه وسلم «انه ستكون هنات وهنات فمن اراد أن يفرق أمر هذه الامة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان» اخرجه مسلم وفي هذا تحذير لدعاة الضلالة والفتنة والفرقة وتحذير لمن سار في ركابهم عن التمادي في الغي المعرض لعذاب الدنيا والآخرة، والواجب التمسك بهذا الدين القويم والسير فيه على الصراط المستقيم المبني على الكتاب والسنة وفق فهم الصحابة رضى الله عنهم ومن تبعهم باحسان ووجوب تربية النشء والشباب على هذا المنهاج القويم والصراط المستقيم حتى يسلموا بتوفيق من الله من التيارات الفاسدة ومن تأثير دعاة الضلالة والفتنة والفرقة وحتى ينفع الله بهم امة الاسلام ويكونوا حملة علم وورثة للأنبياء وأهل خير وصلاح وهدى ويكرر التأكيد على وجوب الالتفاف حول قيادة هذه البلاد وعلمائها ويزداد الامر تأكدا في مثل هذه الاوقات أوقات الفتن كما يحذر الجميع حكاما ومحكومين من المعاصي والتساهل في امر الله فشأن المعاصي خطير وليحذروا من ذنوبهم وليستقيموا على أمر الله ويقيموا شعائر دينهم ويأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر. وقى الله بلادنا وجميع بلاد المسلمين كل سوء وجمع الله كلمة المسلمين على الحق والهدى وكبت الله اعداءه اعداء الدين ورد كيدهم في نحورهم انه سبحانه سميع قريب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سارعلى دربه واقتفى أثره إلى يوم الدين .
هيئة كبار العلماء
رئيس المجلس عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ - صالح بن محمد اللحيدان - عبدالله بن سليمان المنيع - عبدالله بن عبدالرحمن الغديان - د. صالح بن فوزان الفوزان - حسن بن جعفر العتمي - محمد بن عبدالله السبيل - د. عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ - محمد بن سليمان البدر - د.عبدالله بن عبدالمحسن التركي - محمد بن زيد آل سليمان - د. بكر بن عبدالله ابو زيد «لم يحضر لمرضه» - د. عبدالوهاب بن ابراهيم ابوسليمان - د. صالح بن عبدالله بن حميد - د. احمد بن علي سير المباركي - د. عبدالله بن علي الركبان - د. عبدالله بن محمد المطلق.

«عن الطبعة الثالثة»

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved