سمعت كثيراً عن/ محمد بن علي الشوكاني
وأنه رجل ذو حساسية وموهبة مجددة فهل أطمع منك بنبذة عنه؟
يحيى بن جريد بن قائد يحيى.. اليمن..
صنعاء.. جامع أروى..
ج: وقفتُ على ترجمة جيدة تفي بالغرض عن الإمام محمد بن علي الشوكاني وذلك في مقدمة كتاب «نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار من أحاديث سيد الأخيار» خرج أحاديثه عصام الدين الصبابطي، ج1 نشر «دار الحديث» القاهرة، جاء ما بين ص5 حتى ص 11 ما يلي: «هو الإمام العلامة الرباني مفتي الأمة قاضي قضاة أهل السنة والجماعة.
ولد حسبما وجد بخطه ليلة الأربعاء السابع والعشرين من شهر جمادى الآخرة سنة 1250هـ، وعرف (والده) في صنعاء بالشوكاني نسبة إلى شوكان وهي قرية من قرى السحامية إحدى قبائل خولان بينها وبين صنعاء دون مسافة يوم وهي أحد المواضع التي يطلق عليها شوكان.
قال في القاموس: وشوكان موضع في: البحرين، وحصن باليمن، وبلدة بين سرخس، وأيبورد، منه عتيق بن محمد بن عيسى وأخوه أبو العلاء عيسى بن محمد الشوكاني، ا. هـ.
ونسبة صاحب الترجمة إلى شوكان ليست حقيقية لأن وطنه وطن سلفه وقرابته بمكان «عدني» بينه وبينها جبل كبير مستطيل يُقال له: هجرة شوكان فمن هذه الحيثية كان انتساب أهله إلى شوكان، والله أعلم.
نشأ رحمه الله تعالى بصنعاء وتربى في حجر أبيه على العفاف والطهارة وأخذ في طلب العلم وسماع العلماء الأعلام وفرغ نفسه للطلب وجدَّ واجتهد فقرأ القرآن الكريم على جماعة من المعلمين وختمه على الفقيه حسن بن عبدالله الهبل، وجوَّده على جماعة من مشايخ القرآن العظيم/ بصنعاء/ ثم حفظ الازهار للإمام المهدي في: الفقه، ومختصر الفرائض للعصيفري والملحة للحريري والكافية والشافية لابن الحاجب، والتهذيب للعلامة التفتازاني، والتلخيص في علوم البلاغة للقزويني، والغاية لابن الإمام وبعض مختصر المنتهي لابن الحاجب في أصول الفقه ومنظومة الجزري،
وقبل شروعه في الطلب كان كثير الاشتغال بمطالعة كتب التاريخ ومجاميع الآداب من أيام كونه في المكتب فطالع كتباً عدة ومجاميع كثيرة ثم شرع في الطلب والسماع والتلقي من أفواه الرجال إلى أن صار إماماً يشار إليه ورأساً يُرحل إليه.
هذا مجمل ما جاء في مقدمة (نيل الأوطار) وتركت كثيراً من الترجمة خشية الطول فيمكنك العودة إلى ذلك، يا أخ/ يحيى بن مريد بن قائد بن يحيى في مكانه فهو جدير بالنظر والتأمل والاطلاع لعلك تحل محله فتجتهد وتجدد في فقه النص ونظر حال المستجدات وما ذلك على الله تعالى بعزيز، وسؤالك هل كان الشوكاني حساساً؟
نعم كان مرهف الحس حاد الطبع متواضع السكن والمركب توفر له من: الحرية ما جعله أحد كبار علماء هذه الأمة على مدار القرون،لكنه بُلي بالحسد فتخطاه وبلي بوضع العراقيل من أنداده فتخطى ذلك كذلك، فعكف على العبادة وانزوى للتصنيف والاجتهاد والتجديد في (فقه النص) وحالات النوازل، وكان قليل الكلام جم العبادة كثير البساطة، حتى لتظنه أحد العوام من تواضعه وبساطة مسكنه ومركبه وهو أحد كبار العلماء، لكن بما حباه الله من التصنيف والاجتهاد والتجديد بعقل، وحكمة وسمت ودراية تامة.وكان ذا موهبة مجددة ما في ذلك شك فإن قراءة سيرته بتأمل وسبر واستقراء يتبين منها أنه كان موهوباً مجدداً سريع البديهة. وقد ساعده في هذا جو من الحرية المطلقة بصرف النظر عمن قام في وجهه حسداً ووشاية فإن حرية الطرح تفتح باب الموهبة وتفتح باب التجديدأمام الوشايات والحسد والكذب على الشخص فلم يسلم منه لكنه تخطى ذلك وعالجه بالفزع إلى الله، لعلك وأنت تقرأ (نيل الأوطار) تجد فيه العالم الإمام الموهوب طويل النفس المدرك للآثار وما تدل عليه ولذلك (رحمه الله تعالى) سلم من البدع وسلم من التصنع وعاش ورعاً زاهداً بسيطاً يميل كثيراً للانطواء من باب طلب التأمل والابتعاد عن كل من يسيء إليه قولاً أو فعلاً، وكان رحمه الله تعالى ذا صبر وإرادة قوية في تحمل الأذى والكيد والوشاية فكان يرجع أمره إلى الله تعالى مصرف الحياة ومقلب الليل والنهار المحيط بكل شيء.
|