Monday 18th august,2003 11281العدد الأثنين 20 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
عالم العود.. ودهن العود..!
عبدالرحمن بن سعد السماري

** يقال.. والعهدة على الرواة.. إن عالم العود ودهن العود... ودهن الورد.. ودهن الزعفران ودهن التوت ودهن السمسم.. ودهن الريحان ودهن الزيتون.. ودهن الدهون.. هو عالم مليء بالغش والكذب.
** ويقال.. إن عالم «العود» البخور هو عالم مليء بالأكاذيب والغش والتزوير واللف والدوران.. وأن الغش.. عينك عينك.. وأن العود المعروض هناك.. كله أخشاب مدهونة بدهون.. وبمجرد بدء احتراقه يخرج منه رائحة الخشب.. والبعض يقول ويسأل الحضور «يا ناس.. ما تشمون رِيْحَةْ عِطْبَهْ؟!!!
** بل الغريب.. أن عالم العود ودهن العود.. دخله أجانب.. وكثيراً ما تشاهد أجانب ومعهم بسطات ويصيحون بأعلى صوتهم «ريهه ممتاز.. أُود أسْلِيْ».. يعني رائحة ممتازة.. عود أصلي..!!
** ويقال.. إن أكثر الأجانب العاملين في هذا المجال.. هم تحت إشراف شخص غير سعودي.. والكفيل أو المسئول السعودي لا يدري أين يقع المحل؟
** ويقال أيضاً.. إن هناك ورشاً خاصة لدهن العود.. بمعنى.. أنها ورشة للغش.. وأن الغش أصبح شيئاً طبيعياً.. له ورشه وأدواته وعماله وفنيُّوه.. بمعنى.. أنه «مصنع للغش» وهذا المصنع.. مليء بالأصباغ والأرياح والأشكال والعمال والمواد.. ويقال إن الورشة «تطلِّع» العود بعد غشه في شكل «يخزي العين...يْهَبِّل».
** ويقال.. إن هناك عمالاً مهرة متفوقين في الغش.. جاءوا خصيصاً من الهند في المقام الأول.. ثم ماليزيا وسنغافورا وأن تخصصهم.. الغشي... كبير ومتقن.. وانه مستحيل ضبطه.. وأكثر هؤلاء الغشاشين «نْسِبا» أو «خوال» لأولاد الكفيل.. وسبحان الله.. حتى النِّسِيْب» الأجنبي «سروق وغشاش؟!!!».
** ويقال.. إن مهمة هذا المصنع المتقدم.. ليس مجرد الصِّبغ.. فهي مرحلة أخيرة.. لكن مهمته.. هو الحشو بالرصاص والصَّمغ.. وربما «بالدِّمِنْ» وبطريقة يصعب كشفها.. من أجل أن تعطي ثقلاً كبيراً في الوزن.
** ويقال.. إن أحد أبرز غشاشي دهن العود.. يضع في التُّولة نقطتيْ دهن عود.. والباقي «زيت محروق» أسود للغاية.
** وبعض الناس.. معرفته في العود.. هو متى «أزْبَدْ العود.. فإقرب منه ولا تشاور» بمعنى.. أن المعيار.. هو الزَّبد.. فمتى أزبد وزاد زبده.. أو كما يقولون «يْطَفِّي الجمر» فلا تشاور أحد.. وادفع قبل يشتريه غيرك..!!
** وفي عالم دهن العود.. يقال إن بعض دهن العود مزوَّد بمواد مسرطنة..
** ويقال.. إن بعض المواد المستخدمة فيه تعدم حاسة السمع.. ولذلك.. تلاحظ أن أكثر «شيّابنا ما يِرْوِحْ» و«تْصَرِّخ» عند أذنه حتى ينبح صوتك ويرد عليك «وش ذا حِسِّه؟ طايْحٍ شي؟!» لأن حاسة السمع.. أعدمتها تلك السموم.
** والمشكلة.. أن مشتري العود ودهن العود.. يبدأ بالشمشمة.. ولا يترك شيئاً إلا ويشمه مع أن الشم تلك اللحظة.. لا قيمة له على الإطلاق.. لكنها العادة.. يعني «تراني بْخِيْص؟!!!».
** عالم العود.. وعالم دهن العود.. وعالم المعمول.. وعالم المخلوط.. يقال إنه أبرز عالم يشهد الغش والكذب والضحك على الناس.. ولذلك.. من «طاح» في هذه التجارة.. وعرف طرقها.. أثرى في سنة.. لأنك تبسط بخشب.. وتأخذ فلوس «بالرّبطات».. وكيف لا تتجر.. وتصير «شيخ» والكيلو «يِصِكْ» خمسين ألف ريال؟!!
** وبعض محلات العود.. إذا جاء رمضان سوَّوا تخفيضات تصل إلى «70%» ومعنى ذلك.. أنهم كانوا قبل ذلك ينهبون نهباً.. فإذا باعها ب «30%» من قيمتها وهو رابح.. فكيف كان ربحه السابق؟!!
** «الله يخلف علينا.. اللِّي فلوسنا راحت في خشب».
** غير أن ما يطرح نفسه كسؤال أخير.. أن قضية دهن العود.. والعود.. ليست لوحدها.. بل إن «سالْفَةْ» الغش مستمرة.. فهناك غش واضح في بعض المواد الغذائية... كالمخللات والبسكويت.. وفي العسل والعطورات وفي الأقمشة.. حتى «الفصفص» لم يسلم من الغش هو الآخر.. فهناك فصفص مجرد قشور بدون لب.
** وهناك غش في قطع غيار السيارات.. وغش في البنزين.. وغش في الزيوت.. وغش حتى في «لِيْفَةْ الدَّله»!!
** ثم إن الغريب.. أن هناك عمالة أجنبية تقف وراء هذا الغش المستمر وتساعد عليه وتساند الغشاشين كتجار.
** تدخل علينا «مدربة» في الغش وأساليب الغش..
** هم.. مهرة في اللعب والتلاعب والتزوير والغش والنصب والاحتيال.. ونحن نردد اسطوانة الأغبياء «ماب وجهه.. وجه غش.. ها القطيو.. كَفُو غش؟!!».
** هل هذا.. هو التدريب الذي نريده؟
** وهل تلك الخبرة.. التي يبحث عنها مجتمعنا؟
** كم حالة تسمم عانينا منها؟
** وكم من شخص استمر معه المغص أشهراً؟
** أين دور البلديات؟
** أين دور الرقابة في التجارة؟
** أين المراقبون؟
** ظاهرة الغش.. لم تعد ظاهرة بسيطة.. بل هي تزداد.. حتى وصلت إلى الذهب والمجوهرات والعطورات.. حتى الماء «اللِّي» نشربه وصله الغش.
** من يوقف هؤلاء؟!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved