مجلس كهرباء أمريكا الشمالية: انقطاع التيار الكهربائي بدأ في أوهايو

* واشنطن-د.ب.أ:
أعلن رئيس مجلس كهرباء أمريكا الشمالية «نيرك» أمس الأول أنه تمت إعادة الطاقة إلى كافة الشبكات الكهربائية التي تأثرت بعملية الانقطاع الكهربائي الكبير في الولايات المتحدة وكندا.
وجاء في بيان صادر عن ميشيل جنت رئيس المجلس نشره على موقعه على الانترنت أن الطاقة الكهربائية قد عادت كالمعتاد إلى جميع المستهلكين اعتبارا من الساعة العاشرة صباحا «بتوقيت شرق الولايات المتحدة»، وذلك على الرغم من أن بعض هؤلاء المستهلكين ما زالوا يعانون من انقطاع التيار الكهربائي من حين لآخر بسبب القيود المفروضة على كمية الطاقة المولدة.
وقد بدأ مجلس الكهرباء تحقيقا حول سبب انقطاع التيار الكهربائي الذي تسبب في وفاة خمسة أشخاص، وكان انقطاع الكهرباء قد حدث يوم الخميس الماضي بصورة مفاجئة بعد الساعة الرابعة مساء «بتوقيت شرق الولايات المتحدة»، مما أدى إلى انقطاع التيار عن خمسين مليون شخص من نيويورك وحتى ميشيجان وحول معظم ولايات البحيرة العظمى.
وقال جنت إن أسوأ انقطاع للتيار الكهربائي في أمريكا الشمالية قد بدأ على ما يبدو في ولاية أوهايو.
وقال جنت «نحن على ثقة الآن من أن هذه المشكلة بدأت في أوهايو، ونحاول الآن تحديد السبب وراء عدم السيطرة على هذا الموقف بعد أن تعطلت خطوط تحويل الكهرباءالاولى، وسوف نبحث هذا الامر بصورة مفصلة ومتعمقة».
ومن بين الاشخاص الخمسة الذين ماتوا من جراء هذه الازمة، كان هناك ثلاثة في الولايات المتحدة حيث مات شخصان في حرائق ناجمة عن استخدام شموع بينما أصيبت امرأة بأزمة قلبية بعدما تسببت شمعة في اندلاع حريق بمنزلها، أما حالتا الوفاة الاخريان فكانتا في كندا.
ومازالت مدينة كليفلاند في أوهايو تعاني من مشكلات تتعلق بنقص إمدادات المياه حتى يوم أمس السبت بينما أعلنت المطارات في المنطقة المتضررة من انقطاع التيارالكهربائي عن حالات تأخير وإلغاء لرحلات جوية.
وذكرت تقارير يوم أمس السبت أن الرئيس الامريكي جورج دبليو. بوش ورئيس الوزراء الكندي جان كريتيان بحثا عبر الهاتف أمس الأول الجمعة مسألة الظلام الخطيرة واتفقا على تشكيل فريق عمل مشترك يضم خبراء في الطاقة من البلدين للبدء في تحديد سبب الانقطاع الطارئ للكهرباء الذي أثر على أكثر من 50 مليون شخص.
وصرح بوش بالفعل بأن شبكة الكهرباء الامريكية القديمة في حاجة إلى تحديث ووصف الظلام بأنه «دعوة للصحوة».
ورغم عودة الكهرباء في كثير من المناطق تعين على المواطنين التعامل مع آثار انقطاع الكهرباء.
وقد طلب من السكان في كليفلاند غلي المياه قبل شربها حيث تخشى السلطات من تعرض المياه للتلوث عندما تسبب انقطاع الكهرباء في توقف أنظمة تنقية المياه، وأشارت ديترويت عاصمة تصنيع السيارات في الولايات المتحدة إلى أن هناك نقصا في البنزين، وأغلقت معظم محطات البنزين أبوابها بعد انقطاع الكهرباء عندما توقفت المضخات عن العمل، وأعلنت حاكمة ميتشجان جنيفز جرانهولم أن المدينة في حالة طوارئ يوم الجمعة ومن المقرر نقل إمدادات طارئة من الوقود إلى ميتشجان، وفي نيويورك أصبحت الآثار المالية للموقف المدمر في المدينة واضحة عندما قدر مجلس المدينة الخسائر بنحو 750 مليون دولار.
وفتحت جسور وأنفاق مدينة نيويورك يوم الجمعة ومن المتوقع أن تستأنف قطارات السكك الحديدية خدماتها المعتادة، وعادت عشرة خطوط من 24 خطا رئيسية لقطارات الانفاق إلى العمل بعد منتصف ليلة يوم الجمعة.
ورغم أن الاسواق الكبرى والمتاجر تعرضت لخسائر هائلة في المبيعات فإنه تم تعويض المبيعات المفقودة جزئيا من خلال المبيعات من المياه الغازية والمنتجات المعلبة، وكذلك البطاريات. والكشافات وأجهزة الراديو الصغيرة.
وأشار مجلس المدينة في تقرير مؤقت إلى حدوث عجز في إيرادات الضرائب بلغ حوالي 40 مليون دولار، وتقدر أجور العمل لوقت إضافي بالنسبة لرجال الشرطة ورجال الاطفاء وغيرهم من العاملين في المدينة بنحو عشرة ملايين دولار.
وقال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرج إنه واثق من أنه بوسع نيويورك تحمل عبء الاضرار، وقال لوكالة الانباء الالمانية «د.ب.أ» إن الموقف لن «يؤدي إلى تركيعنا».
في الوقت نفسه أعلن وزير الطاقة الامريكي سبنسر ابراهام أن الاجتماع الاول لفريق العمل المشترك الذي تشكل للتحقيق في ملابسات انقطاع التيار الكهربائي سوف يعقد يوم الاربعاء المقبل.
وقال ابراهام في مقابلة مع شبكة «إن بي سي» التليفزيونية يتعين علينا الاسراع في الوصول الى جذور الازمة لمعرفة حقيقة ما حدث وكيف اتسع نطاقها وما الذي نحتاج أن نفعله للتأكد من عدم تكرار ذلك.ومما يذكر انه تم الاتفاق على تشكيل فريق العمل المشترك، الذي يضم خبراء في الطاقة من الولايات المتحدة وكندا، بعد أن بحث الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء الكندي جان كريتيان أزمة انقطاع التيار الكهربائي في اتصال هاتفي بينهما يوم الجمعة الماضي.