موجبات المعركة ضد الإرهاب تستوجب حسماً لا يسمح بالمواقف المترددة، فكل تردد يمكن أن يسهم في استفحال هذه الجرائم التي تحصد المزيد من الأرواح وتحرم المجتمع من زهرة شبابه.
كلمات سمو ولي العهد التي أثنى فيها على شجاعة ونزاهة رجال الأمن الذين يمثلون خط الدفاع الأول ضد هذه الفئة الباغية، هي كلمات واضحة وتضع المتسترين على الإرهاب في ذات مرتبة الإرهابيين، فهؤلاء الذين يتعاطفون معهم إنما يهيئون كل الظروف والأجواء لسحل وقتل الأبرياء، ومع ذلك فهم يظنون أن أيديهم مبرأة من تلك الدماء.
إن التردد إزاء هذه الفئة يضعف من الجهد المبذول لمكافحتها ويفتح ثغرة في جدار التصدي لها.
والمطلوب دائما تمعن ذلك الإقدام الذي تميز به رجال الأمن وهم يتعاملون بكل جسارة مع أخطار الإرهابيين، وكيف أنهم في غمرة عملهم الشريف والشجاع والضروري لا يأبهون بأن تذهب أرواحهم فداء لمواطنيهم.
إن مجرد التفكير في إيجاد مبرر لإيواء أو حماية هذه الفئة المجرمة يعني عدم إدراك أبعاد الجرائم التي يقدمون عليها والجهل التام بمخططاتهم.
وفي الوقت ذاته فإن أي جهد يساعد رجال الأمن في مهمتهم يعني إنقاذ الأبرياء والحفاظ على مكتسبات الوطن وترسيخ حالة الاستقرار. وكلما ازدادت مثل هذه الإسهامات الإيجابية أدى ذلك إلى تضييق الخناق على القتلة والمجرمين وازداد الحصار عليهم.
ولن يحدث ذلك إلا بتعاون فاعل وواع من قبل المواطن بحيث تتضافر كل الجهود لسد كل المنافذ التي يمكن أن تتسلل عبرها الأخطار.
|