Friday 15th august,2003 11278العدد الجمعة 17 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المسؤولية.. أين نحن منها؟ المسؤولية.. أين نحن منها؟
هدى الماضي (*)

المسؤولية هذه الكلمة القليلة في حروفها الكبيرة جدا في معناها.. الثقيلة جدا في حملها وتحملها.. فليس هناك إنسان سوي لم يشعر بحجمها، ويصبر نفسها من أجل حملها بكل ما أوتي من قوة، وبخاصة في هذا الزمن السريع في تغيراته، فكيف نعامل من لم يدرك لهذه الكلمة معنى؟ ولم يشعر بها.. كيف نجعل من إحساسه يتحرك لمجرد ان تنطق أمامه؟ كيف تكون هذه الكلمة هي من يحكم سلوكنا؟ ويوجه تصرفاتنا؟.
المسؤولية باختصار تعني أداء المهام والواجبات بالصورة المطلوبة، وهي تعني الرقابة الذاتية على الإنسان في سلوكياته وتصرفاته المختلفة وفي مواقف الحياة المتنوعة.. فهي جزء من أدوارنا الاجتماعية المتعددة، فكل تصرف أو سلوك نقوم به في الحياة هو مرتبط بقواعد وتوجيهات تحدد وجهته الصحيحة، والأدوار ذاتها هي ما يقوم به الإنسان من تصرفات وسلوكيات لتنفيذ مسؤوليات ومهام يقوم بها، وأباح له المجتمع الحق في أن يقوم به.
فنحن في حياتنا اليومية نمارس أعمالاً ومهام ومسؤوليات أعطينا إياها من مصادر متعددة من مؤسسة العمل من الأسرة من المجتمع. فمثلا الزوج أو الزوجة أعطاه المجتمع مسؤوليات سواء ما كان منها أساسياً أو ثانوياً، يتوقع المجتمع منه ان يقوم به. وإلا أصبح غير قائم بمسؤولياته. الموظف كذلك أعطته جهة عمله مهام ومسؤوليات في ضوء المرتبة الوظيفية التي يشغلها ليمارس فيها عمله وصلاحياته وبالتالي تتوقع منه جهة العمل إنتاجية معينة وهكذا الابن والبنت وبقية أدوار الإنسان في الحياة.
فعجيب أمر بعض الناس في عدم إيمانه بالقيم بمسؤولياته الموكلة إليها.. رغم بساطتها في أحيانٍ كثيرة، وتحد من يمنعه عن ممارستها دعاوى وحججاً واهية لا تعبر عن ضعفه الحقيقي في القيام بها وأدائها على الوجه المطلوب.
فمسكين العمل الذي يكون به أمثال هؤلاء، ورحم الله بيتا ربّ أسرته لا يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه.. فمهما كانت المبررات الا أنها لا تدعونا للتسليم بضعف يدعيه البعض عند عدم قيامه بواجباته وتحمل مسؤولياته.
حقيقة ثابتة في حياة المجتمعات التي وصلت إلى مصاف الدول المتقدمة وسبقت الكثير منه.. وصلت لأن كل أفرادها أمن بمهامه ومسؤوليات فقام بها على الوجه المطلوب. الجميع كان ينظر لنفسه ان له موقعاً ودوراً في تحقيق هدف فتحققت الأهداف بقيام الجميع بمسؤوليتهم.
وكل مسؤولية وأنتم بصحة وعافية.
حديث قدسي: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».

(*) مركز الأمير سلمان الاجتماعي

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved