Friday 15th august,2003 11278العدد الجمعة 17 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رئيس الجمعية الخيرية للتحفيظ بمدينة فيد لـ « الجزيرة »: رئيس الجمعية الخيرية للتحفيظ بمدينة فيد لـ « الجزيرة »:
القرآن الكريم سلاح المؤمن لدحر مؤامرات أعدائه الحاقدين

* حائل الجزيرة:
تعتزم الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في مدينة فيد بمنطقة حائل تنفيذ برنامج لإحياء سنة الوقف بهدف النهوض بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها؛ لتتمكن من تحقيق أهدافها وغاياتها المرسومة لها لخدمة حفظة كتاب الله، وذلك بالاستفادة من الأرض التابعة للجمعية التي تبرع بها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء.
أوضح ذلك رئيس الجمعية الشيخ زيد بن عماش الهبيرة، منوها في هذا الصدد بالدعم والاهتمام الكبيرين اللذين تتلقاهما الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في مختلف مناطق المملكة ماديا ومعنويا من ولاة امر هذا البلد المعطاء، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني حفظهم الله .
كما أشاد الشيخ الهبيرة في تصريح له بما تلقاه الجمعيات من الإعانة السنوية التي تخصصها وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، إلى جانب الهبات والتبرعات التي تحظى بها من رجال الخير والإحسان.
وأوضح أن الدور المنوط على عاتق الجمعيات، هو ربط الناشئة والشباب وسائر المسلمين والمسلمات بكتاب الله العظيم، لتكون الصلة دائمة مع منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب سبحانه وتعالى، ولغرس القيم والمعايير والمثل والفضائل والخلق العظيم في نفوس التالين والتاليات والمتدبرين والمتدبرات لما فيه من أحكام ومقادير، وبيان إعجاز عظيم أخذ لب كل حكيم وفهيم عليم، فأذعن لله رب العالمين، ونطق لسانه بكلمة التوحيد وعلم بقلبه أنه لا إله إلا الله، فعظم ومجد الخلاق العليم وأخلص نيته للعزيز الحكيم، وأحسن عمله حباً في العلي القدير القادر المقتدر لما في هذا الكون الكبير.
وقال الشيخ الهبيرة: عندما تجتمع وتتراص هذه الجموع قلباً وقالباً من الشباب والشيبة والناشئين في حلقات تعلم وتعليم القرآن الكريم مترابطة ومتمسكة بحبل الله المتين تالية لهذا النور المبين ومستنيرة به في كل وقت وحين، فإن هذا النور يجري في قلوب التالين والسامعين والمعلمين والمتعلمين، فيستضيء الباطن والظاهر بكلام رب العالمين، فتتبلور جميع المفاهيم الى إيمان عظيم، يتبعه عمل كبير نابع من يقين جليل، فمن كانت هذه حاله بعد أن تذوق حلاوة آيات القرآن الحكيم، وصار لسانه رطباً بها وعلى قلبه يزداد اليقين، فيكون في حصن حصين، ويتمتع ببصر وبصيرة يدفع بهما كل طالح وباطل ومشين، وتقيه شر كل ذي شر ولعين وجبار أثيم.
ومضى قائلا: إنه من هنا يتضح الدور الكبير الذي تقوم به الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في تربية الناشئة، وتبصيرهم، وتعليمهم لكتاب الله بفهم ودراية وتدبر مع حفظه حروفاً في صدورهم، وحفظه حدودا في أنفسهم، والذب عنه بعقولهم وأرواحهم بعد ان وقفوا على عظمته، وجرى نوره في عروقهم وعقولهم وأفئدتهم، فهم على بينة من أمرهم لا يضرهم من ضل، لالتزامهم بتعاليم دينهم الحنيف الإسلام العظيم، فكل صرخات ضالة مضلة متحطمة، أما الجبال الشم الراسيات وكل صرخات معادية مردودة ومنعكسة بصداها على مصادرها ومنكبة على مناخيرهم وأفواههم حسرة وندامة عليهم.
ولفت الهبيرة النظر إلى أن الإمكانات المادية للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم مهمة جداً في عصرنا هذا، وتلقي الهبات والتبرعات معين لتبصير وتوعية وتربية وتعليم الأجيال من الشباب والناشئة، وأن الدور الذي تقوم به الجمعيات، هو أصل الأصول واللبنة الأولى والحبل المتين، فيعطي طالب الحلقات حبال التسلق وأطوقة النجاة، فيصبح لا خوف عليه ولا يخشى إلا الله سبحانه وتعالى، إذا فهو في حماية دائمة مؤثرة في غيره، ولننظر في خطاب الله تعالى لعباده المؤمنين: {وّأّعٌدٍَوا لّهٍم مَّا اسًتّطّعًتٍم مٌَن قٍوَّةُ} فيحصل المراد بإذن الله تعالى.. مشددا على أن أقل الهبات والتبرعات بوجود الإيمان القوي برب العالمين والصلة والتمسك بكتابه الكريم، يحقق لنا النصر المبين على أعدائنا المشركين.
