* القاهرة مكتب الجزيرة سلوى محمد:
من منطلق المسؤولية الملقاة على عاتق الاسرة والمجتمع تجاه الاطفال الذين يمثلون نواة لجيل المستقبل اصدرت اللجنة الاسلامية العالمية للمرأة والطفل التابعة للمجلس الاسلامي للدعوة والاغاثة «ميثاق الطفل في الإسلام» الذي ارتكز على توضيح حقوق الطفل سواء الحقوق القانونية التي يحميها القضاء والحقوق التي تفرضها الدوافع الفطرية والدينية والاجتماعية. جاء ذلك في الندوة التي نظمتها اللجنة الاسلامية العالمية للمرأة والطفل بالقاهرة شارك فيها نخبة من علماء الشريعة والقانون والتربية والاجتماع يتقدمهم علماء المملكة العربية السعودية اكد المشاركون على ان الميثاق يوضح ان تربية الطفل ينبغي ان ترتكز على توازن في حقوقه مع واجباته على وجه يتدرج مع مراحل نموه. وانه يخاطب الرأي العام الاسلامي واجهزة التربية والاعلام فيه ببيان معايير الاسلام من هذه القضية وتضافر الجهود مع كافة حكومات الدول الاسلامية وأجهزة التشريع والعلاقات الدولية فيها لمراعاة مبادئ هذا الميثاق عند التصديق علي المواثيق الدولية.
هوية الطفل العربي
بداية تحدث سعادة الدكتور مازن مطبقاني الكاتب والمفكر السعودي ورئيس مركز المدينة لدراسات وبحوث الاستشراق قائلا مع صدور العديد من المواثيق والاتفاقيات عن المنظمات الدولية خاصة منظمة الامم المتحدة التي تدور حول توضيح حقوق الانسان وضمانات الالتزام بما تنطوي عليه من بعض المفاهيم التي قد تخالف قيمنا ومبادئنا الاسلامية والاجتماعية من هنا كان طبيعيا ان يحدد المسلمون موقفهم من هذه المواثيق والاتفاقيات، الامر الذي كان ينبغي توضيحه اثناء المناقشات التي تسبق صدور هذه المواثيق والتي يشارك فيها مندوبو جميع الدول العالم بما في ذلك الدول الاسلامية.
ويضيف د. مطبقاني ان العالم المتقدم يريد فرض تبني نفس القيم الغربية اللاخلاقية في مجتمعاته الآيلة للسقوط فهو يريد ان يحدد الطفل هويته بنفسه من خلال فرض ما يعتقده الغرب من تقاليد وعادات ادت الى ما نراه الآن من فساد في القيم والاخلاق في مجتمعاته.
واؤكد من خلال تشريفي بحضور هذا المؤتمر بأن اسلامنا الحنيف يوضح الكل ما يتعلق بحقوق الانسان عامة والطفل خاصة، وان اعلان ميثاق الطفل في الاسلام يساعد على رعاية مصالح الطفل العربي بما يساير احكام الشريعة الاسلامية.
بريق أمل
وحول الطرق الصحيحة لتربية الطفل في الاسلام تحدث فضيلة الشيخ محمود عاشور وكيل الازهر الشريف مؤكدا ان الميثاق ومضة بريق ونور امل في وقت يتهم فيه الإسلام بأنه مصدر للارهاب والتطرف جاء الميثاق في هذه الظرفية ليؤكد للمجتمع الدولي الذي يعتبرنا دولاً فقيرة بأننا نستطيع ان نحل مشكلة الطفولة بمنتهى السهولة واليسر وذلك بأن نضمن للأولاد ان يعيشوا بين اب وام يتكفلان برعايتهم وتربيتهم واسرة تحتضنهم وتشعرهم بالدفء والحنان والامن.
ويضيف ان حقوق الطفل في الشريعة الاسلامية مبكرا قبل زواج الوالدين وذلك باحسان اختيار كل منهما للآخر.
ضمان الحقوق
واستهلت المهندسة كاميليا حلمي مديرة اللجنة الاسلامية العالمية للمرأة والطفل ان هذا المشروع صنع في ضوء المبادئ الاساسية التي تحكم امور الطفل في الاسلام وتحرك ما يتصل بالتشريع والاجراءات التنفيذية لكل بلد بغية المواءمة بين مواد الميثاق وظروف كل مجتمع اسلامي وروعي في صياغة مواد الميثاق ان توازي في مضامينها وترتيبها الاتفاقيات الدولية تيسيراً لمقارنة المنظور الاسلامي للطفل بما عداه من منظورات.
واكدت اننا حرصنا على ان تقترن حقوق الطفل في مواد الميثاق بواجباته لتأكيد ان تربية الطفل يجب ان ترتكز على توازن حقوقه مع واجباته على وجه يتدرج مع مراحل نموه حتى يصل الى مرحلة المسؤولية الكاملة.
واشارت إلى الميثاق يضم حقوق الطفل كافة والتي تقابلها واجبات اجتماعية واسرية سواء في ذلك الحقوق القانونية التي يحميها القضاء والحقوق التي تفرضها الدوافع الفطرية والدينية والاجتماعية واضافت ان الميثاق مستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والكتابات التراثية والمعاصرة.وحول ابراز الهدف من اصدار ميثاق الطفل في الاسلام تحدث الدكتور جمال عطية رئيس لجنة صياغة ميثاق الطفل مؤكداً أهمية إصدار هذا الميثاق حيث يعد جزءاً من ميثاق الاسرة في الاسلام والذي تسعى اللجنة لإصداره ليشمل كافة جوانب الاسرة.
وقال د. عطية: اعتمد الميثاق في صياغته على مبادئ الاسلام الموثقة بالادلة الشرعية المتعلقة بالاسرة في صورة مواد اشبه بالقانون او المعاهدة مع اضافة خصوصيات الاسلام، وأضاف ان الميثاق سيتم ترجمته الى اللغة الانجليزية وتوزيعه على الهيئات الدولية والاسلامية والجهات المختصة.
|