هاهي معركتنا الموسمية مع الصيف مستمرة على مختلف المستويات وها هي المهرجانات الصيفية في مناطق الجذب السياحي على حد تعبير إخواننا في الهيئة العليا للسياحة الوطنية ضربت أروع الأمثلة في التنافس من أجل سياحة داخلية أفضل، وها هي الأسر تحزم كل شيء إلا جيوبها للسفر داخل الوطن مصطحبة معها «الشباب» و «الفتيات» وهناك - أيضاً - في «الأسواق» و «الملاهي» وأماكن الترفيه العامة تتقاطع الرغبات وتتحد «الهوايات» البريئة في مشهد قديم جديد المتهم فيه قبل كل شيء «الشاب» المسكين، والضحية المعلنة فيه «الفتاة» المظلومة..ويتكرر ذلك من خلال السيناريو العتيق: جذبها بمعسول الكلام.. رسم لها خارطة الأحلام الوردية، علمت نواياه الخبيثة فهددها بأنه سجل أحاديثها بعد أن مارس إغراءها بالهدايا والمجوهرات والمال.هذه العبارات مللنا سماعها في مجالسنا وواجعتنا كثيراً من خلال قنوات الطرح الحر في مجتمعنا الذي تعود سياسة «الكتمان» طويلاً فتحول فجأة إلى «انفجار» وكشف للمستور، ولكني - بصراحة- لست مع تعميم الصورة النمطية من خلال هذا «السيناريو» وغيره، فمازال مجتمعنا نقياً بالمقارنة بالمجتمعات الأخرى، ولكنه في ذات الوقت ليس منزهاً، لذا فنحن بحاجة إلى المواجهة مع الذات قبل كل شيء، والسؤال الذي يفرض نفسه لحل تلك المعادلة الصعبة بين «الشاب» و «الفتاة» في الأماكن العامة: لماذا تتسم الفتاة السعودية دائماً بمواصفات «الفريسة» سهلة الصيد، ولديها الاستعداد التام للوقوع في «الفخ»؟ أم أن شبابنا وصلوا إلى درجة «الاحتراف» على درب الرذيلة، ولعل هذه الأسئلة تفتح آفاقاً لحل تلك المعادلة الصعبة من خلال اختراقها لدوائر «الأسرة» و «المؤسسات» الاجتماعية وقبلها التربوية بالطبع.. حتى لا يتكرر مشهد «السقوط» في زمن «الإعلام»..
|