* حائل - حمد الغصوني:
في يوم اختلط فيه الحزن بالفرح، حزن الفراق وفرحة الاستشهاد في سبيل الدفاع عن الدين والوطن، ودّعت حائل أحد أبنائها وأحد رجالها الأشاوس إلى مثواه الأخير بعد أن وهب نفسه فداء لهذا الوطن الغالي ليموت ميتة الرجال الأبطال.
إنه يوم فراق شهيد الواجب وكيل رقيب أحمد مبارك فريحان الشريهي الشمري الذي استشهد خلال مواجهة رجال الأمن مع الإرهابيين في حي السويدي بالرياض.
وبعد دفن الشهيد أحمد الشمري توجهت «الجزيرة» إلى منزله بالسويفلة لتلتقي بوالده.. ذلك الرجل الصابر المحتسب والمفتخر باستشهاد ابنه دفاعاً عن هذا الوطن المعطاء. قال بأن أحمد وإخوته جميعهم فداء لوطننا الغالي.
وعن شخصية أحمد قال والده بأنه من أعز أبنائه وأنه كان شاباً مرحاً أكثر من أشقائه، كان محبوباً من الجميع، من الأهل ومن أبناء السويفلة جميعهم والأقارب.
وعن آخر اتصال به قال والده بأنه كان قبل يومين من وفاته يوصيني بسرعة نقل والدته إلى إحدى المستشفيات بالرياض حيث تعاني من وجود حصى بالكلى.
وعن حالته المادية قال والده بأن عليه ديناً وكان يسكن بالإيجار في الرياض، وكان والده يتمنى بأن تتحقق لإخوته وظائف لكي يساعدونه على مصاريف الحياة حيث لا يوجد موظف من إخوته سوى واحد.
وقال شقيقه عبدالله بأن أحمد كان يرغب بأن ينقل عمله إلى حائل طوال فترة عمله بالعسكرية منذ عام 1413هـ ولم يتحقق له ذلك.
وعن الشهيد قال بأنه محبوب من الكل وكان يهوى القصص والشعر.
وعن تلقيهم الخبر قال محمد بأن الوالدة كان لديها إحساس بأن ابنها سيحدث له شيء وقد تأثرت كثيراً لوفاته، أما والده فتغلب على سماع الفاجعة بالذكر والتسبيح والتهليل. وقال أحد أشقائه بأن أحد زملاء الشهيد بالعمل قد شاهد أحمد بعد وفاته مبتسماً. ولم تتمكن الجزيرة من الالتقاء بوالدة الشهيد حيث كانت مريضة ومتأثرة كثيراً لفراق ولدها.
كما قامت الجزيرة بالالتقاء بأبناء الفقيد نايف (سنتان) ونواف (7 أشهر)، حيث كانا لدى خالهم الذي وضح مدى اهتمامه بهما.
|