وأشار إلى أن سياسة التعليم في المملكة هدفها بناء الإنسان على العقيدة السليمة الصحيحة الحقة، وتزويده من النبع الصافي لشريعة الإسلام من مصدريه القرآن الكريم والسنة المطهرة، فدأبت على هذا من عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله ، إلى يومنا هذا، عهد خادم الحرمين الشريفين والجمعيات الخيرية من ضمن المؤسسات التعليمية التي حظيت بذلك.
وأضاف الشيخ زيد الهبيرة قائلا: إن المملكة سلحت أبناءها بنور العلم وعلمت أنه لا أمان، ولا معرفة، ولا رقي، ولا تقدم إلا بالعلم والتعلم، على أن يكون ذلك أساسه وقاعدته الصلبة الإيمان القوي بالله سبحانه وتعالى ، والعمل بمقتضى ما في كتاب الله الحكيم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فمواجهة الحملات معدة لها العدة من قبل، أي العناية مسبقاً بالعلم النافع والسياسة التي بنيت على الإيمان الصحيح والعقيدة السليمة.
وأشار إلى أن من هو على نور من ربه لا تؤثر فيه هذه الظلمات، وإن تراكم بعضها فوق بعض، بل هو محصن لنفسه مؤثر في غيره. فالمواجهة تواجه بالعلم الذي اكتسبه طالب الحلقات، وذلك باعتبار الجمعيات مؤسسة تعليمية متخصصة في تعليم وتعلم كتاب الله تعالى، فنعم السلاح سلاح المؤمن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، مؤكدا ان العنصر البشري هو الأساس في كل شيء وفي كل عمل ناجح؛ لتحقيق الأهداف والمقاصد والمآرب، بل هو المعوَّل عليه بعد الله سبحانه وتعالى ، حاثاً على تضافر جميع الجهود لتحقيق الهدف، وهو بناء هذا الإنسان على عقيدة التوحيد اعتقاداً وعلى الشريعة السمحة منهجاً من أجل تربية أفضل ومجتمع متماسك مترابط متعاضد كالبنيان يشد بعضه بعضا، والمهم بناء الإنسان ظاهراً وباطناً، حسا ومعنى، جسدا وروحاً، قيما وخلقا، فالمعلم الذي يتخرج من هذا المجتمع المتقدم وصفه، فهو حري أن يكون معلما بحق، فهو خبير قادر بإذن الله تعالى على أن ينجو بطلابه إذا جاءت الرياح لما لا تشتهي السفن، فيأخذ بأيديهم إلى شاطئ الأمان، أما بالنسبة لمدى الوفرة، فلا نستطيع الجزم بالقول على وفرته، ولكن التسديد والمقاربة عاملان مهمان للتفاعل معهما لبلوغ المراد.
وفي السياق نفسه قال: إن بناء الإنسان كما تقدم قد فطن له ولاة الأمر من قبل لذا أعطوه من العناية الفائقة بمكان وعلموا أنه لا يتحقق ذلك إلا بالعلم، فجعلوا من التعلم والتعليم مقصداً شريفا، فبذلوا الغالي والنفيس بغية الوصول الى الهدف، فاعطي العلم أولويات خاصة وكبيرة شهد لها القاصي والداني، فهو الأصل والأساس والسلاح لكل مؤمن لبصره وبصيرته لأنه نور يستضاء به، ثم التشجيع المعنوي الذي نسمعه دائما من ولاة الأمر حفظهم الله في كل مناسبة، وفي كل كلمة، وفي كل لقاء، وكذلك التشجيع المادي المشاهد والمحسوس الذي أشرنا اليه من قبل، بالإضافة الى المعاهد المقترحة التي يتخرج منها المعلمون، والمراكز المرتقبة التي تحقق طموحات العاملين المخلصين، فبهذا كله نصل إن شاء الله تعالى إلى وفرة في المعلم المثالي المنشود.
