* رصد ومتابعة فارس القحطاني:
يعيش العالم هذه الأيام مجموعة من الكوارث الطبيعية من فيضانات وأمطار وسيول وانهيارات أرضية وحرائق الغابات، والتي سببت خسائر مادية وبشرية فادحة وراح ضحيتها عدد كبير من الناس، والملاحظ كذلك ارتفاع درجات الحرارة الكبيرة التي ظلت تشهدها أماكن متفرقة من العالم خاصة أوروبا والتي وصلت درجات الحرارة فيها الارتفاع إلى مقاييس عالية لم تشهدها من قبل وأدت إلى وفاة العشرات وتعطلت على إثرها الأنشطة السكانية وقفلت العديد من المصالح والمؤسسات أبوابها مما زاد من خسائرها.
ففي فرنسا مثلاً أعلن رسمياً ان ثلاثة آلاف شخص قتلوا نتيجة الموجة الحارة التي شهدتها البلاد من الأسابيع القليلة الماضية وهذا يعد رقماً كبيراً.
أما الأمطار فقد تضررت العديد من الدول منها وصاحب هطولها سيول وانهيارات أرضية وفيضانات أودت بحياة الكثير من سكان المناطق التي نكبتها هذه الظاهرة. فقد شهدت منطقة جازان مؤخراً أمطاراً وسيولاً تضرر منها عدد كبير من المواطنين هناك كما راح ضحيتها عدد من السكان ودمرت مئات المزارع والبنى التحتية في عدد من المدن والقرى التابعة للمنطقة في كارثة طبيعية لم تشهدها المنطقة من قبل.
وفي منطقة المدينة المنورة هطلت أمطار متفرقة في ظاهرة تعد نادرة الحدوث في مثل هذا الوقت من العام كون ان امطار المدينة شتوية وليست صيفية.
كذلك ما حدث في السودان الشقيق من فيضانات وأمطار في مدينة كسلا حيث دمر نهر «القاش» عدداً كبيراً من المباني والمزارع وبلغ عدد الضحايا العشرات.
وفي نيبال تجاوز عدد الضحايا 70 شخصاً خلال يومين فقط نتيجة الأمطار الموسمية التي ظلت تهطل دون توقف لمدة يومين كاملين.
كذلك نسبة للانهيارات الأرضية التي شهدتها المنطقة نتيجة للأمطار.
وفي فرنسا يقول رئيس اتحاد أطباء مستشفيات الطوارئ الفرنسي ان الموجة الحارة التي تمسك بخناق فرنسا منذ اكثر من أسبوع مسؤولة من «مذبحة حقيقية»، وقال إن ما لا يقل عن خمسين مسناً ماتوا بسبب الحر في منطقة باريس لوحدها ووصف الوضع بأنه كارثة صحية قومية.
وفي جانب حريق الغابات فقد بذل العاملون بفرق الانقاذ في كندا جهودا جبارة لابطاء تقدم حرائق الغابات التي اجبرت أكثر من 8000 شخص على الفرار من منازلهم في جبال مقاطعة كولومبيا.
وفي روسيا هنالك أكثر من 500 من حرائق الغابات اجتاحت روسيا الأسبوع الماضي.
ووقع في روسيا هذا العام اكثر من 21500 حريق اسفرت عن احتراق 18 ألف كيلومتر من الغابات.
وفي البرتغال بلغ عدد الذين لقوا حتفهم في حرائق الغابات التي اجتاحت اجزاء منها اكثر من 14 شخصاً ولازال رجال الاطفاء هناك يتوقعون مزيداً من الحرائق بسبب موجة حارة منتظرة.
أما في فرنسا فقد دمرت الحرائق التي اشتعلت بالقرب من بلدة تولا وعلى هضبة كويسيون أكثر من 900 هكتار من الغابات والأحراش.
ومن طرائف موجة الحر التي تشهدها ألمانيا هذه الأيام فقد القت الشرطة هناك القبض على رجل بتهمة القتل بعد ان صب بنزين ولاعة الشواء على زوجته واشعل فيها النار في ليلة صيفية حارة، كما طالت موجة الحر الشديدة الحيوانات أيضاً، فقد قام المسؤولون في حديقة الحيوانات في العاصمة اليابانية طوكيو بالقاء قطعة من الثلج لدببة القطب الشمالي لمقاومة الحر الشديد الذي تعيشه طوكيو هذه الأيام.
وعن أسباب هذه الظواهر التي أقلقت عدداً كبيراً من سكان العالم يقول الباحث الفلكي المعروف خالد بن صالح الزعاق: كان لارتفاع درجة الحرارة في هذه الأيام مثار تساؤلات كثيرة لدى سكان الكرة الأرضية حيث ان كثيراً من الدول لم تشهد مثل هذا الارتفاع المهول لدرجة الحرارة، ولارتفاع درجة الحرارة سببان احدهما مباشر والآخر غير مباشر فالسبب المباشر هي ظاهرة الاحتباس الحراري وهي ظاهرة تهدد الحياة على وجه الأرض حيث تقوم الغازات المتصاعدة من الأرض والتي تستقر في الغلاف الجوي للكرة الأرضية بامتصاص الأشعة تحت الحمراء التي تنبعث من سطح الأرض كانعكاس للأشعة الساقطة على سطح الأرض من الشمس وتحبسها في الغلاف الجوي الأرضي وبالتالي تعمل تلك الأنشطة المنحبسة على تدفئة سطح الأرض ورفع درجة حرارته، وحيث ان تلك الغازات تنتج عن العديد من الأنشطة الإنسانية وخاصة نتيجة حرق الوقود سواء في الصناعة أو في وسائل النقل لذلك أدى هذا إلى زيادة نسبة تواجد مثل هذه الغازات في الغلاف الجوي عن النسب الطبيعية له فأصبح سكان الكرة الأرضية كمن يسكن بيتا من الزجاج أي كمن يغلق على نفسه بيتا من الزجاج أو يجلس في السيارة ويغلقها عليه فإن الحرارة تزداد بمرور الوقت في السيارة وربما ينفجر الزجاج وسبب ارتفاع درجة الحرارة بالبيت الزجاجي هو اطلاق ثاني اكسيد الكربون بغزارة من المصانع وغيرها فتسخن الأرض ببطء شديد وسيأتي يوم يذوب فيه ثلوج القطبين فتفيض الانهار والبحار وتغرق بعض المدن الساحلية في المستقبل البعيد.
وهناك سبب غير مباشر وهو انه يحصل أحياناً تدافع بين المنخفضات والمرتفعات الجوية بمعنى انه يحصل تزحزح في الجو فتستعمل بعض البلدان جو غيرها من البلدان الأخرى فشمال افريقيا مثلاً يتدافع إلى الشمال فيؤثر على جو أوروبا وجو افريقيا يتزحزح إلى أوروبا ولكن هذا بقدر يسير.
|