* غزة - (د ب أ):
أعلن هشام عبدالرازق وزير شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية أن آلاف المعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية يستعدون لاضراب مفتوح عن الطعام خلال الايام القادمة احتجاجا على تردي أوضاعهم، والضغط من أجل إطلاق سراحهم. وقال عبدالرازق في تصريحات للصحفيين في غزة إن المعتقلين بدأوا بالفعل بخطوات تحضيرية لتنفيذ الاضراب الذي سيشمل جميع السجون الاسرائيلية خاصة بعد رفض الحكومة الاسرائيلية الالتزام بالافراج عنهم.
وأشار عبدالرازق إلى أن الأسرى لم يحددوا بعد تاريخ إعلان الاضراب لكنهم أوضحوا أن الخطوة قد يجرى الاعلان عنها خلال أيام، وربما في الاول من أيلول/ سبتمبر القادم.
وتسود حالة من الاحباط والغضب داخل السجون الاسرائيلية في أعقاب رفض الحكومة الاسرائيلية وضع جدول زمني للافراج عن المعتقلين بالاتفاق مع السلطة الفلسطينية.
وشهدت مدن فلسطينية عدة في الضفة الغربية وقطاع غزة. خلال الايام والساعات الماضية تظاهرات كبيرة تطالب بالافراج عن المعتقلين، وقال مسؤولون فلسطينيون يشرفون على هذه التظاهرات إن خطوات تصعيدية سيتم تنظيمها خلال الفترة القادمة تضامنا مع الأسرى.
وقال أسرى فلسطينيون أطلق سراحهم مؤخراً إن السجون الاسرائيلية تشهد «حالة من الغليان» بسبب سياسة مصلحة السجون الاسرائيلية التي زادت من استخدام القوة ضدهم.
وأكد عبدالرازق أن الاوضاع المعيشية في كافة السجون ازدادت سوءا في الآونة الاخيرة مشيرا إلى «أن الاعتداءات التي تعرض لها نحو ثمانمائة معتقل فلسطيني في سجن عسقلان قبل نحو عشرة أيام إضافة إلى تسمم نحو 50 معتقلا في سجن بئر السبع قبل ثلاثة أيام بعد أن قدم لهم طعام فاسد دليل على ذلك».
وكانت إسرائيل قد أطلقت سراح 339 معتقلا فلسطينيا قبل حوالي أسبوع من كافة أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة كما أفرجت أمس الاول عن 76 سجينا فلسطينيا اعتقلتهم إسرائيل على خلفية جنائية، واعتبرت السلطة الفلسطينية الافراج عن هؤلاء بأنه غير كاف مطالبة إسرائيل بإطلاق سراح كافة الأسرى والبالغ عددهم 7 آلاف معتقل من بينهم 142 معتقلا أمضوا أكثر من عشرين عاما في السجون.
من جهة أخرى رفض الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات العرض الاسرائيلي بالسماح له بمغادرة مدينة رام الله المحاصر فيها منذ ديسمبر 2001 للتوجه إلى غزة حيث دفنت شقيقته أمس الاول الخميس.
وقالت مصادر فلسطينية إن وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز أبلغ وزير الشؤون الامنية في السلطة الفلسطينية محمد دحلان خلال اجتماعهما أمس الاول موافقة إسرائيل السماح لعرفات بالتوجه إلى غزة والعودة إلى رام الله لمرة واحدة إن شاء هو ذلك.
وقال مصدر في الرئاسة الفلسطينية إن هذا الامر مرفوض رفضا قاطعا من قبل القيادة الفلسطينية والرئيس عرفات، مضيفا أن سماح إسرائيل لعرفات بالذهاب إلى غزة عرض قديم. ورفض أكثر من مرة سابقا ورفض اليوم. وتابع المصدر: يجب على إسرائيل رفع القيود المفروضة على الرئيس (عرفات) والسماح له بحرية الحركة في داخل الاراضي الفلسطينية، وخارجها والعودة إليها بحرية تامة طبقا للاتفاقات المبرمة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
وقد شيعت في غزة الخميس الماضي شقيقة عرفات يسرى القدوة 77 عاما التي توفيت الاربعاء في القاهرة في مراسم شارك فيها أكثر من ألفي شخص غير أن عرفات لم يشارك فيها.
ولم يغادر عرفات الذي تعتبره إسرائيل عقبة أمام السلام مقره في رام الله إلا لفترة قصيرة في ربيع 2002 للتوجه إلى جنين شمال الضفة الغربية التي كانت مسرحا لمواجهات دامية إسرائيلية - فلسطينية.
وكان موقف إسرائيل الرسمي يقول إن بإمكان عرفات مغادرة رام الله إلى غزة أو الخارج لكن بدون ضمان حق عودته.
|