* نيويورك - الوكالات:
استمتع سكان نيويورك بعودة الكهرباء إلى مدينتهم امس السبت فيما سعت الولايات المتحدة وكندا لمعرفة سبب أسوأ انقطاع للتيار الكهربائي في تاريخ امريكا الشمالية.
وبعد يوم من انقطاع الكهرباء في الاجزاء الشمالية الشرقية للولايات المتحدة واقليم اونتاريو الكندي اعلن البيت الأبيض تشكيل فريق مهام عبر الحدود لدراسة أسباب الأزمة التي جعلت 50 مليون شخص يعانون من الظلام.
وقال الرئيس الأمريكي جورج بوش اثناء زيارة لولاية كاليفورنيا «اننا نحتاج لمعرفة الخطأ الذي وقع وتحليل المشكلة والتوصل إلى حل، اننا لا نعرف حتى الآن ما هو الخطأ الذي وقع لكننا سنعرف».
وقال بوش للصحفيين «إنني انظر إلى ما حدث على انه دعوة لليقظة» وهو يصف انقطاع الكهرباء بأنه «مؤشر على اننا نحتاج إلى تحديث شبكة الكهرباء».
وقال بوش الذي بحث الازمة للمرة الاولى مع رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان انه يجب ان يتوصل المحققون إلى سبب امتداد انقطاع الكهرباء بسرعة إلى نيويورك وديترويت وكليفلاند واوتاوا وتورونتو وعدد من المدن الصغيرة.
وكان كريتيان قد قال في وقت سابق ان سبب انقطاع الكهرباء مصدره الولايات المتحدة لكن بعض مسؤولي الكهرباء الأمريكيين أصروا على ان المشكلة بدأت في كندا.
ومع حلول الظلام في سماء مانهاتن ظهرت الاضواء من مبنى امباير ستيت واستعاد ميدان تايمز بريقه الساطع وفتحت مسارح برودواي ابوابها لتقديم جميع العروض المقررة.
ولعب فريق نيويورك ميتس مباراة البيسبول المقررة في استاد شيا لكن لا يتوقع استئناف رحلات مترو الانفاق في المدينة وهو وسيلة المواصلات الرئيسية لسبعة ملايين راكب من سكان الضواحي حتى صباح امس السبت.
وقال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبيرج وهو يشيد بسكان المدينة البالغ عددهم ثمانية ملايين نسمة بسبب جهودهم لتجاوز ازمة انقطاع الكهرباء وعدم تشغيل اجهزة التكييف في درجات حرارة عالية «لقد تجاوزنا الازمة».
واضاف «هذا الامر يقول شيئا عن سكان نيويورك».
وبينما لم يتمكن المسؤولون حتى الآن من تفسير سبب انهيار شبكة الكهرباء بهذه السرعة أعرب الأمريكيون عن ارتياحهم من انهم لم يقعوا ضحية عمل ارهابي.
وقال وزير الطاقة الأمريكي سبينسر ابراهام انه «لا توجد ادلة على انه كان عملا مقصودا».
وعملت جميع اجراءات الطوارىء التي استهدفت اجلاء الركاب من قطارات مترو الانفاق والمصاعد على نحو جيد.
وتعامل السكان مع هذه المشكلة بروح المرح وساد النظام والقانون في معظم الاماكن.
وتحدثت شرطة اوتاوا عن وقوع بعض عمليات النهب وموت شخصين بسبب انقطاع الكهرباء.
وبدأت نظم الهاتف تعمل من جديد لكن مازالت توجد بعض المصاعب ولاسيما في شبكات التليفون اللاسلكي.
وسعت البنوك إلى اعادة فتح فروعها وتشغيل ماكينات الصرف الآلي.
وامضى سكان الضواحي الذين تقطعت بهم السبل الليل في مكاتبهم أو في الشوارع كما حوصر الاف المسافرين الذين اصابهم الاحباط في مطارات نيويورك الثلاثة الرئيسية فيما اضطرت شركات الطيران إلى الغاء مئات الرحلات الجوية.
وفي واشنطن قالت لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب انها ستعقد جلسات بشأن انقطاع الكهرباء عندما يستأنف الكونجرس العمل في الشهر القادم بعد انتهاء عطلته الصيفية.
من جهة اخرى بدأ مجلس مدينة نيويورك في تقييم الخسائر الناجمة عن انقطاع الكهرباء المفاجىء في شبكات الكهرباء والطاقة في الولاية التى أضيرت ضمن مناطق أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
ونقلت شبكة «سي.ان.ان» الاخبارية الأمريكية امس «السبت» عن المتحدث باسم المجلس قوله ان الادارة المالية التابعة للمجلس أعلنت أن خسائر ولاية نيويورك وحدها تراوحت ما بين 500 و750 مليون دولار من الدخل الأمريكي.
وأضاف المتحدث أن ما بين 35 و40 مليون دولار فقدت من اجمالي دخل الضرائب بالاضافة إلى 5 ،6 مليون دولار نفقات لساعات العمل الاضافية للعاملين في فرق الانقاذ وعمال آخرين في المدينة.
كما تعهد حكام الولايات المتضررة من ذلك الانقطاع الكهربائي «نيويورك وكليفلاند ونيوجيرسي وديترويت وميتشجين وأوهايو وتوليدو بالولايات المتحدة بالاضافة إلى مدينتي تورنتو واوتاوا الكنديتين/لمواطنيهم بأنهم لن يشاهدوا تلك الكارثة مرة أخرى.
|