العطاء مما لا شك فيه يحتاج إلى توفر مادته.. وهذه المادة تكون بالعمل.. وهذا يحتاج إلى الوسيلة.. والوسيلة توجدها الحاجة.. ولابد أيضاً من دافع إلى العطاء.. وأنانية وضيعة وذاتية متناهية، تلك عملية الأخذ دون العطاء بشراهة لابد من التبادل ليحدث التفاعل.. ولابد من التفاعل لتحدث الخلاصة اللذيذة لذلك المحلول الناتج.
هل فكرنا في تلك القطع الملونة والتي تحب ان تبتعد عن هذا الجو المفعم بالحقد..
والطمع.. والذاتية.. والمادية لترتفع إلى أعالي طبقات الهواء.. كأنها أحست بأن هذا الجو مجدب غير خصب.. لا تستطيع ان تعطي فيه شيئاً ولو ضئيلاً.. كما هو الآن عندنا نحن «الانسانيين؟؟»
تلك القطع هي «السحب.. أو الغيوم» كما تشاؤون.. المهم انها وجدت هناك حيث الحرارة.. والبرودة المكان الخصب الذي مكنها من ان تعطي لهؤلاء «الذاتيين» الشيء الكثير.. والكثير جداً.. والمفيد جداً والمهم جداً.. ذلك هو حبات المطر التي أصبحت الآن هي الطاقة الوحيدة التي لا يستطيع أي موجود في هذا الكون ان يستغني عنها.. وأقل شيء قدمته هو مشاركتها لوريقات الزهر.. والورد.. والشجر في لحظة حزنها وذلك حينما بكين بقطراتها النميرة.. اننا حينما اسمينا عملية الأخذ دون العطاء ذاتية متناهية.. فماذا نسمي هذه العملية الجديدة العطاء دون مقابل.. وبلا حقد.. وبدافع الطيبة المتناهية؟ ان محاولة تسميتها باسم انما هي عملية بحث في أعماق الفضيلة ونتمنى ان نهتدي إلى ضالتنا هنالك..
وكم تمنيت ان ترتفع حرارتي إلى درجة الغليان فقد اتبخر ثم اطير إلى الأعلى كالسحب وعندها اجد سعادتي عندما يبدأ عطائي يساقط من على «ناطحات السحاب» لتدفن تسميتي بين أحضان الفضيلة كما هي الحال بالنسبة للغيوم.
|