Monday 18th august,2003 11281العدد الأثنين 20 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يارا يارا
الإعلام بموازاة العمل
عبدالله بن بخيت

أنا خارج المملكة هذه الأيام وأحاول أن أتجنب الأخبار التي لا تهمني بشكل مباشر، فلا أتابع إلا أخبار المملكة وأخبار العالم العربي. لا أريد أن أخوض في قضايا عامة فالإجازة لها احترامها الكبير عندي ولا أريد أن أفرط في الاستمتاع بها حتى آخر قطرة.
أحزنني كثيراً تعليق الخطوط البريطانية رحلاتها إلى المملكة تحت حجة الأمن. طبعا لا يهمنا أن تعلق الخطوط البريطانية رحلاتها إلى المملكة وحتى إذا أرادت لها أن تلغيها، فالخاسر هي وليست المملكة. ولكن ما أحزنني هو أن هؤلاء الإرهابيين استطاعوا أن يمنحوا أعداء المملكة الحجج الواهية التي يمكن أن تسيء لسمعتها التاريخية في مجال الأمن.
عالم اليوم أصبح صغيراً تُتَنَاقَلُ فيه الأخبار بصورة سريعة وبطريقة متلاحقة لا تسمح بالانتقاء أو الفرز، وتفوز تلك الشركات التي تقدم الأخبار بصياغتها وبطريقتها. ولا يشك أحد أن أمريكا والصهاينة فيها تحديداً يسيطرون على هذه الصناعة بشكل مريع، وأي خبر عن بلادنا أو أمتنا لا يكون تحت سيطرتنا سوف يتحول إلى مشكلة بالنسبة لنا.
نسمع عن الفلبين والحرب الأهلية فيها. نسمع عن حرب المخدرات والاختطاف في كولومبيا. كما نسمع عن الصراع في ليبيريا وأيرلندا ولكن كل ما نسمعه هو وجهة نظر الإعلام الأمريكية. فالفلبين هي ساحة حرب بين الحكومة والإرهابيين. الحرب في كولومبيا هي حرب بين الحكومة وبين مروجي المخدرات الخ. قد يكون هذا صحيحاً ولكنه قد يكون معدلاً بصورة تخدم جهة معينة. نحن نذهب إلى الفلبين ولا نرى أثراً لهذه الحرب التي تدور رحاها بشكل شرس على أجهزة التلفزيون، فالإعلام أعطانا صورة عن دولة تسيطر عليها القلاقل وينتشر فيها الإرهاب وهذا ما نعرفه عن كثير من الدول. فنحن نأخذ وجهة نظر أصحاب شركات الإعلام الكبرى التي تنقل لنا الأخبار. وربما بدأ هذا ينطبق على المملكة. نحن لا نعرف ما هو انطباع المواطن في كولومبيا عن تعليق الخطوط البريطانية رحلاتها إلى المملكة ربما يتصور الآن أن شوارع المملكة ساحات حرب والناس متمترسة في منازلهم لا يبرحونها. كل من يقابلني ويعرف أني سعودي يحاول أن يعرف ما يدور في المملكة فالإعلام المعادي بدأ يلعب لعبته معنا بالطريقة التي يريدها.
فكما أعلن بوش بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أن أمريكا سوف تحارب على عدة جبهات عسكرية وسياسية وثقافية وإعلامية. نحن أيضا علينا أن نقوم بنفس الشيء، فمواجهة التجمعات المتشددة والإرهابية لا تكفي لأن آثارهم الإعلامية على سمعة المملكة يجب أن تواجَه أيضاً فطالما أصبحنا في وسط العالم علينا أن نتحرك على هذا الأساس.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved