* كتب - عبدالكريم الجاسر:
تتابع الجماهير الهلالية الخطوات الجادة التي تقوم بها الادارة الهلالية لإعداد فريقها للموسم المقبل والذي يشهد مشاركات هلالية متعددة على الصعيد المحلي بالمشاركة ببطولة الدوري وكأس ولي العهد للفريق الاول وكأس الامير فيصل بن فهد لفريق تحت 23 سنة.. والمشاركة ببطولة الاندية الآسيوية «السوبر» للمرة الثانية على التوالي والتي ستكون تحديا حقيقيا للفريق الازرق نظرا لوجود عدد من الفرق القوية المؤهلة للمنافسة على اللقب كالعين الاماراتي والسد القطري «في حالة مشاركته» والاتحاد السعودي فضلا عن الفرق الاخرى القوية في شرق القارة الآسيوية، كما ينتظر الفريق الهلالي مشاركة اخرى لا تقل اهمية وقوة وهي البطولة العربية للاندية.. والتي سيشارك بها أيضاً نخبة من الفرق العربية والسعودية كالاتحاد والاهلي السعوديين والزمالك والاهلي والاسماعيلي من مصر والترجي التونسي وغيرها من الفرق القوية.
ولذلك فقد اعد الهلاليون فريقهم هذا الموسم بشكل مغاير عن المواسم الماضية بدءا بمعسكر هولندا ومروراً بتجهيز فريق آخر لا يقل عن الفريق الاول وهو الذي شارك في بطولة الصداقة الدولية السابعة في أبها، وهي كلها جهود كانت محل اعجاب ومتابعة الجماهير الهلالية على اختلاف مستوياتها.. غير ان الخطوات الهلالية قد تتعثر وتصطدم ببعض العوائق التي ربما حالت دون إكمال هذه الجهود والتي سنذكر بعضا منها.
الوعود الشرفية والأزمة المادية
رغم المبالغ الضخمة التي صرفتها الادارة الهلالية منذ نهاية الموسم الماضي.. والتي تمثلت في تجديد عقود اكثر من عشرة لاعبين من نجوم الفريق الاول الا انه ما زال امام الادارة الشيء الكثير لتعمله حتى تحقق طموحاتها.
فالخزينة الهلالية وعدت بأكثر من عشرة ملايين تدخلها بداية من هذا الموسم لا تزال تنتظر هذه الوعود.. فالهلال كناد كبير امامه مصروفات والتزامات كبيرة جدا يجب تحقيقها حتى تكتمل الخطوات التي عملت حتى الآن.
فالفريق بحاجة للاعبين اجانب على مستوى فني كبير.. وأمامه مباريات اعدادية مع فرق قد تحتاج لمبالغ كبيرة للعب هذه المباريات.. وأمامه أيضاً صفقات محلية مع عدد من اللاعبين الذين يحتاج الفريق تدعيم صفوفه بهم فضلا عن الالتزامات المادية التي وعد بها عدد من اعضاء الشرف سواء عند تجديد عقود اللاعبين او عند اعداد الميزانية الخاصة بهذا الموسم.
ولذلك فالادارة الهلالية يبدو انها بين نارين نار التزامها ورغبتها بإعداد الفريق وتنفيذ برامجها بالشكل الذي تريده وبين عدم وجود المبالغ المادية المطلوبة نظرا لعدم التزام بعض اعضاء الشرف بما وعدوا به حتى الآن.
وهذا بلا شك سيكون مؤثرا وقد يدفع ثمنه الفريق الهلالي.. وفي تصوري انه من الظلم ان تذهب كل هذه الجهود هباء منثورا، فبعد الاعداد الجيد للفريق وبوجود المدرب الهولندي القدير أديموس والعناصر الجيدة قد تعجز الادارة عن تدعيم صفوف الفريق باللاعبين المطلوبين في ظل هذه الازمة المادية التي تعانيها الادارة والتي يبدو ان اخلاقيات سمو رئيس النادي ومثاليته حالت دون التصريح بها لكنها واضحة جدا لكل القريبين من النادي والعارفين ببواطن الامور.
من هنا فان الجماهير الهلالية ستلقي باللائمة على بعض اعضاء الشرف الذين تأخروا في تسديد التزاماتهم في حال عدم وفاء الادارة بما اعلنت عنه سابقا.. ونعني هنا اللاعبين الاجانب والصفقات المحلية.
وبلا شك ان اعضاء الشرف الهلاليين معروفون بمواقفهم القوية والتاريخية مع ناديهم وهم سيكونون كذلك لكن الوقت لا يسمح بمزيد من التأخير لأن المتضرر سيكون الفريق الهلالي بكل تأكيد.
تغييرات في إدارة الكرة
وفي اطار الخطوات التطويرية الهلالية فان التغيير المنتظر في ادارة الكرة الهلالية يجب ان يكون للافضل وهذا حق متاح للادارة التي هي الاقرب للفريق ولاعبيه ولها الحق في البحث عن كل ما يدعم توجهاتها التطويرية.
ورغم ان الكابتن منصور الأحمد معروف للهلاليين بولائه وإخلاصه الكبيرين.. وأيضاً تضحياته العديدة فان التغيير لن يضيره في شيء كون الأحمد هو اول من يسعى لمصلحة فريقه ويهمه أيضاً ان يرى الهلال في افضل حالاته.. ولذلك اتصور ان الموقف الجماهيري سيكون داعما لتوجهات الادارة وهي التي لقيت تقدير واحترام الهلاليين بما تبذله من جهود وعمل متواصل دؤوب لم يمر على النادي من قبل.
ولعل الشخصية القادمة لإدارة الكرة الهلالية ستكون بداية لإيجاد عدد من الكوادر القيادية الهلالية والتي تحتاجها ادارة الكرة بدون جدال.. ففي كل الاندية هناك شخصيات قيادية مؤثرة تدير امور الكرة وشؤونها.. والهلال احوج ما يكون للبدء في هذا الاتجاه خصوصا ان الموسم المقبل سيكون بلا شك أحد اصعب المواسم الهلالية.
الأجانب والشيحان
* العمل الهلالي في اتجاه اللاعبين الأجانب يسير حتى الآن بشكل جيد.. لكنه حتما سيتأثر بالامور المادية.. فبالنظر للازمة المالية التي يعيشها الهلال حاليا فان المسؤولية باتت مضاعفة على سمو رئيس النادي شخصياً.. والذي بذل وأنفق الكثير في عدد من الاتجاهات.. لكن الحاجة تظل قائمة لإنفاق المزيد فالهلال عوّد جماهيره دائما على ان يختار الافضل ويبحث عن العناصر المتميزة وهذا يعني ان يشارك الهلاليون رئيسهم هذه المسؤولية عن طريق الالتزام بما وعدوا به.. فليس مقبولا ان يترك الامير عبد الله بن مساعد وهو الذي بذل جهده وماله في وقت مهم وحساس مثل هذا التوقيت. لأن تأخر الكثير من الصفقات الهلالية يعني ان السيولة المادية غير موجودة رغم ان الاجتماع الشرفي الشهير قد وفر كل ما يحتاجه الهلال لمدة موسمين.. غير انه الآن وبعد حوالي ثمانية اشهر ما زال غير قادر على تنفيذ ما يريده محبوه وما يضمن استكمال كل الخطوات الجيدة التي بدأت الادارة في تنفيذها.
وللمعلومية فان صفقة النجم الدولي الشبابي عبدالله الشيحان مهددة بالفشل نظرا لعدم وجود الموارد المالية التي تكفل تنفيذها وهذا بلا شك أمر محرج للادارة الهلالية ومحبط للجماهير الهلالية بكل تأكيد.
واذا ما كان الجميع بانتظار اللاعب الثالث الذي سيكمل مثلث الاجانب بجوار بدرا وتراوري فان البوادر تشير الى عدم امكانية التعاقد مع لاعب بحجم طموحات وآمال الجماهير الهلالية.. وسيكون ذلك التأثير مضاعفا متى فشل تراوري في تأكيد سلامته الطبية وهو ما سيعطل كل الخطوات التي بذلت حتى الآن من جانب الادارة الهلالية.
ختاما اقول ان الهلال يعيش مرحلة حرجة جداً.. فنحن في اوج الاستعدادات وفي هذا الوقت بالذات تستكمل كل الفرق تحضيراتها واذا ما تأخر الهلاليون في دعم ادارتهم فقد لا يكون لأي دعم قادم التأثير المطلوب متى ما جاء بعد فوات الأوان.
|