|
|
في المجمعات المعمارية الضخمة، مثل المباني المكتبية، يتم غالبا اعتماد وحدات تكييف مركزي تقوم بضخ الهواء البارد إلى فراغات المبنى، وسحب الهواء الراجع (Return Air) وهو الهواء الذي يرجع لوحدة التكييف ثم اعادة تبريده بعد طرد جزء منه واستبداله بنسبة معينة من الهواء الطبيعي أو الطازج (Fresh Air) وعادة يكون هذا الهواء حاراً ويحتاج الى طاقة لتبريده.. ولترشيد تلك الطاقة وتوفير الأموال يقوم بعض أصحاب المباني هداهم الله بتقليل نسبة الهواء الطبيعي عن الحد المطلوب، وبذلك تقل الطاقة المستخدمة في تشغيل أجهزة التكييف فيوفرون الأموال على حساب صحة الانسان.. ومن هنا ظهر قبل عدة سنوات المصطلح المعماري الذي يُسمى المباني المريضة (Sick Building). تنتشر في تلك المباني أوبئة خصوصا داخل مجاري التكييف (Ducts) نظراً لعدم تجدد الهواء بشكل كافٍ.. وأما البشر العاملون فيها فيعانون من أعراض صحية سيئة، كالخمول واحمرار العينين، ومشاكل الجهاز التنفسي.. الخ. وفي النهاية تتدهور الطاقة الانتاجية للموظفين العاملين داخل المباني المريضة، وكثير من الابحاث الطبية والنفسية حذرت من خطورة تلك المباني على البشر. بالأمس سمعت بعض الاقتصاديين ينادون بتقليل الهواء الطبيعي الداخل الى وحدات التكييف لحفظ الطاقة.. وما زال زملائي المعماريون ينادون بحلول معمارية كثيرة تساهم في حفظ الطاقة ولا تتسبب في أذية الانسان مستخدم المبنى. وأما تبني حلول تحفظ الطاقة وتؤذي الانسان فلا ثم لا.. لأن المبالغ التي تم توفيرها سيضاف إليها مبالغ مضاعفة لعلاج البشر المتضررين من تلك المباني المريضة.. ولتوفير الاموال أصول. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |