لست من المتابعين للرياضة كثيرا ولكنني ممن يتابع الصحافة والاخبار بشكل عام وان كانت متابعتي للصفحات الرياضية بصفة غير مستمرة إلا انني ومع مرور الوقت تكونت لدي بعض الخلفية الرياضية ومن خلال العناوين في الصحف والتي قد اقرأ ما يتبعها من متابعات خاصة بالرياضة ومن خلال هذه المتابعة الضعيفة للرياضية تكون لدي رأي حول الرياضة ومعسكرات المنتخب.. وبما ان الرياضة امر قائم بالنسبة لي كغير رياضي فأنا اتمنى ان يتفوق فيها كل ما يتعلق بوطني من اي لعبة كانت ما لم تخالف التشريع والمبدأ العام، ومن هذه الالعاب كرة القدم وما يتعلق بالمنتخب الوطني فمنذ زمن تقوم معسكراته في كل وقت وعند كل مناسبة رياضية سيشارك فيها تقام له معسكرات مكلفة ماديا ومعنويا وتستنفد الكثير من الجهود المبذولة من قبل المسؤلين عن الرياضة، وكذلك المتابعات من قبل المهتمين بها من الصحافيين اومن قبل الجماهير التي تعشق هذه اللعبة (فلوتفكرنا فيها لوجدنا انها طاقات عالية جدا مستنفدة في متابعة المنتخب الوطني مثلا وعلى ذلك يجب ان تكون نتائج المنتخب مرضية وموازية لها).
إن الإعلام المصاحب للرياضة الذي اقله صفحتان في كل صحيفة يوميه وبعضها اربع او ست وملاحق وصحف متخصصة في الرياضة لو وُجه الى تعليم الفيزياء والفلك والعلوم البحتة الاخرى مثلا لاصبح معظم شعب المملكة علماء.
إلا ان هناك هزائم نفسية لها اسباب ومصادر متعددة يجب ان تخضع لعلاج مكثف وقبل العلاج يجب البحث عن مكمن هذه الهزائم، ومما يلفت النظر في هذه المعسكرات مثلا انها دائما ماتكون ناجحة وبكل المقاييس (ولا ادري ماهي المقاييس التي قام عليها هذا النجاح) ومع ذلك تخرج نتائج المباريات التي تقام بعد هذه المعسكرات مخالفة لما هو مأمول لدى الجماهير المتابعة، ومن خلال متابعة الصحف لم اجد على حسب رؤيتي يوما تصريحا بفشل معسكراً او على الاقل بالفشل الجزئي او النسبي للمعسكر، او فشل جوانب منه، فمن غير المعقول نظريا ان يكون كل معسكر يقام ناجحاً وعلى كثرة اقامة المعسكرات وتعدد البلدان التي تقام فيها وتغير الاجواء والادارات واللاعبين وغير ذلك من المتغيرات الكثيرة التي تمر فيها تلك المعسكرات، إلا انها تنجح وبنسبة 100%، ومع انني وعلى جهلي الكروي الاحظ ان المباريات التجريبية التي تقام للمنتخب تقام مع فرق ضعيفة تجعل اللاعبين يخوضونها بإحساس وشعور ضعيفين يجعلان مكامن القوة النفسية لدى اللاعبين في اجازة طويلة وتعاني من الخمول المستمر والذي قد لاتفيق منه عند الحاجة لها.
وهذه المباريات وخصوصا ذات الايقاع البطيء تجعل انفس اللاعبين مستمرئة ومعتادة على البطء والضغف، ولايجب ان ننكر ان هناك بعض التفوق الرياضي المحلي بل وهناك نسبة من التفوق العالمي للرياضة وخاصة كرة القدم، يجب (واكرر يجب) ان يكون التفوق اكبر مما هو عليه الآن، بحيث يوازي كما اسلفت الامكانات والجهود المبذولة من الجميع، لا يجب ان نستسلم في كل مرة ونرمي بالفشل على زوايا غير مرئية، او على اسباب للاقناع والتهدئة كما في كل مرة يكون فيها فشل، عند متابعة احدى المباريات التي تقام للمنتخب يستغرب الجاهل في الرياضة مثلي وليس المتابعين من الرياضيين نزول اللاعبين خصوصا امام الفرق القوية نزولا فيه من الهزيمة النفسية ما يكفي لاكتشاف النتيجة قبل وقوعها، او عند تسجيل هدف في احد الفرق تجدالفريق كله يتحول تلقائيا للدفاع عنه وكأن الهدف الوحيد هو الهدف الاسمى الذي بعده تبلغ المنى والذي تسعى اليه الامة فليس هناك تعطش وسعي للأداء الرياضي الجميل وللتفوق بصوره، بل هناك خلل نفسي ولكن ما هي اسبابه وعلاجه؟
كذلك حركة بعض اللاعبين داخل الملعب واداؤهم وتنقلاتهم ان لم يكن اكثرهم والتي توحي بأن ليس هناك حماس او اخلاص لديهم للعب، يجب ان نعي ونتابع هذه الحقيقة الغائبة، رغم ان هناك منهم المحترفين الذين نعرف عنهم ان كرة القدم هي المصدر الرئيسي لدخله وكذلك هي مهنته التي يجب ان يهتم بها وبكل ما يتعلق بها ويحافظ على ابسط قواعد التمكن منها وتطويرها لديه والاخلاص عند ادائها، ومن الغريب ان تجد محترفا من المحترفين عند متابعة احدى المباريات ليس لديه امكانية السيطرة على الكرة عند استلامها سواء وصلت اليه بسرعة او حتى وهي بطيئة فتجده يستلمها فتصل