Sunday 17th august,2003 11280العدد الأحد 19 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تغيير مدير الكرة.. كيف تحول من قرار روتيني إلى قضية كبرى في الهلال؟ تغيير مدير الكرة.. كيف تحول من قرار روتيني إلى قضية كبرى في الهلال؟
تسرب الخبر والتباطؤ في اتخاذ القرار أوجدا بيئة للشائعات والإساءات ضد النادي والأحمد

  * كتب - عبد العزيز الهدلق:
أخذت قضية مدير الكرة الهلالية أبعاداً جماهيرية وإعلامية لم تكن الإدارة الهلالية تنتظرها ولا تتوقعها ولا حتى تتمناها. ففجأة أصبح تغيير الهلال لمدير فريقه الكروي الأول هو قضية القضايا وهو الشغل الشاغل للجماهير والإعلام على مدى الأيام الخمسة الماضية. فلماذا حدث ذلك لأمر يعتبر في أعراف الأندية عادياً جداً ويحدث مراراً وتكراراً في الأندية الأخرى بل وحدث كثيراً في الهلال سابقاً ولم يأخذ هذا المنحى الإعلامي والجماهيري المتصاعد؟!!
من المسؤول؟
لاشك أن تعيين وتغيير أي عنصر إداري هو مسؤولية مجلس الإدارة ومن يفوضه ولا يستطيع كائن من كان أن يستنكر على الإدارة تعيين هذا العضو أو ابعاد ذاك فهذا من الأمور التي تدخل ضمن الصلاحيات والمسؤوليات التي تتمتع بها مجالس إدارات الأندية، بل إنها من أبسط حقوق تلك المجالس.
ولكن ما حدث في الهلال بشأن القرار المنتظر صدوره بإقصاء مدير الكرة الحالي «سواء باستقالته أو اقالته» أن الموضوع ظهر على السطح وانتشر قبل إتمامه وإعلانه فأصبح متداولاً على صفحات الجرائد وألسنة الجماهير مما جعله عرضة للاجتهادات والتفسيرات التي تحمل بعض الصواب وكثيراً من الخطأ والبعد عن الحقيقة مما أساء لكل الأطراف سواء للنادي بشكل عام أو للإدارة أو حتى للإنسان المعني وهو الأستاذ منصور الأحمد كما أن التأثير السلبي لهذه الحالة قد ألقى بظلاله على اللاعبين واستعداد الفريق للموسم الكروي الذي باتت انطلاقته وشيكة.
وفي تقديري أن الإدارة تتحمل المسؤولية في جانبين مهمين.. الأول أنها سمحت بطريقة أو أخرى بتسرب الخبر للجماهير والإعلام رغم أنه كان في بداياته وتحت الدراسة ومازال البديل غير معروف وغير جاهز. فلماذا خرج من دهاليز الإدارة وكتمانها وهو مجرد فكرة أو مقترح؟ ومن المسؤول عن ذلك؟ اذا فتسرب الخبر هو مسؤولية ادارية بحتة.. أما جانب المسؤولية الآخر الذي تتحمله الإدارة فهو أنها ظلت وعلى مدى خمسة أيام ملتزمة الصمت تجاه قضية ظلت تكبر وتتفاعل لتنتقل من الرياض إلى أبها حيث يقيم الفريق معسكراً هناك مما جعلها تؤثر على اللاعبين والفريق الكروي بل وتسيء يوما بعد يوم للأستاذ منصور الأحمد وتقلقه وتوتره وهو المسؤول الإداري عن الفريق وجعلته يعيش تحت ضغوط وإحراج كبيرين. بل إن الإدارة وعلى لسان أمينها العام الأستاذ أحمد الخميس ظلت تنفي حدوث تغيير رغم أن أعضاء آخرين من الإدارة يؤكدون في أحاديثهم الخاصة وغير القابلة للنشر حتمية التغيير!!!
سرعة اتخاذ القرار
من هنا كان الأجدر بالإدارة وقد تسرب من أحد أعضائها خبر تغيير مدير الكرة أن تحسم الموضوع سريعا وتعجل باتخاذ القرار الذي بالتأكيد أنه صادر لا محالة ولا تترك الفريق واللاعبين والأحمد نفسه يعيشون حالة من فقد الاتزان النفسي ويكونون عرضة للقيل والقال وبالأخص مدير الكرة الذي طالته تهم كثيرة عن ماذا فعل؟ وماذا ارتكب؟ وماهي أخطاؤه وسلبياته.. وهكذا فقد كان التباطؤ والتأجيل في اتخاذ القرار يعني استمرار الألسنة والأقلام وهي «تلوك» في سيرة الأحمد الذي وان رأت الإدارة أو لاحظت عليه أخطاء في العمل ومن منا بلا أخطاء فقد كان من الواجب والجدير بها أن تحفظ له مكانته وكرامته ولا تجعله تحت رحمة الشائعات والقيل والقال والتعريض بشخصيته وتحميله من الاساءات ما لايحتمل. فهو يبقى ابن النادي الذي خدمه لاعبا واداريا لأكثر من عشرين عاما بكل اخلاص وتفان وكان من أبسط حقوقه على النادي أن تحفظ كرامته ومكانته، أما بالاستمرار في عمله والنفي القاطع لكل ما يقال ويدور، وأما بالتغيير الفوري والسريع الذي لا يسمح بصدور وتداول مثل تلك الشائعات والاساءات لعدة أيام بحق رجل حسبه أنه عمل بكل إخلاص وتفان في خدمة ناديه.
