زادت في الآونة الأخيرة ظهور حالات من الخوف، التي تعتبر شكلاً من أشكال القلق « Anxiety»، والتي تتميز بحدوث نوبات الذعر «الخوف» المتكررة والمفاجئة والمصحوبة بأعراض متعددة.
وفي أغلب الأوقات لا يمكن التنبؤ بحدوث هذه النوبات من الذعر أو الخوف رغم أنها قد تحدث في مواقف محددة، ونادراً ما تحصل لدى المرضى الذين تجاوز عمرهم الخامسة والأربعين، وتتميز حالات الذعر «الخوف» الاضطراري بحدوث أعراض حيوية تشبه الأعراض المهددة للحياة كالخفقان والتعرق وانطباق الصدر والاحساس بالاختناق وصعوبة التنفس والغثيان والدوار والتنمل أو الرعاش، ولذا فالعديد من الظروف الصحية أو الأمراض الطبية قد تشابه أعراض اضطرابات الذعر كالإحتشاء الحاد بعضلة القلب وفرط الغدة الدرقية، والجلطات الرئوية أو القلبية، عدم انتظام ضربات القلب بأشكاله المختلفة أو انخفاض معدل السكر بالدم أو الأعراض التي تحدث عند التوقف عن المسكرات، ولذا يجب الأخذ بعين الاعتبار أهمية هذه الأعراض والتقييم الدقيق وعمل الفحوصات اللازمة للمرضى، وخاصة الذين تتجاوز أعمارهم الخامسة والأربعين عاماً، لاستبعاد الحالات العضوية الخطيرة التي تتشابه أعراضها مع حالات الخوف الاضطراري.
وبشكل عام وبعد الوصول إلى التشخيص الصحيح لهذه الحالات يمكن استخدام الدواء والمعالجة النفسية والسلوكية مع المرضى الذين يعانون من هذه الاضطرابات، وقد تم الكشف عن فعالية بعض الأدوية في الدراسات الطبية المختلفة، وغالباً ما تؤدي إلى نتائج جيدة بعد أيام أو أسابيع من بداية العلاج، ولكن في كل الظروف يجب أن يكون العلاج تحت إشراف الطبيب المختص بالحالات العصبية والنفسية.
د. أحمد نبيل عبد الفتاح *
* طبيب مقيم في قسم الاسعاف والطوارئ بمستشفى الحمادي
ماجستير باطنية
|