وتحدث الشيخ الهبيرة عن الآلية التي تعتمد عليها الجمعية في فيد بعد الله سبحانه وتعالى لجذب الشباب والناشئة لحفظ كتاب الله عز وجل حروفاً وحدودا ومنهجا ودستوراً هو التفاعل والانخراط في وسط جميع شرائح المجتمع وذلك عن طريق تكوين اعضاء مجلس الجمعية من أغلب شباب القرى المجاورة لمقرها بفيد، وتوسيع قاعدة الأعضاء من اجل تأثير كل عضو في أسرته وجيرانه وجماعته ومجتمعه، والتعاون مع مكتب الدعوة والارشاد بمدينة فيد ومكتب محافظة الشنان لحث خطباء المساجد ترغيب الشباب والناشئة في خطب الجمعة، ومن وقت لآخر للالتحاق بحلق التحفيظ، ومخاطبة المدارس من قبل الإدارة العامة للتعليم في منطقة حائل لتشجيع الطلاب على الالتحاق بحلقات التحفيظ المنتشرة في المنطقة، وحث الإدارة العامة للتعليم في المنطقة معلمي التربية الإسلامية للتدريس في حلقات تحفيظ القرآن الكريم بغية المعلم القدوة.
وواصل الشيخ الهبيرة القول: ومن الآلية التي تمشي عليها جمعية تحفيظ فيد، التعاون المعنوي بالمشاركة والحضور المادي نقدا لمسابقة القرآن الكريم التي أقامها نادي فيد الثقافي الرياضي، والتشجيع المعنوي (كالشهادات)، والمادي (كمكافآت الطلاب)، وأداء مناسك العمرة، وزيارة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، للطلاب المتفوقين، الى جانب فتح مكاتب إشراف تابعة للجمعية لمتابعة الحلقات باستمرار وعن قرب، وكذا فتح دور نسائية لتعليم البنات والأمهات.
وعن الطريقة المجدية لحفظ كتاب الله العزيز، أوضح الهبيرة أن كثرة التكرار للآيات يعين على حفظها والوقوف على معانيها وفهمها، ومعرفة اللغة والبلاغة التي فيها، ومخارج حروفها، والأحكام التي تتضمنها، بالإضافة الى معرفة الأوامر واتباعها، والنواهي واجتنابها، فإذا حصل هذا بتكرار الآيات وحفظها، وحصل التدبر لها، فحفظ جدول الضرب في الحساب معين على حل جميع المسائل والعمليات في مادة الرياضيات، وحفظ المتن يعين على الشرح، فالحفظ معين على التدبر.
وحول الاستفادة من ثورة الاتصالات وشبكة «الانترنت»، يقول: إن لها مردوداً إيجابياً، ويكون ذلك بوضع استراتيجية لبيان كيفية الحفظ والأسلوب الذي يتبع، والكم والكيف والطريقة التي تيسر حفظ كتاب الله تعالى من السطور إلى الصدور، فالاتصالات والانترنت تجعل البيوت حلق تحفيظ القرآن الكريم وتعلمه وتعليمه، ولكن لابدمن دراسة مستفيضة ومدارسة جادة وأسلوب ناجح، ولنجاح هذا العمل يجب توفر الإمكانات اللازمة ماليا وفنياً للتعامل مع التقنيات الحديثة.
وطالب في معرض حديثه الاستفادة من بعض الخريجين في تدريس طلاب حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وأن أقل ما يكون دعمهم طلابهم معنويا، وتشجيعهم، وهذا في حد ذاته دعوة لله تعالى ولكتابه الكريم، ويكون أثرهم فعالا في حلقاتهم وجماعتهم ومجتمعهم.
وأوضح فضيلته أن الجمعيات تسعى إلى رفع الجهل عن جميع طبقات المجتمع، وإصلاح كل شرائحه شيبا وشباباً، نساء ورجالا بمشيئة الله تعالى ، مؤكدا في الوقت نفسه انه ليس هناك من معوقات تذكر تقف امام تعليم وتعلم كتاب الله الكريم ولله تعالى الحمد ، وأن الأثر الإيجابي لحفظ القرآن الكريم هو التفوق الملحوظ للملتحقين بحلقات تحفيظ القرآن الكريم، وذلك في جميع المجالات وفي السلوك والتفكير والتخلق بما في القرآن الكريم من آداب وتعاليم، والجد والاجتهاد ورؤية الهدف بوضوح الذي يصبو إليه كل عاقل، فحفظ كتاب الله تعالى نور قلوبهم وعقولهم وزادهم إيماناً بربهم وثقة فيه واعتمادا عليه جل جلاله، وكل ذلك زادهم حرصا على تحصيلهم العلمي وتفوقهم الدراسي.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved