كفى تحريضاً يا سعد
د. عبد العزيز إسماعيل داغستاني / رئيس دار الدراسات الاقتصادية - الرياض

ما هكذا تورد الإبل يا سعد، وليس هذا نهج اصلاح. إن أسلوب التحريض وبث روح الفرقة ودعم الارهاب الذي يتبناه المارق الدكتور سعد الفقيه عبر إذاعة الاصلاح، أو مداخلاته المشبوهة الممقوتة عبر قناة الجزيرة، يعكس نفساً مريضة تختفي تحت شعارات مفضوحة تأخذ الطابع الديني كذباً وزوراً وبهتاناً، وهي في حقيقتها جملة من الشتائم والسباب والتجريح بالناس والتنابز بألقابهم وأصولهم.
نهج يتنافى مع مبادئ الإسلام الكريمة ويتعارض مع نهج المجتمع السعودي الذي انصهر في بوتقة واحدة وطنية ذابت فيها فروقات التعصب وجمعت الناس تحت راية واحدة يعملون لبناء هذا الوطن الكبير.
أي إصلاح يتبناه هذا المارق الذي جمع حوله زمرة من الدهماء تمكن من عقولهم الجوفاء ليشكلوا جوقة تعزف لحناً نشازاً يقدم ويجسد صورة سيئة للإنسان السعودي، هذا المارق الذي يخفي السم في العسل وهو يلوي رقبة الحقيقة، والواقع ويتلاعب بالالفاظ ويخلط الأرقام ليصل إلى نتائج تخدم دعوته التحريضية وتشفي غليل زمرة حاقدة لا تتجاوز رؤيتها اقدامها التي غاصت في حقل الارهاب تحاول بعد الخروج من مأزق نبذ المجتمع السعودي لها، وهو الذي يترفع عن هذه الأعمال والمهاترات وينهمك في دورة التنمية وعجلة البناء والنماء ويسهم في اثراء الاقتصاد.
ما هكذا تورد الإبل يا سعد. وليست هذه طريق الاصلاح، وإذا كانت البعرة تدل على البعير، فيكفيك تأكيداً هذا المستوى المتدني من الذين انساقوا كالابل خلف نهجك الممقوت. ان حالتك تثير الأسى لأنك أسأت إلى قومك وأهلك وبلدك الذي رباك وأهلك فتركته وتركت تأهيلك وتفرغت للتحريض وزرع الفتنة، والفتنة أشد من القتل، هذا هو حالك يا سعد. فكفى تحريضاً وعد إلى رشدك وتب إلى الله، وقد انكشف أمرك وفضحك لسانك، ويأبى الحق أن ينخدع العقلاء من الناس بك، لقد بان حالك الحقيقي وانت تعتذر إلى كل من يستمع إليك من ضرورة أخذ استراحة قصيرة حيث حان وقت صلاة المغرب منذ أكثر من 15 دقيقة! هل نسيت ما قلته يا سعد؟ وهكذا يدرك العقلاء من الناس كيف يلتهي هذا المصلح المزعوم بالسب والشتائم عن الصلاة!
من المؤسف والمؤلم، بل من المخجل حقاً، أن يصر هذا المارق على أن يقدم نفسه للناس كشيخ عالم، وهو يقبل بهذا اللقب وبهذه المنزلة من كل من يتصل به من الدهماءوالمغرر بهم. فعلاً، إن البعرة تدل على البعير، وهذا ما يستدل عليه من نوعية ومستوى المؤيدين المغررين بهذا المارق، إذا دعا أحدهم إلى تسميته بصلاح الدين الفقيه؟! أي عقل هذا؟ وأي ضياع؟ وأي إسفاف فكري؟
لا يجب السكوت على هذا الاسفاف، وعلى هذا النهج التحريضي. علينا أن نسلط الضوء الساطع على مواطن الخلل في فكر هذا الرجل، وفضحه أمام الناس وفك رموز نهجه الذي يريد أن يعيدنا سنوات طويلة الى الوراء، علينا أن نواجه هذا السرطان حتى لا يتمكن من البسطاء من الناس الذين يمكن أن يغرر بهم، تماماً كما غرر ببعض السذج من الناس فانجرفوا في تيار الارهاب. ان النار من مستصغر الشرر، ولا يستشري السرطان في الجسد إلا من جزء خبيث وورم غير حميد.
إن نهج سعد الفقيه التحريضي هو دعوة صريحة للارهاب، هو خروج عن لحمة هذا المجتمع، هو ايذاء واضح للاقتصاد، هو تكريس لنماذج الغلو والتطرف.
إننا نأمل من السفير البريطاني في الرياض أن يقرأ ردة فعل الشارع السعودي الرافضة لهذا النهج، وهذه الدعوة إلى الفتنة والارهاب التي يدعمها ويرعاها سعد الفقيه، وان يبلغ حكومته ان ما يقوم به هذا المارق يندرج في اطار الارهاب الدولي الذي يجب ان تتصدى له الحكومة في لندن.