كانت الأقلام قوارب.. تطوي دربها يمّة الساحل..
تلقي فيض التفكير وراحة العقل بين زاوية مطلقة.. او عمود متواصل.. نكتب.. لا نلوي على شيء.. نغور في مشهدنا الثقافي.. نكتب عن همومنا.. الثقافية.. ولا غيرها.. وحين اصطدمت الاحداث ونزلت النوازل.. واستوعبنا حفظنا الى ان فهمنا ان فلسطين مسروقة.
وعراق محتلة..
وهموم اسلامية شتى..
ضاعت حروفنا المرتبة.. الى موضوعات متباينة.. صرنا نكتب عن ذا وذاك.. وتلك..
ضاعت مركزية النشر.. للكاتب.. ما عاد يتلمس حروفه او كلماته.. بين الكم المزدحم.. من الموضوعات.. التي تفرض اولويات عليك.. ما عاد المثقف العربي.. يدري عن ماذا يكتب ولا كيف يكتب..
قرأت عن خرافة هندية.. عن راجا وثمة فجوة واختلاف بين العبّاد وثلة من المثقفين.. مال بعضهم الى ان العالم أبدي وآخرون يميلون إلى انه سينتهي..
طلب الراجا من خادمه ان يحضر عدداً من العميان ووضع «فيلاً» وطلب من كل منهم ان يلمس الفيل..
منهم من لمس الرأس وقال عنه قِدر.. ومنهم من لمس الاذن ورأى انها تشبه سلة.. ومنهم من لمس الناب ورأى انه يشبه محراثاً.
والذي لمس الجسم رأى انه يشبه صومعة غلال والذي لمس الذيل رأى انه يشبه فرشاة.. واختلف العميان وكل اصر على رأيه.. وعلا صراخهم.. فكل منهم رأى جانبا واحدا من كل موضوع ثم اختلفوا فكل رأى بمنظوره هو.. واصر عليه امام منظور غيره..
ونحن في المشهد الثقافي.. صرنا نكتب في كل اتجاه.. وكل يرى من منظوره.. والحقيقة.. نصفها .. غائب.
|