Friday 15th august,2003 11278العدد الجمعة 17 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رسالة.. إلى بيريجيت باردو رسالة.. إلى بيريجيت باردو
مشاعل العيسى (*)

اتمنى ان يقرأ مقالي هذا صحفي جريء او قارئ متعاون حتى احظى بمساعدته ليترجم هذه الرسالة ثم يحاول بأي طريقة بعثها للمرأة الفرنسية التي تحترم وجهة نظر «الحيوان».
بريجيت باردو:
إليك يامن اعتزلت الفن وضحيت بالشهرة، ووهبت حياتك لخدمة الحيوان.. في أي مكان.
ونظراً لمواقفك المتعصبة ضد المهاجمين العرب بل وضد الفرنسيين الذين ينحدرون من اصول عربية.. اتمنى الا تشاهدي اسمي العربي في ذيل هذه الرسالة.
ونظراً لأن الاسلام تشوهت صورته في اوروبا فلعله من غير المفيد ان اذكر لك ان الرفق بالحيوان امر مهم بالنسبة للمسلم.. بل ان امرأة دخلت النار بسبب قطة حبستها حتى ماتت.. والآخر دخل الجنة بسبب كلب أنقذه من العطش، فإن اكثر الناس رفقاً بالحيوان هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. الرجل الذي يحث على الرحمة والرفق بالحيوان بل انه فقه معنى نظرات الجمل الحزينة فأمر اصحاب الجمل الا يحملوه فوق طاقته.
ولن اطيل عليك.. سأخاطبك عن طريق «عاطفة الحيوان» ولننس الآن اصولنا او تعصبنا الديني.. وتذكري فقط اننا انا وانت والكثيرون امثالنا نشترك معاً في اننا نحمل هذه العاطفة نحو الحيوان فأردت بصراحة الاستفادة من مجهوداتك الانسانية لمناصرة الحيوان.
انني اتمنى فعلاً ان تزوري حدائق الحيوان في العراق وحتماً سيروعك المشهد.
لن ادعوك لتنظري الى الاطفال الذين ينحدرون من السلالة البشرية العربية لا.. اياك ان تشاهدي في رحلتك منظر القذارة والملابس المهلهلة والطعام الملوث والمياه القذرة والشعر الاشعث والشفاه المتشققة دعك منهم انهم من اختصاص «لجنة حقوق الانسان».
وبما ان الدكتورة حنان العشراوي حصلت موخراً على جائزة «سيدني» نظير اهتمامها بحماية حقوق الانسان.. فلسوف نحملها هم حماية حقوق الانسان العراقي بعد الفلسطيني طبعاً.
نعم.. دعك من الانسان.. وهموم الانسان ومشاكل الانسان الناس لن يثيروا شفقتك مثلما سيثيرها ذلك الكلب البائس الذي يلهث في شوارع بغداد ويلهث ويلهث.. وهو في حالة لهاث دائم ليس لأنه لا يملك غدداً عرقية لكنه بالفعل يموت عطشاً في الاراضي العراقية.. ان النباح المخنوق يقابله مواء حزين من قطة حزينة.
ان القطة في العراق.. متسولة.. قذرة.. نحيلة.. حتى التسول في صناديق القمامة لم يعد يجدي.. انها مع الاسف سيئة الحظ فالاطفال العراقيون يشاركونها رحلة البحث عن الطعام.
ان الحيوانات هناك قطعاً ستصاب بالجنون او الموت ما لم تتدخل لجنة حقوق الحيوان وبسرعة.
وما ذنب هذه الحيوانات المسكينة؟ ولماذا يجب عليها ان تدفع ثمن الحرب؟ وهل السلحفاة او الحمار يملكان اسلحة للدمار؟ ولماذا الحيوانات تدفع ضريبة هذه الحرب؟ وتتحمل اخطاء البشر؟ انك يا بريجيت باردو تدافعين عن حيوانات السيرك وبضراوة رغم انها تعيش حياة مرفهة ومنعمة كما يؤكد هذه الحقيقة «ديان مورينو» صاحب سيرك «مورينو بورمان».
انني اتمنى ان تزوري الحيوانات هناك لتشاهدي بنفسك اي مأساة يعيشها القرد او الذئب او الخنزير او الكلب او الفيل.
ولئن كانت النمور في السيرك تعيش في جو مناسب ودرجة حرارة المياه مناسبة فان النمور هناك يكاد يقتلها الحر ولئن كانت حيوانات السيرك تأكل الخضار والفواكه.. والفيل يأكل التفاح والموز والباذنجان والجمل والحمار يأكلان الخس فالحيوانات هناك تعيش مأساة فظيعة ومجاعة حقيقية.
ولكي تهتمي بهذا الامر وتوليه عنايتك يسرني ان اخبرك ان هذه الحيوانات التي تعيش في العراق ليست من اصول عربية لا الاسود ولا الفهود ولا الدلافين.
ان الفيل الافريقي حزين.. والكنغارو الاسترالي يتمنى العودة لموطنه.. وان الثور الاسباني لاشك سيصاب بالهستيريا لأنه لا يشاهد سوى اللون الاحمر.
ان الدول عادة تقوم بسحب سفرائها ورعاياها في حالة نشوب حرب في اي بلد كي لا يصابوا بأذى، فلماذا لا تسحب كل دولة حيواناتها حتى لاتصاب هي الاخرى بأذى.
حاولي ان تعملي.. ولوحدك.. على اعادة الحيوانات الى بلدانهم كي يعيشوا مع ذويهم حياة مطمئنة مستقرة.
قومي برعاية كل الحيوانات.. ما عدا تلك الحيوانات العربية اتركي لنا الخيل العربي او الخيل الذي ينحدر من اصول عربية فمن يدري ربما نسرج لها السروج ونستخدمها بدلاً من الدبابات.. ونطرد بها المحتلين.
اتمنى ان ترفعي صوتك بقوة وتقولي تلك المقولة الجميلة «لم نعد في القرن التاسع عشر» «لقد حان الوقت كي يفهم الجمهور ان الحيوانات المتوحشة تتعذب في السيرك».
او لم يأن الاوان يا بريجيت باردو ان يعلم العالم ان الحيوانات حتى الاليفة منها تتعذب في العراق؟؟!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved