Friday 15th august,2003 11278العدد الجمعة 17 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

البلدية ومطاعمنا البلدية ومطاعمنا

عزيزتي الجزيرة..
شيء عادي ان يرسم هاجد ذلك الونيت الذي انتهى عمره الافتراضي وهو يحمل في صندوقه المكشوف مختلف انواع السلطات ولا فرق بين اللبنانية والسورية والسعودية، فهناك الكل ينعم بالمساواة والعدل فجميع الخضار موضوعة بشكل مفزع على مرأى ومشاهدة للجميع بمن فيهم البلديات، فالامر بالنسبة للمطاعم والوجبات السريعة سهل وسهل جداً، فالمسألة غرامة بسيطة لاتتعدى دخل يوم واحد او يزيد بقليل مع اقفال تحت بند «الدلع» وليس العقاب، بالله عليكم هل هذا حصل ياهيئة المراقبة الصحية؟..
ومايدعو للعجب لدرجة الذهول ان غالبية المطاعم لدينا بشهادة الجميع تصل الى اعلى مستوى من قلة النظافة وملامسة الايدي والشعر للطعام، والمسألة بسيطة تسخن الاطعمة وتزين باعواد البقدونس وكل شيء تمام وطازج، ولا احد يتحمل المسؤولية اذا كانت نفسك واهلك كانوا فريسة لنزلة معوية او تسمم اذا تناولوا «الشاورما» التي تقف بكل شموخ عند ابواب المطاعم والبوفيهات متحدية كل ظروف الطقس والاغبرة، وتصريحات الصحف التي اظن انه مجرد حبر على ورق ان لم تكن كلها فاغلبها ،والنتيجة حالات من الالم والمتاعب الصحية، وعندها تصرح البلدية وتفرض الغرامة لكي يسكت البعض ولكي تقول انها حازمة، اليس من باب اولى ان يحصل المتضرر على التعوض هو وليس البلدية فهي ايضاً تشترك في الذنب مع «مطاعم النزلة المعوية» علماً ان حق الاسم التجاري محفوظ فالمواطن المسكين يمرض بماله ويتعالج بماله ايضاً.
اذن بالتأكيد المطاعم تكسب وتكسب وان هي ساهمت في نشر المرض في المجتمع والبلدية تلزمها بالغرامة والاغلاق فقط لايام معدودة وبنفس العمالة ووزارة الصحة تلتزم الصمت.
لكن اريد ان أسأل من يهمهم الامر لو كنتم انتم الضحية هل سيرضيكم تلك الاجراءات المتخذة؟! بالتأكيد لا، لا تقولوا: هذا قانون..
فالقانون ليس منزل من السماء، بل هو أوجد لتنظيم الحياة وليس لقتل الاحياء.
فليس من المنطق ان تظل العقوبات كما هي بدون تغير، فمن المنطقي ان تكون الحلول جذرية وليست وقتية، فان ارواح البشر امانة في اعناقكم فلا تجعلوها رخيصة يتلاعب بها التجار الذين يمثل المال في حياتهم كل شيء، اما البشر فهم وسيلة للثراء لهم، فعندما تموت الامانة والضمير ويهرب المقصر من العقاب نتوقع كل شيء.
ففي اعتقادي ان الاهتمام بالنواحي الصحية، اهم بكثير يا بلديتنا من لوحات المحلات التي كل يوم لها شكل وتنظيم، رغم ان الهدف مادي بحت وهذه ليست معضلة ولكن المعضلة حقاً.. ان نترك الاوليات ونهتم بصغائر الامور.
وصيف حار.. وكفاكم الله شر مطاعمنا ودمتم سالمين.

فاطمة سعد الجوفان
/عضو الجمعية العربية الاعلامية بدبي /عضو الجمعية السعودية للاعلام والاتصال/مجموعة الصحافة

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved