** لم يَحرْ علماءُ الاجتماع والنفس في شيء مثل حيرتهم في أمر «الصدفة»!!
وهي - بالفعل - أمر عجيب شأنه، غريبة نتائجه.
أحياناً تجمع «الصدف» البسمة والدمعة، ففي الوقت الذي تورق الفرحة الصادفة على شفاهنا تأتي «الصدفة» لتزرع الدموع في مُقلنا.
وما أقسى دموعُ الحزن بعد ابتسامات الفرح.
قبل فترة قرأت عن عجائب الصدف أو مآسيها هذه الحكاية عن شاب هندي.. فهذا الشاب لم يهنأ بإعلانه نتيجة نجاحه في كلية الطب بتقدير «ممتاز» حتى جاءته برقية من أهله تفيده بوفاة والده.. وكانت صدمة عنيفة لهذا الشاب.. إذ جمعت هذه الصدفة بين الفرحة والآهة بين منتهى الفرح ومنتهى الحزن في آن واحد..
وقصص وحكايات الصدف أو مآسيها كثيرة.. فهي أحياناً تغبط العظماء حقهم ومكانتهم.. مثلما حصل لأديب العربية «المنفلوطي» الذي مات في اليوم الذي مات فيه سعد زغلول، فنسي الناس وفاة المنفلوطي في مآتم سعد، والمشكل أننا لا نملك للصدفة رداً، إنها تأتي فجأة فأحياناً تكون جميلة مشرقة كفجر، وأحياناً تكون كالحة حزينة كليل معتم.
ولكن رغم هذه الأشياء «فالصدف» تبقى دائماً تحمل طابع المفاجأة، وهي إذا كانت سارة تبقى في أعماق الإنسان فرحاً لا يموت، وقد حصلت مثل هذه الصدفة للشاعر الفرنسي «فولتير» إذ يقول في مذكراته:
«إن أروع فرح مرّ عليّ في حياتي هو الفرح الذي غمرني عندما أتممت دراستي الجامعية، وفي نفس الوقت شُفيتْ فيه حبيبتي من مرض عضال كاد أن يقضي عليها».وبعد فحديث الصدف لذيذ لأنه يحمل طابع المفاجأة دائماً..
أودعكم وأتمنى لكم دائماً لقاءات مع صدف تضفي على حياتكم المزيد من الفرح والابتسامات.
* * *
لن يضرونا شيئاً
** قبل ليلتين كان صديق لي يحدثني بلسان الخائف وقلب الراجف عما يدور حولنا وما سمعنا ونسمعه من وسائل الإعلام الغربي من تهديدات لنا ولبلادنا ولديننا، فقلت له: «نمْ قرير العين فلن يضرونا شيئاً، وسوف ننقلب بنعمة الله لن يمسسنا بسوء، فنحن أمة الخير والعدل، ولم نعتدِ على أحد، ولم نضمر سوءاً لبشر، ولم ينقموا منا إلا أننا آمنا بربنا، ودافعنا عن حقوقنا، وإذا كان منا سفهاء شذوا عنا وأساؤوا لغيرنا، فالشذوذ موجود في كل أمة وملة، فهم لا يمثلون بلادنا أو ديننا، بل هم الشذوذ الذي يؤكد قاعدة حب السلام والتمسك بدين المحبة للجميع».
* * *
أطياب وأطياف
** زمن
يتوشّح بالأطياب والأطياف معاً..!
ذلك عندما يعلن الزمن حضورك بكل زهو إطلالتك، وحنان بوحك.
ليت العمر - عندها - يقف عند هاتيك اللحظات التي تفيض بالري والارتواء.
ليت الزمن يغادر مداراته عندما تمتلىء ثوانيه بنقي البوح، وتوهج لهفات الشوق..!
* * *
آخر الجداول
** اقرأوا هذه الكلمة للخليفة عبدالملك بن مروان - وهي بصدقها - ليست بحاجة إلى «صداق» لتقديمها.
قال عبدالملك بن مروان لبنيه:
«تعلموا العلم فإن كنتم سادة فزتم وإن كنتم وسطاً سدتم، وإن كنتم سوقة عشتم»!
صدقت يا أبا الوليد.!
|