بدون أي مزايدة إعلامية أقرر هنا بأن قلبي قد امتلأ بحب وطني، مثلي في ذلك مثل كل المواطنين الأسوياء العقلاء، وأقرر كذلك أن الأحداث الأخيرة جعلت قلبي يفيض بحب هذا الوطن، مثلي في ذلك أيضاً مثل كل المواطنين العقلاء الاسوياء. وأنا هنا لم آت بجديد، فحب الوطن أمر غريزي وفطري، ولكن يحدث أحياناً أن تنتكس هذه الفطرة وتنقلب المفاهيم ليخرج علينا من أهل الوطن من يحاول ضرب وحدته والعبث بمقدراته وأمنه تحت شعارات مضللة تفتقد للمنطق والعقل والحكمة.
ولكن ما الذي يجعلنا لا نساوم على وطننا؟ إليك بعض الأسباب:
1 - ينعم وطننا بقيادة متزنة تقود سفينتنا بحكمة بالغة وسط أمواج هادرة من الأحداث. أنظر ماذا يحدث الآن لشعوب رزأت بقيادة متهورة.
2 - ننعم نحن المواطنين بأمن قل أن تجد له نظيراً في أي مكان آخر.
3 - خصصت هذه البلاد لتعليم مواطنها وصحته جزءاً كبيراً من دخلها القومي.
4 - نحن لا ندعي أن وطننا هو المدينة الفاضلة، فهناك من النتوآت ما يجب العمل على ازالته، وهذه تعالج الآن بمنتهى الشفافية وصدق النية.
5 - قيادتنا تدرك خطر البطالة، وهي تبذل الآن كل الجهود للحد منها، ولعل بروزها يعود إلى التنامي السكاني المفاجئ والهائل، إضافة إلى حداثة مشاركة القطاع الخاص.
(*) كلية المعلمين بالرياض
|