لم يعد البيك آب وسيلة شحن فقط، بل زاد عن ذلك أن اصبح ايضا أحد خيارات الراحة والرفاهية، مما يدفع الى تضمينه عناصر تقنية متقدمة كتلك المستغلة في تسويق السيارات السياحية، وفي ظل تزايد العروض القادمة إلى قطاع شاحنات البيك آب الكبيرة الحجم من عدة مصنعين مثل سيلفرادو وسييرا من جنرال موتورز، وتوندرا من تويوتا، وتايتان من نيسان، قامت فورد بالتركيز في جيلها الجديد من موديل السلسلة إف على تطوير عائلة محركها المعياري ترايتون Triton V8 ليصبح بمواصفات قوية، مع خفض الاستهلاك والتلوث، وليكون متكيفا مع استخدامات بعض فئات موديلات فورد الأخرى مثل موستانغ ولينكولن أفياتور وميركوري مارودر.
عوامل تطوير المحرك
طورت فورد صيغة محركها ذي الأسطوانات الثماني V8 بسعة 5409 سنتم3 فضمنته ثلاثة صمامات لكل أسطوانة، منها صمامان لسحب الهواء والبنزين، والثالث لتنفيس الغازات المحترقة، مع حلول شمعة الإشعال في الوسط، بين الصمامات الثلاثة، وتشغل الصمامات بواسطة عمود كامات علوي واحد فوق كل من صفي الأسطوانات المتقابلين بزاوية 90 درجة، مع نظام توزيع متبدل لنمط تشغيل جميع الصمامات حسب مجال دوران المحرك والضغط المطلوب منه، بتقديم توقيت فتح الصمامات وإنغلاقها، أو تسبيقه، وذلك بواسطة ضغط هيدروليكي داخلي، وهذا يختلف عن بعض المحركات التي تعتمد على نظام توزيع متبدل لنمط تشغيل صمامي السحب وحدهما.
وقد نمت قوة المحرك عن الصيغة السابقة الموازية السعة لكن مع صمامين اثنين لكل أسطوانة بنسبة 15 في المئة فبلغت 300 حصان/5000 د.د، مع نمو عزم الدوران لبلغ 495 نيوتون-متر/3750 د.د.
مواصفات فنية
صنع غطاء المحرك من الألومينيوم وقالبه من الحديد، ويتضمن ما تسميه فورد بتقنية التحكم بغزارة سحب الهواء، وهي كناية عن فتحات معدنية مسطحة ومركبة في أطراف ممرات سحب الهواء الى غرف الاحتراق، بحيث تضيق فتحة السحب في مجالات الدوران المتدنية لتسريع تدفق مزيج الهواء والوقود وتغليب عامل الشفط وزيادة عزم الدوران والتلبية عند الانطلاق أو عند التجاوز في السرعات المتوسطة الى الضعيفة، أو عند التعامل مع المسالك الوعرة، ثم يوسع تلك الفتحات مع ارتفاع سرعة دوران المحرك، لتلبية تزايد الحاجة الى الهواء، لا سيما أن عامل الشفط يتحسن تلقائيا عندما تتسارع حركة المكابس صعودا ونزولا في مجالات الدوران العالية.
وللتغلب على صعوبة عيار درجة الضغط على دواسة الوقود في المسالك الوعرة، أو عند الخروج من مطبات قاسية أو فوق أرضيات شديدة الانزلاق، فقد جهزت فورد محركها الجديد مع مجموعة التروس القصيرة ببرمجة إضافية لتخفيف تفاعل دواسة الوقود في مثل تلك الظروف، لتسهيل إخراج السيارة منها، وهي تقنية جيدة مع تقنيات الوصل الإلكتروني المباشر بين دواسة الوقود ونظام الإدارة الإلكترونية لوظائف المحرك، وقد أطلقتها مجموعة فورد أولا في الجيل الجديد من موديل رانج روفر لدى ماركة لاند روفر الإنكليزية التابعة للمجموعة الأمريكية منذ ثلاثة أعوام.
|