الصديقان المرشحان
وكان من ضمن ما أفرزته أزمة مدير الكرة الهلالية هو ذلك التنافس العلني بين المرشحين البديلين اللذين سيتسلم أحدهما موقع الأستاذ منصور الأحمد وهما الأستاذ خالد المعمر والأستاذ عادل البطي. وللحق فهما شخصيتان مؤهلتان وجديرتان وكفؤتان ليس لمنصب مدير الكرة وحسب بل لما هو أكبر من ذلك وليس أقله عضو مجلس إدارة.
وهذا التنافس بين الاثنين لم يصنعاه هما بل هما أبعد ما يكونان عن مثل ذلك التنافس فهما فيما أعرف صديقان حميمان وزميلا عمل حيث يجمعهما قطاع عمل واحد ولو طلبت الإدارة رأيهما في أيهما يرغب في العمل مديراً للكرة لتنازل أحدهما للآخر ورشحه للمنصب دون مجاملة وذلك لما يعرفه كل واحد منهما عن الآخر من قدرة وكفاءة وجدارة.
ولكن الإدارة ومثلما أوقعت منصور الأحمد في حرج كبير وبالغ بأن سربت خبر اقالته ثم تباطأت في اتخاذ القرار فإنها أيضاً أوقعت الأستاذين عادل البطي وخالد المعمر في ذات الموقف الحرج واسماهما يتسربان للاعلام والجماهير كمرشحين ومتنافسين على المنصب وكل منهما يحمل الود والتقدير للآخر ولم يكن أحدهما يود أن يوضع في موقف المتنافس مع زميله وصديقه ولكن الإدارة وضعتهما كذلك.
عوداً على بدء
ومثلما بدأنا الموضوع بالتأكيد على أن قرار تعيين أو إبعاد أي اداري انما هو إجراء يتخذ في كثير من الأندية واتخذ في الهلال كثيراً، نعود هنا ونؤكد أن ما جعل موضوع تغيير مدير الكرة الهلالي يأخذ كل هذه الأبعاد والتفاعلات السلبية ويتضخم بشكل مبالغ فيه هو كيفية التعاطي الاداري مع هذا الموضوع حيث لم تكن كيفية سليمة ولا صحيحة.
فالموضوع كان يجب أن يبقى طي الكتمان خصوصا وأنه في محيط مجموعة صغيرة من مجلس الإدارة حتى تنتهي كافة الترتيبات ثم يعلن القرار بسرعة الضمان دوران عجلة إدارة الكرة بكل يسر وسهولة مع حفظ الحقوق الشخصية والمعنوية لكل الأطراف. أما وقد تسرب القرار وهو مازال في طور الإعداد فكان يجب ألا تستعجل الإدارة في اصداره وإعلانه خصوصا وأنها مقتنعة به تماما وكل ما كانت تحتاجه هو مزيد من الاجتماعات للوصول للصيغة النهائية للقرار، وكان تكثيف العمل والاجتماعات كفيلاً بوضع حد لكل تلك البلبلة والشوشرة التي أساءت لنادي الهلال أولا وأخيراً.
غياب رجل القرار
سمو الأمير عبد الله بن مساعد رئيس نادي الهلال رجل إدارة من الطراز الأول وهذه النوعية من القياديين تتميز بصفات من الصعب توافرها في غيرهم، ومن تلك الصفات القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، والتمتع بصفة الحسم للأمور وعدم ابقائها معلقة بسبب التردد وعدم الثقة في صحة القرار المراد اتخاذه والتباطؤ في اتخاذه بحجج الدراسة والتمحيص. وأعتقد أن ابتعاد سمو الأمير عبدالله بن مساعد عن صناعة قرار تغيير مدير الكرة وتكليف البديل عندما فوض سموه آخرين من أعضاء الإدارة بذلك هو ما افقد القرار قيمته وهو ما تسبب في هذا التردد الواضح في اتخاذه وهو ما أدى لكل هذه التداعيات المؤسفة على الساحة الزرقاء.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved