الوقاية من السرطان

مرض السرطان هو زيادة غير طبيعية في عدد خلايا العضو المصاب والورم المتكون قد يعطي أعراضا مختلفة حسب نوعه، طبيعة العضو المصاب، والأعضاء المجاورة له وهنا تكمن خطورته.
يعتبر السرطان حاليا من أهم المشاكل الصحية التي يواجهها العالم، ويصاب كل عام أكثر من عشرة ملايين شخص ويموت حوالي ستة ملايين سنويا وهذا يمثل عشر إجمالي الوفيات تقريبا، ومع أن معدل الوفيات في نقصان ولكن بسبب ارتفاع معدل العمر، تغيير أساليب الحياة، ازدياد استهلاك التبغ وقلة ممارسة الرياضة بالإضافة للعوامل البيئية كل هذه العوامل مجتمعة أدت إلى ارتفاع معدل الإصابة بالسرطان والذي من المتوقع أن يتضاعف في عام2050.
ومع صعوبة المعالجة وتعذرها في أغلب الحالات تبقى الوقاية هي الطريق الأسهل لتفادي الإصابة في حوالي ثلث الإصابات وذلك عن طريق اتباع بعض النصائح المهمة وتجنب عوامل الخطر المعروفة، وهذا يتضمن:
- الإكثار من تناول الفواكه والخضار التي تحتوي على فيتامينات (أ) و(ج) وبشكل خاص الخضراوات ذات اللون الأخضر الداكن كالسبانخ أو الأصفر الغامق مثل الجزر ومن الفواكه الخوخ، المشمش، الفراولة، الجريب فروت والبرتقال، وقد أظهرت دراسة أمريكية أن تناول الخضار والفواكه خمس مرات باليوم تحمي من السرطان بنسبة 20% من الحالات ولا سيما سرطانات المثانة، المري، البنكرياس، الرئة وجوف الفم.
- الإكثار من تناول الألياف (حبوب القمح الكاملة، الخبز الأسمر، الفواكه والخضار): حيث وجد أن الألياف غير القابلة للهضم والامتصاص في جهاز الهضم تقي الغشاء المخاطي من تأثير المواد الكيماوية المسببة للسرطان الموجودة في الطعام.
وفي دراسة أجريت في عشرة بلدان أوروبية أظهرت أن الأشخاص الذين يتناولون 35 غ/يومياً من الألياف انخفض معدل إصابتهم بسرطان القولون بنسبة40% عن أولئك الذين يتناولون 15 غ/يومياً.
الإكثار من تناول فول الصويا (خاصة لدى النساء): حيث أكدت دراسة أن النساء اللواتي يتناولن أطعمة غنية بفول الصويا أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي وأوضحت الدراسة التي أجراها أطباء في أمريكا، بريطانيا وسنغافورة أن النساء اللواتي يتناولن هذه الأطعمة انخفض لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 60% مقارنة باللواتي يتناولن القليل من هذه الأطعمة المنتشرة في آسيا (خاصة الصين) وعزت الدراسة إلى أن فول الصويا يحتوي على مادة كيماوية تدعى إيزوفلافون تقوم بإعاقة التأثير السلبي لهرمون الأستروجين الأنثوي في الثدي، وهذا ما يفسر انخفاض معدل الإصابة بسرطان الثدي عند النساء في آسيا حيث يكثر تناول فول الصويا بالمقارنة مع النساء في العالم الغربي حيث يقل تناول فول الصويا.
الإكثار من النشاط الرياضي كالمشي، والركض والسباحة يساعد في تنظيم الهرمونات وعوامل النمو التي ترتبط بالسرطان، حيث وجد انه على البالغين أن يقوموا بما مجموعه 30 دقيقة من نشاط متوسط في أغلب أيام الأسبوع.
الإقلال من تناول الأطعمة المحتوية على نسبة عالية من الدهون مثل الزبدة واللحوم الدسمة، حيث وجد أن الإكثار من الدهون يعزز عملية حدوث السرطان وخاصة سرطانات البروستات، الثدي والقولون.
الامتناع عن التدخين: في الولايات المتحدة الأمريكية توفي430000 إنسان في عام 2002م بسبب السرطانات أو أمراض متعلقة بالتدخين الذي يزيد من مخاطر الإصابة بسرطانات الرئة، المري، البنكرياس، الكلية، المثانة وعنق الرحم، وللوقاية من السرطان تخلص من سجائرك وتجنب التدخين السلبي.
الامتناع عن الكحول : حيث وجد ان تناول أي كمية بسيطة بشكل يومي يزيد من احتمال الإصابة بسرطانات القولون، الثدي، الحنجرة، المري، الكبد وجوف الفم.
تجنب التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة: حيث إن غالبية سرطانات الجلد تكون نتيجة التعرض للأشعة فوق البنفسجية والتي يأتي معظمها من أشعة الشمس.
الوقاية الدوائية: تكون بشكل خاص عند النساء المعرضات للإصابة بسرطان الثدي نتيجة وجود قصة عائلية قوية، حيث وجد أن إعطاء دواء التاموكسيفين يقلل من الإصابة بهذا السرطان، لكنه غير مفيد في الحالات قليلة الخطورة.
ويبقى الكشف المبكر عن السرطان هو الوسيلة الأفضل لتجنب خطره لذلك ينصح الكثير بالتحري السنوي لأشيع السرطانات وعند الأشخاص الذين يكون خطر الإصابة عاليا.