Sunday 17th august,2003 11280العدد الأحد 19 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
مستشفى الصحة النفسية .. «فل»
عبدالرحمن بن سعد السماري

** «المرض النفسي» ليس قضية.. بل إن كل مجتمع يعاني فيه البشر من أمراض نفسية أو عقلية.. وكلما زاد عدد السكان .. زاد عدد المرضى النفسيين والعقليين .. فكيف إذا أضيف لزيادة عدد السكان... تعقيدات ومشاكل العصر بكل أبعادها .. وكل ارهاصاتها وتبعاتها.. والتي لابد لها أن تخلف مثل ذلك؟
** لست طبيباً نفسياً.. ولا معالجاً نفسياً..ولا خبيراً ولا إخصائياً نفسياً..
** كما أنني .. أؤمن وأدرك .. أن هذا العالم.. عالم كبير وواسع للغاية .. وله رجاله وخبراؤه.. وبالتالي.. ليس من حق أحد يجدف فيه وهو لا يملك على الأقل «بكالوريوس» في علم النفس.. لكنني سأتحدث من واقع خبرتي ومعايشتي للواقع.. بعيداً عن الدخول أو الغوص في هذا العالم بأي شكل كان.
** أقول: إن الاصابة بمشكلة أو مرض نفسي..قد يبدو صعباً أو شيئاً بعيداً.. بل ربما تعرف شخصاً طوال حياته التي امتدت عقوداً.. تعرفه سوياً في كامل لياقته الذهنية والنفسية.. وتفاجئ به بعد فترة «ليس على ما يرام» ثم يقال لك.. انه حصل مشاكل في العمل أو في الدراسة أو في التجارة.. أو في حياته الأسرية.. أو سافر أو «طاح» في شلة خربانة أو تعرض لصدمة.. أو ماتت أمه أو أبوه أو ابنه أو ما شابه ذلك.. ليدخل في دوامة مرض نفسي.. بل إن الإنسان السوي.. يحس أحياناً في أنه .. في حاجة إلى طبيب نفسي.. ويتمنى .. لو «يزْرق» إحدى العيادات ويشوف.. ماذا لديهم؟
** اليوم.. كثرت هذه الأمراض مع تداعيات العصر وتعقيداته ومشاكله وارهاصاته و«بلاويه».
** لا يكاد يمر يوم دون أن «تشوف» واحداً من هؤلاء .. سواء مريض نفسي أو عقلي.. أو أكثر أو أقل من ذلك.
** فهذا مريض أطفأ الكهرباء عن المصلين في المسجد وهم يصلون الفجر وتركهم «يتلمسون».
** وآخر سحب الكرسي من خلف «شايب» معاق ثم سقط «الشويّب» حتى انكسر ظهره.. ونقلوه للمستشفى.
** وآخر دخل المسجد و«لقط» شماغ الإمام وسحب سلك الميكروفون.
** وآخر جاء بكرتون وجمع أحذية المصلين ثم هرب.
** وآخر جاء وفجّر «شرُوخ» خلف الامام في الصلاة.. وهكذا من تلك التصرفات التي تعكس حجم ما اصاب هؤلاء من انتكاسات ومشاكل نفسية.
** بل الأمور لم تقف عند هذا الحد.. بل جاوز ذلك.. إلى حوادث جنائية وحوادث دهس وقتل «نشر بعضها في الصحف».
** نعم.. قرأنا عن حوادث قتل واطلاق.. نار.. ثم تبع الخبر.. أن الفاعل «مريض نفسي».
** هل هذا يكفي تبريراً؟
** مَنْ المسئول عن افلات هذا المريض الخطير؟
** مَنْ المتسبب؟
** نتمنى أن تكون هناك حلول موازية لهذه المشاكل.. وأن يتم توسيع المصحات النفسية والأقسام النفسية في المستشفيات.. فكل الاقسام وكل المستشفيات توسعت ما عدا الاقسام والمصحات النفسية.
** يقولون.. ان المرضى في الصحة النفسية «على الانتظار» .. وان المستشفى لا يقبل حالات جدد بسبب ضيق الإمكانات «المستشفى .. فل».
هل هذا معقول؟! كيف سيعيش الناس.. و «وش لون يجيهم النوم» وهم يهربون من إرهابي و «يطيحون في مهبُول؟!!!».
** يمكن أن أتورط في منزلي بمريض قلب أو سكر أو ضغط أو حتى شرايين مخ..
لكن .. لا يمكن أن أرجع ومعي «مهبول».
** وهناك بعض القراء يقولون.. ان بعض معارفهم أو أقاربهم يتصلون عليهم ويسألون «تعرفون أحداً في المستشفى؟!» نريد فزعة.. نريد مساعدة.. والمستشفى بالطبع.. لا يستقبل أحداً.. فهو (فُل) وأكثر الاطباء في إجازة .. وكل شخص «يبزا مهبوله» حتى عودة الاطباء من الإجازة.
** هذه مشكلة كبرى للغاية.. وما أكثر مشاكلنا .. و (وش تِعد.. وش تخلّي».
** الجامعات .. ترمي ملفات بناتنا .. وإذا قلنا لهم «وين نودّيهن؟؟!!» قالوا «زوجوهن».
** ومستشفيات وأقسام الصحة النفسية يقولون .. المستشفى «فُل» وإذا قلنا لهم .. أين نذهب ؟! «وين نودّي مريضنا؟!».
** قالوا له.. «ودّه بيتك.. ما للمهبول .. إلا هَلِه؟!!».
** والشركات والمؤسسات .. تطرد وترفض توظيف أبنائنا ويقولون «روحوا للحكومة توظفكم..!!».
** والحكومة ممثلة في «أكبر وزارة في العالم؟!!» طبعاً.. وزارة بند الاجور ونظام الساعات - الديوان العام- سابقاً.. تقول ما عندنا وظائف.
** وش لون ما ننهبل؟ وشل لون ما نطِق بعض؟ وش لون ... ما نفحّط.. ونطير.. ونقطع الاشارات؟.
** «وش لون ما نحمق.. ونزعل.. ونتنرفز ونِطق عيالنا ونطلق حريمنا؟!!».
** وش لون ما نطمر أسوار الاستراحات ونسرق رسيفر بخمسين ريالاً أو اسطوانة غاز بعشرة ريالات؟!
** نفسي أشوف «مهبول» يصفِّق مدير.. مجرد «تَلفيخ» فقط.. أو «بقس» على نظارته..!!.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved