* واشنطن - أ.ش.أ:
أكد الرئيس الأمريكي جورج بوش إنه لا يوجد عمل ارهابي وراء أزمة الكهرباء التي تتعرض لها عدة مدن أمريكية منذ قرابة خمس ساعات.. وقال إنه يتم التعامل مع أزمة انقطاع الكهرباء في عدة مدن أمريكية بصورة بطيئة ولكن واثقة.
وأضاف الرئيس الأمريكي «في بيان ألقاه فجر أمس الجمعة أنه يرى ضرورة أن يتم تحديث شبكات الكهرباء التي تزود المدن الأمريكية بالطاقة.
وقال الرئيس الأمريكي «الذي كان يتحدث من كاليفورنيا التي يزورها حاليا» إنه عكف خلال الساعات الماضية على اجراء اتصالات مع حكام الولايات التي تأثرت بأزمة الكهرباء للتأكد من بذل الجهود الضرورية لعودة الكهرباء بأسرع وقت.
وأوضح أن الهدف الرئيسي في الوقت الحالي هو التعامل مع الأزمة وإعادة الكهرباء في وقت سريع والتعامل مع المشكلة.
مشيرا الى أن الوسائل والموارد الضرورية لذلك متاحة لدى الولايات والأجهزة المحلية.
ووصف بوش الأزمة الحالية بأنها مشكلة وطنية كبيرة وأن الملايين من الأمريكيين تأثروا من جراء العطل المفاجىء الذي بدأ منذ أكثر من خمس ساعات.. مشيرا في هذا الصدد إلى أن الأمر الطيب في تلك الأزمة هو أن أجهزة الطوارىء الأمريكية أصبحت أكثر استعداداً للتعامل مع الأزمات مقارنة بالفترة قبل 11سبتمبر 2001م.
وأضاف الرئيس الأمريكي أنه يجري حاليا تقويم قدرات الكهرباء ومعرفة سبب الأزمة الحالية.. موضحا أنه لا يعرف سبب انقطاع الكهرباء وأن ما ورد من تقارير لا يمثل سوى أنباء أولية يتعين التحقق منها قبل الوصول إلى السبب الأساسي.
وأعرب الرئيس الأمريكي في بيانه عن ثقته من عودة الأجهزة والمؤسسات والأنشطة التي تعطلت بسبب الكهرباء إلى عملها في أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى وجود تعاون بين السلطات الفيدرالية والمحلية من أجل تجاوز الأزمة الحالية.
وأضاف أن فرق الطوارىء تتعامل بصورة جيدة لعلاج هذه الأزمة.. مشيدا في نفس الوقت بهدوء ومسئولية المواطنين خلال تعاملهم مع الأزمة.
ولفت بوش إلى أنه أجرى اتصالات متعددة مع توم ريدج وزير الأمن الداخلي كان آخرها قبل نصف ساعة من البيان الذي ألقاه في كاليفورنيا لمتابعة تطورات الأزمة..كما أعرب عن أمله مجددا في أن يتم إعادة الكهرباء إلى مختلف المدن بصورة سريعة، غير أنه رفض تقديم موعد محدد لذلك.
وقد تسبب انقطاع الكهرباء المفاجئ عن عدد من المدن الأمريكية يصل عدد السكان فيها إلى قرابة 11 مليون شخص في حالة من الشلل التام ومشاهد غير مألوفة تعيد إلى الذاكرة رد فعل المواطنين الأمريكيين الذي أعقب هجمات 11 سبتمبر 2001على نيويورك وواشنطن.
ففي مدينة نيويورك التي يطلق عليها اسم التفاحة الكبرى تحمل محطات التليفزيون الأمريكية صورا لمئات الآلاف من الأشخاص الذين يسيرون في الشوارع جنبا إلى جنب مع السيارات على الطرق الرئيسية مما تسبب في حالة من الفوضى غير المسبوقة.
وقد بدأ العطل الكهربائي المفاجئ عقب وقت قصير من الساعة الرابعة عصرا بتوقيت نيويورك وواشنطن وهو وقت الذروة المرورية الذي ينهى فيه الملايين أعمالهم ويبدؤون رحلة العودة إلى منازلهم.
