التهاب المفاصل الروماتيزمي هو مرض يصيب أجهزة الجسم المختلفة ولكن في معظم الحالات فإن اصابة الجهاز الحركي هي التي تسود اعراض وعلامات هذا المرض واصابة الجهاز الحركي هي الأساس لتشخيص هذا المرض، وقد عرفه دوثي عام 1969م بأنه التهاب شبه حاد أو مزمن غير مصحوب بصديد، ويؤثر على المفاصل الطرفية بصورة متطابقة على جانبي الجسم.
وهو عادة يتطور في شكل انتكاسات وفترات هدوء قد تصاحب بأعراض وعلامات عامة تؤثر على باقي الجسم مثل ضعف الدم (الأنيميا) نقص الوزن وارتفاع في ترسيب الدم.
أسباب الإصابة بهذا المرض:
الالتهاب في جسم الإنسان عادة يحدث لمكافحة المكروبات والأجسام الغريبة على الجسم، ولكن أسباب التهاب المفاصل في حالة الإلتهاب الروماتيزمي غير معروفة بالضبط وفي حالة الإلتهاب الروماتيزمي فإن الجهاز المناعي لسوء الحظ يهاجم الأنسجة الموجودة بالمفاصل أو الغشاء المبطن للمفصل مما يؤدي إلى اتلاف الغضروف وجزء من العظم، وأيضا قد يحصل تدمير للأربطة المحيطة بالمفصل والتي تمنع الحركة الزائدة غير المرغوب فيها مما يؤدي إلى اختلال وعدم ثبات بالمفصل.
تشخيص المرض:
ليس هناك اختبار معملي واحد معين لتشخيص المرض ولكن في العادة يتم تشخيص المرض من المعلومات التي نحصل عليها من تاريخ المرض والكشف الطبي والاختبارات المعملية بالإضافة إلى الأشعة وتقنيات التصوير الأخرى.
واختبارات الدم متعددة وأبسطها تعداد الدم الكامل بما في ذلك الهموقلوبين وعدد كريات الدم والترسيب الذي يكون في العادة مرتفعاً عند نشاط المرض، أيضاً هناك اختبارات دم أخرى يمكن أن تساعد في تشخيص المرض وتدل على نشاطه مثل عامل الروماتيزم وأشعة إكس تلعب دوراً هاماً في تشخيص المرض ولكن قد لا تكون مفيدة في تشخيص حالات المرض المبكر، حيث تتفوق صور الرنين المغناطيسي والموجات الصوتية على أشعة إكس التقليدية.
علاج الروماتيزم الالتهابي:
هناك اعتقاد خاطئ عند الناس وهو أن مرض الروماتيزم ليس له علاج سوى المسكنات، وفي الحقيقة أن علاج الروماتيزم الالتهابي هو تعاون بين الفريق الطبي والمريض ويتلخص ذلك في العناية بالمفاصل والعلاج بالادوية، حيث يحتاج المريض للموازنة بين الراحة وتمارين المفاصل، فالراحة الزائدة قد تؤدي إلى تيبس المفاصل وضمور العضلات ولذلك يجب على المريض استعمال المفاصل ما أمكن ذلك ويجب وقف الحركة عند الشعور بالألم الشديد أو عند حدوث تورم أو أحمرار بالمفصل.
أما العلاج بالأدوية فهناك علاجات تستعمل للآلام ومنها المسكنات وهذه لا تؤثر على تطور المرض ولكنها مفيدة لعلاج الآلام مثل البنادول وبعضها مفيد للآلام والالتهابات مثل الفولتارين والبروفين، وأنواع جديدة أخف ضراراً على المعدة مثل السلبركس والفيوكس، أما النوع الثاني من العلاجات فيه تمنع تطور المرض وهذه عادة تعمل على تهدئة الجهاز المناعي فتقلل من نشاط المرض والإلتهابات وبالتالي تمنع المضاعفات ومنها على سبيل المثال الميثوتركسيت.
أما أحدث العلاجات للروماتيزم الإلتهابي فهي العقاقير الحيوية التي تعطى لحالات الروماتيزم الحادة التي فشلت في الإستجابة للعقاقير التقليدية وهذه تعطي في شكل حقن بالوريد أو تحت الجلد ومنها الإنفلكسيماب والاتارناسبث والأناكينرا، وقد أثبتت هذه العلاجات فعاليتها في حالات الروماتيزم الألتهابي المستعصية.
(*) استشاري أمراض الروماتيزم بالمركز
|