غير خافٍ عن أي فرد مسلم أهمية الزواج المبكر للشباب، ونلحظ مع الأسف الشديد أن الآباء والأبناء جميعاً عزفوا عن الزواج المبكر على عكس ما كان عليه الجيل السابق وحجة من لايشجعون على الزواج المبكر التكاليف المادية والتهيئة لها، وقد يكون ذلك الأمر موجوداً لدى البعض من دول أخرى، ولكن النسبة الغالبة لدى مجتمعنا ولله الحمد لديها من القدرة المادية الشيء الذي يعين على الزواج وهذا المفهوم ليس قاصراً على الزوج وأهله بل يشارك فيه أهل الزوجة ممن لايعملون على تزويج ابنتهم إلا لمن له دخل مادي ثابت، ويتوقفون عن تزويج من يريد الزواج وهو على مقاعد الدراسة.
أما السبب الآخر فهو الاعتذار بحجة الرغبة في مواصلة الفتاة للتعليم وهذه مشكلة أخرى وكلتا الحجتين لم يوافقهما الصواب فمن يدعون أن الزواج مكلف مخالفون للدين الإسلامي لأن العادة جرت على البذخ، والإسراف في المهور أولاً وفي الحفلات ثانياً، علماً أن بعض الشباب يشتري بنفسه سيارة أو عن طريق أسرته بثمن مضاعف لتكاليف الزواج، ويدعي أنه لايستطيع الزواج فهو يريد المظاهر على حساب تحصين نفسه وإكمال نصف دينه، وعفافه، والإسلام يرفض الإسراف والتبذير، وأما مسألة التعليم والرغبة في الزواج عقب الحصول على الشهادة الجامعية فهذا الأمر فيه مخالفة للواقع فكم من المتعلمين المتزوجين الذين حصلوا ليس على الشهادات بل على التفوق ولم يعقهم الزواج عن التحصيل العلمي بل كان الزواج عاملاً مساعداً على تفوقهم.
إذاً فالخير كل الخير في تحصين الشباب والعمل على عفتهم والعمل على تيسير أمور الزواج ونبذ التكاليف الباهظة والإسراف، والترغيب في التطبيق الأمثل للنهج المحمدي عليه أفضل الصلاة والتسليم، فالزواج حصن حصين للشباب من أمراض العصر المتعددة من أمراض وأوبئة ومخدرات كلها نتجت عن عدم تزويج الشباب مبكراً ولجوئه إلى السفر للخارج وبالتالي عودته مليئاً بأمراض العصر.
( * ) المدير العام للمستشفى
|