وطبقا لما توفر من أنباء، شمل انقطاع الكهرباء نيويورك وكليفلاند وديترويت وتوليدو بالإضافة إلى تورنتو وأتوا بكندا التي تبعد ساعات قليلة من نيويورك بالسيارة.
وقد زاد الأمر سوءا أن تعطل الكهرباء تسبب في توقف الحركة بقطارات مترو الأنفاق واحتجاز أعداد كبيرة من الأشخاص داخل محطات المترو تحت الأرض.
وعلى الرغم من أن مئات الآلاف يسيرون على أرجلهم في شوارع وجسور نيويورك، وهو مشهد غير معتاد في الأحوال الطبيعية، الا أن الصور تنقل حالة من الهدوء بين المواطنين الأمريكيين وغياب أية حوادث عنف طبقا لما يبدو حتى الآن.
ويصل عدد سكان مدينة نيويورك ثمانية ملايين شخص وتوصف المدينة بأنها أحد أشهر وأهم المدن الأمريكية، حيث يوجد بها بورصة نيويورك الشهيرة ومنشآت مهمة تتعلق بحركة التجارة بالإضافة إلى المسارح ودور السينما وغيرها.
وقد تسبب العطل الكهربائي الذي لم تشهد الولايات المتحدة مثيلا له منذ عام 1965 توقف حركة الطيران من وئلى المطارات الرئيسية بنيويورك، حيث يتعذر تفتيش الركاب والقيام بخدمات ضرورية أخرى بدون الكهرباء.
وكانت السلطات الأمريكية قد فرضت إجراءات أمنية شديدة في المطارات منذ هجمات 11 سبتمبر التي استخدمت فيها الطائرات كقنابل متحركة.
ومن سوء حظ مواطني نيويورك أن العطل تزامن مع ارتفاع شديد في درجةالحرارة في منتصف أغسطس، مما يعنى عدم استخدام أجهزة التبريد التي اعتاد عليها المواطن الأمريكي في السيارة والمنزل والعمل وجميع المباني والمنشآت المعلقة.
كما تسبب العطل الكهربائي في إخلاء مباني نيويورك أو ناطحات السحب بعد أن تعذر عمل المصاعد في ظل غياب الكهرباء، كما أغلقت محطات المترو والمحلات التجارية والمراكز التجارية المغلقة، فضلا عن تعطل إشارات المرور.
ويعني توقف الكهرباء أن أجهزة التليفزيون والكمبيوتر والراديو لن تعمل، وهو الأمر الذي يصعب وصول المعلومات الضرورية للمواطن الأمريكي حيال الأزمة الحالية.
وقد توقفت الكهرباء أثناء ساعات النهار، غير أن الخطر الحقيقي بدأ حيال الأزمة مع حلول الظلام في نيويورك في الثامنة مساء .
ومن المقرر أن تنتشر أعداد كبيرة من قوات الأمن الأمريكية في شوارع نيويورك لمنع وقوع أي أعمال عنف أو سرقة قد يلجأ إليها الأشخاص في ظل الظلام الدامس.
وقد شوهد البعض وهم يهرعون إلى شراء ألواح من الثلج لضمان الحصول على المياه الباردة في ضوء توقف الثلاجات عن العمل لساعات قادمة، وسط تحذير من الأطباء وكبار السن والأطفال وغيرهم ممن سيعانون من غياب الكهرباء في الساعات القادمة.
وخلال وجوده في نيويورك، تلقى الرئيس الأمريكي جورج بوش معلومات حول تطورات أزمة انقطاع الكهرباء في المدن الأمريكية السبع وسبل التعامل معها.
وفي حين لم تسرع الحكومة الأمريكية إلى تأكيد عدم وجود عمل ارهابي وراء انقطاع الكهرباء، سارع عمدة نيويورك مايكل بلومبرج إلى القول إنه لايوجد أي دليل حول عمل ارهابي وأن الأمر المرجح هو وقوع عطل في الشبكة الكهربائية التى تغذى نيويورك ومدن أمريكية وكندية أخرى بالكهرباء ربما بسبب التحميل الاضافي عليها.
ونقل عن بعض الأفراد قولهم إن حالة الاندهاش التي سيطرت عليهم عقب توقف الكهرباء أقرب إلى حالة الهلع التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر 2001.
|