في عام 1385هـ دعي المواطنون للاكتتاب في شركة سافكو لإنتاج الأسمدة الكيمياوية وأقبل الكثيرون على الاسهام حتى غطيت جميع المبالغ المخصصة للاكتتاب العام في وقت قصير ولم تحظ شركة من قبلها بمثل هذا الاندفاع من الجماهير لشراء أسهمها، ولقد بولغ في تقدير النجاح الذي يمكن ان تصعد له سافكو من حيث الإنتاج والتوزيع مما اعتقد انها ستحقق أرباحاً خيالية، ولقد فاه على الناس ان أرباحها في أول فترة للتوزيع ستصل نسبتها إلى الأربعين في المائة من رأس المال قابلة للتوزيع وقيل أيضاً ان إنتاجها مضمون تسويقه لمدة سنتين وهي فترة كافية لخلق أسواق تستوعب الإنتاج فيما بعد دون ضمان من أحد.
وكان ذلك يمهد لنجاح مستمر في مستقبلها الطويل ومن خلال موجات التفاؤل والوعود بالنجاح من القائمين على شأن الشركة صعدت قيمة السهم الواحد إلى ما يقارب مائة وثمانين ريالا «180» وتسابق الممولون وأصحاب المدخرات المحدودة إلى اقتناص أسهم سافكو إلا انه في عام 1390هـ عادت قيمة الأسهم إلى الهبوط بصورة مفاجئة باختفاء مائة ريال «100» عن السهم الواحد ولم يبق محافظا على قيمة السهم إلا الثمانون ريالا «80» التي كانت تمثل الزيادة على القيمة الاسمية والمساهم المواطن حائر في هذا الانكسار في أثمان الأسهم ولا يعرف هل هو راجع إلى ان ظروف التأسيس كانت سيئة حملت رأس المال نفقات لم يتوقعها الدارسون لمستقبل الشركة عند الاكتتاب أم ان الشركة التي كفلت لسافكو توزيع وامتصاص الإنتاج خلال مدة معينة لم تنفذ تعهدها أم ان هناك نقصا في كفاءة الجهاز الفني أو الإداري، أم ان اقامة مصانع في الدول العربية المجاورة أثرت بمنافستها أو هدت معنوية القائمين على إدارة شركتنا مما حد من فعالية الإنتاج عموماً.
هذه مجموعة من التساؤلات يرددها كل مواطن سواء كان مساهما أو رقيبا بدافع من حرصه على تقدم بلده ونجاح كل مشروع يحظى بالدعم كهذا المشروع ذلك ان كل مواطن يهمه نمو بلده وتقدمها الاقتصادي.
وقد تواترت الأخبار ان الشركة مدينة بمبالغ ضخمة علاوة على ما سدد لها من رأس المال ولهذا وقطعا لدابر سوء الإدارة ان كانت هي السبب في تدهور قيمة اسهمها وازالة للشكوك التي ملأت نفوس حاملي الأسهم مما دعا كلا منهم ان يعمل على التخلص من أوراقها يحسن ان يدخل مجلس إدارة الشركة، أعضاء من المساهمين تنتخبهم الجمعية العامة ليعملوا بجانب المعينين من الدولة بحكم ملكيتها لـ51% من أسهم الشركة وسوف تكون فرصة أخيرة لاعطاء المساهم صورة واضحة عن واقع شركته ويستطيع بموجبها ان يحتفظ باسهمه عن ثقة تعيد لها بأقل الاحتمالات قيمتها الاسمية.
|