وبدأت زوايا البيت تبحث عن أصداء جسدك..
وعن عطرك الذي لا يزال يسكنها!!
ومكتبك يبحث عن أنفاسك بين تلك الفوضى التي تسكنه.. وبين أوراقك المتناثرة ومشاعرك المبعثرة عليها رغم تذمر محبرتك من الغياب، وفي ظل الغياب يعلن مكتبك أن في أعماقه كرسياً شاغراً حتى إشعار آخر!!
أين ملامحك الآن؟؟
يا ترى أين خلعتها.. وخبأتها؟! أتراها مع قلبك في الخزانة؟! أم أنها مرمية على سريرك!!
آه..
أجوب جسدك.. فأجده فارغاً.. منزوع الجلد..!! أين خلعته هو الآخر؟؟ وكيف تجردت منه!؟
يا إلهي..!!
تعال أنظر.. انه هنا مرمي على كرسيك الهزاز أمام شرفة الغرفة.. وأشعة الشمس تتمدد عليه!! بعد أن عبثت به..!!
يالك من ميت قلب.. استعده..!! خذه لترتديه.. ألا تسمعني..!!
أسمع خطى ثقيلة.. تحمل جسداً منهكاً.. يا إلهي لقد أدار جسده وتركني.. أهذي لوحدي..!!
إلى أين تذهب.. أنا أكلمك..!!
لقد رمى بجسده على كرسي مكتبه!! وذهب وتركه.. وكأنه يريد أن يحرره من عبثية الشمس..
ويعود لتوهانه من جديد..
صمت الأشياء..
وبوح الأمكنة..
تبحث عنك تحت زخم المطر الراحم!! عذراً.. ليست وحدها من يبحث عنك..!! فهناك أناتك تبحث عنك أيضاً!! نعم تبحث عنك..
فهل ستجدك؟؟ لترتدي ملامحك مرة أخرى..!!؟؟
|