الى خصمه، وكذلك توزيع الكرة الخاطئ لدى المحترفين، ولعبهم الكرات الثابتة الطائشة، او اضاعة الفرص الكثيرة عند ابواب الخصوم او غيرها من الاخطاء التي توحي بعدم المبالاة وليس بعدم التمرن او ضعف الامكانات، هناك سؤال، الا يمكن ان يحاسب هؤلاء ماديا عند اضاعة اي فرصة او توزيع كرة خاطئه اواستلامها بطريقة تعيدها للخصم او اللعب دون اكتراث كما يحاسب الموظف عند الخطأ او التأخر رغم ان اللاعب في موقع لايقبل الخطأ او الاهمال، هؤلاء اللاعبون يستلمون مكافآتهم من ادارة المنتخب مباشرة ومضاعفة احيانا، ويطالبون منتخباتهم عند اي تأخر في استلام المستحقات ومع ذلك يلعبون دون مبالاة او اكتراث او اهتمام للبلد الذي ينتمون اليه وهذا مشاهد في كثير من المباريات، الجندي يعرض نفسه للقتل من اجل الدفاع عن بلده، بينما في اللعب تضيع فرصة الارتقاء بسمعة الوطن (فرصة اخرى) ان شاء الله او كما يقال (هارد لك) وبين التعويض في المستقبل، هناك حاجة ماسة لجلسات نفسية مكثفة للاعبين بل ولكل من يتعلق بالمنتخبات تؤهلهم للإحساس بالمسؤلية الوطنية وتنزع عنهم التعصبية لفرقهم وتجعلهم يحسون بأن دقائق المباراة المعدودة من الواجب الوطني الذي يجب التفاني في ادائه، ثم انه طالما هناك توقع للفشل فلماذا لاتتم تجربة لاعبين من اندية الظل واعطائهم مزيدا من الفرص، الآلاف من اللاعبين في المناطق الاخرى والفرق المترامية ومنهم المبدعون يحترقون في اماكنهم بسبب عدم التحاقهم في الاندية المذكورة، لا اريد النقد من خلال هذه الكلمات بقدر ما اريد عرض وجهة النظر، ويبقى دور المدربين الذين لا اعتقد ان الخلل لديهم فالذي اعرفه ويعرفه الكثير ان انتقاءهم يكون وفق اسس وضوابط منها عالميتهم وتفوقهم المشاهد والمنافسة عليهم ومن المعلوم ان من يُتعاقد معهم هم من افضل المدربين في العالم ان لم يكن افضلهم فعلا كما في مرات عديدة سابقة، الا انهم لدينا سريعا ما يفشلون؟ علامات استفهام كثيرة تصاحب هذا الفشل؟ وسؤال واحد: هل الفشل معنا والنجاح مع الآخرين بسببنا ام بسببهم؟ اعتقد ان الاجابة واضحة جدا، اذن اين يكمن الخلل في فشل المدربين العالميين؟ هل هو للتدخلات الادارية او التكتيكية او في التدريب او التشكيلة او في نفسيات اللاعبين او الاداريين او في فرض اللاعبين او في المكافآت والرواتب التي تضمن له الربح في كل الاحوال حتى الهزيمة او في الإعلام الذي ينتهج محاربة اللاعبين من خلال انتمائهم لفرق مخالفة لميول الإعلاميين او كلها مجتمعه؟ ان الاجابة واضحة للمتابعين للرياضة ولا اعتقد انها تخفى على احد؟
بعد هذا العرض الذي قد اطلت فيه قد يقول قائل اين الحل للتفوق والابداع في الرياضة؟
يصعب ايجاده بسهولة ومن خلال فكرة او فكرتين ولكن الاهم فيه ان نتجاوز المرحلة السابقة وندخل مرحلة الجدية، الجدية بكل ما تعنيه هذه الكلمة في كل ما يتعلق بالرياضة والمحاسبة الدقيقة لكل ما يخل بالاداء الرياضي ولكل من له دور فيها اداريين ولاعبين ومدربين وجميع الاجهزة والاستغناء عن اي مقصر مع عدم النظر الى مكانته ومستواه والاخذ في الاعتبار عند الاستغناء عنه على انه مات مثلا فلا نتعلق فيه او نعلق النجاح على شخص او عدة اشخاص ونبحث عن التطوير والتجديد حتى الاداري وانشاء اللجان التطويرية القوية التي لاتخضع للميول او الفرض «فرض الآراء» والابتعاد عن المجاملة والاستعانة بالتركيز على الناحية النفسية للجميع وخصوصا اللاعبين بالاطباء النفسيين لمزيد من جلسات التأهيل وإحياء الهمم ورفع المعنويات، ويجب النظر الى هذا الإعلام الرياضي الكثيف، حيث نعلم دور الإعلام في التأثير النفسي على اللاعبين والجماهير والاداريين لان الجميع يتابعون الإعلام ولايكون ذلك الا بعقد اجتماعات مكثفة للإعلاميين واعطائهم دورات في كيفية الرقي والانتهاض بالرياضة بشكل عام وليس خلق ثغرات بين اللاعبين والجماهير والاداريين كما هو حاصل الآن والتسبب في الهزائم النفسية، ختاما لم يكن هذا الا رأيا او رؤية خاصة من انسان يتمنى ان يصعد وطنه الى اسمى آيات التفوق العالمي في كل المجالات وليس في الرياضة فقط ولكنها جزء مؤثرلا يمكن انكاره وتجاهله في وقت معظم شعوب العالم لاتعرف البلدان إلا عن طريق الرياضة.
ظاهر علي الظاهر/ بريدة
|