* واشنطن - لندن - اف ب - رويترز :
تأخر وصول الرسالة الليبية التي تقبل فيها بمسؤوليتها عن تفجير لوكربي الى الامم المتحدة أمس الجمعة بسبب انقطاع الكهرباء في نيويورك.
وقال مسؤول امريكي كبير ان الرسالة تتضمن نبذ الارهاب وتتعهد فيها ليبيا بالتعاون في تحقيقات لوكربي وتصدر تعليمات الى مصرفها المركزي بسداد 7 ،2مليار دولار تعويضات لاسر الضحايا البالغ عددهم 270.
وقال ان امريكا لن تعارض رفع العقوبات مجرد ان تفي ليبيا بشروط لوكربي.
غير أن ممثلاً عن عائلات الضحايا ذكر أمس الجمعة ان ليبيا لن تسلم اي رسالة الى مجلس الامن قبل الاثنين المقبل.
وذكر الممثل ديفيد بن ارييه لوكالة فرانس برس ان مشروع القرار سيناقش اعتبارا من الثلاثاء المقبل ليجري التصويت عليه ربما منتصف الاسبوع المقبل.. لكن فرنسا هددت أمس الأول باستخدام الفيتو لعرقلة مثل هذا القرار.. وقد ينسف فيتو فرنسي الاتفاق المبرم بشأن اقرار ليبيا بمسؤوليتها في اعتداء لوكربي.
وهددت فرنسا باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار في الأمم المتحدة برفع العقوبات عن ليبيا الأمر الذي يقضي على اتفاق حول اعتراف ليبيا بمسؤوليتها في اعتداء لوكربي وينص على منح تعويضات لعائلات الضحايا، وفقا لما ذكره مساء الخميس مسؤولون أمريكيون.واوضحت المصادر نفسها ان فرنسا اطلقت هذا التهديد في محادثات هاتفية جرت الاربعاء بين وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان ونظيريه الأمريكي كولن باول والبريطاني جاك سترو.
وأكد هؤلاء المسؤولون الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم لوكالة فرانس برس ان دو فيلبان قال ان فرنسا ستستخدم الفيتو في مجلس الامن في حال عدم موافقة ليبيا على زيادة التعويضات لعائلات ضحايا اعتداء آخر استهدف عام 1989 طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الفرنسية اوتا.
وأكد احد هؤلاء المسؤولين ان «التهديد اطلق ولا يزال قائما»، واضاف «انهم يحاولون الحصول على اتفاق افضل لرعاياهم بمعاقبة عائلات ضحايا طائرة بانام (اعتداء لوكربي) وهذا امر مشين».
واوضح مسؤول أمريكي ان الاتصال الهاتفي بين دو فيلبان وسترو الذي سبق المحادثة بين الوزير الفرنسي ونظيره الأمريكي اتسم بالتوتر لان دو فيلبان أكد ان فرنسا لا تريد تخريب مفاوضات واشنطن ولندن مع ليبيا بل لن يكون لديها خيارات اخرى اذا لم ترفع طرابلس التعويضات المالية لأسر الضحايا الفرنسيين.
وقال هذا المسؤول «حسبما فهمت كانت المحادثة صاخبة جداً».
وتابع ان سترو اتصل بعد ذلك بباول الذي اتصل بدوره بالوزير الفرنسي للحصول على توضيحات.
وأكدت الخارجية الأمريكية ان باول اجرى اتصالا هاتفيا مع دو فيلبان لكنه رفض كشف مضمون الحديث، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا ان باول طلب من نظيره الفرنسي الامتناع عن اتخاذ أي قرار يمكن ان يضر بالمفاوضات مع ليبيا.
وقد طلب الوزير الفرنسي من باول بعض الوقت قبل التصويت على قرار برفع العقوبات عن ليبيا، بهدف التفاوض من جديد بشأن الاتفاق بين باريس وطرابلس.
وتريد فرنسا ارجاء التصويت على رفع العقوبات نهائيا عن طرابلس حتى تتوصل الى اتفاق بشأن ضحايا الاعتداء على طائرة اوتا الفرنسية التي انفجرت فوق صحراء النيجر في ايلول/سبتمبر 1989 مما اسفر عن مقتل 170 شخصا بينهم 65 فرنسيا.
وذكر المسؤولون الأمريكيون ان واشنطن غاضبة جدا من الموقف الفرنسي.وقال احدهم «انه ليس اكثر من شعور بالحقد»، واضاف «لقد تفاوضنا بشكل افضل وهذا لا يثير ارتياحهم».
وكان الناطق باسم الخارجية الفرنسية هيرفيه لادسو صرح مساء الخميس ان فرنسا ترغب في «حصول تسوية اضافية بسرعة» بين عائلات ضحايا الاعتداء على طائرة اوتا و«الجانب الليبي».
واوضح ان دوفيلبان اتصل بعد حديثه مع نظيره الليبي بنظيريه الأمريكي والبريطاني لتذكيرهما بالموقف الفرنسي، موضحا ان باريس تطالب «بتعويضات عادلة» لأسر ضحايا الحادث.
واضاف ان «تقدما كبيرا تحقق في المفاوضات بهذا الشأن ونأمل ان نتوصل الى تسوية في اسرع وقت ومن الواضح ان تسوية من هذا النوع تشكل شرطا لا بد من تحقيقه لرفع العقوبات نهائيا عن ليبيا».
|