تشرفت بأن قمت بزيارة الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين بالمملكة بمقرها بمدينة الرياض بناء على دعوة كريمة تلقيتها من المشرف على عيادة مكافحة التدخين الاخ والصديق الاستاذ النشط عبد المجيد الدرويش جزاه الله خير الجزاء وسعدت كثيرا بالالتقاءبمنسوبي الجمعية وذلك مساء يوم السبت 11/6/1424هـ وعلى رأسهم الشاب النشاط الفعال رئيس مجلس ادارتها ومديرها التنفيذي الاستاذ سليمان الصغير وفقه الله.
ولقد سررت كثير السرور بما لمسته ولاحظته من التغير الكبير في حال الجمعية الى الافضل ومن الحسن والتطور الجيد في اساليبها ووسائل عملها ولما رأيته من العمل الدؤوب من قبل الموظفين والمتعاونين معها من الشباب السعوديين والذين يحق لنا ان نفتخر بهم جميعا فردا فردا، انهم يعملون ليل نهار طوال اليوم ومعظمهم بأجور رمزية والبعض الآخر بلا مقابل مادي يبتغون وجه الله تعالى ليزيلوا غبار وسموم التبغ بسجائره وأدواته القذرة أكرمكم الله من هواء فضائنا ومن خلايا رئات المبتلين والمبتليات به شفاهم الله وعافاهم والحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا.
انهم يعملون ليل نهار وفي الصيف وفي الشتاء في ايام الدراسة وفي ايام الاجازات لأنهم احسوا ويشعرون بمسؤولية القضية وخطورتها انهم يريدون مجتمعاً نظيفاً وقوياً وصحياً بعيداً عن العلل والتلوث والامراض والضعف والهزال.انهم شباب ورجال يريدون ان يكون هذا المجتمع مجتمعاً خالياً من التهابات الرئة وسرطانات الدم وسرطانات الرئة وغيرها من الاعضاء في جسم الانسان.. ذلك الانسان الذي يمثل القلب النابض في اي مجتمع فما بالك في مجتمعنا المسلم الذي على ثراه افضل واحب البقاع الى الله تعالى مكة المكرمة وبعدها المدينة المنورة.
شباب لهم اهداف نبيلة وسامية يسعون الى تحقيقها وفق القرآن والسنة الشريفة.
شباب وضعوا نصب اعينهم الوصول الى اسعاد جميع افراد مجتمعهم حتى ولو كان ذلك على حساب اوقاتهم وراحتهم الجسمية والذهنية وحتى لو انفقوا بما يستطيعون من اموالهم.
ولهذا فهؤلاء الشباب وهذه الجمعية المباركة التي نشكر حكومتنا الرشيدة رعاها الله ورعى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين اللذين لم يألوا جهداً لعمل كل ما فيه الخير لله ثم لدينه ثم للمجتمع السعودي النبيل.
اقول يجب علينا جميعا كل حسب قدرته فصاحب المال بماله وصاحب الفكر بفكره وصاحب الحكمة بحكمته وذو الجاه بجاهه وذو النفوذ بنفوذه وبصلاحياته وذو القرار بقراره وذو القلم بقلمه وذو الهاجس بهاجسه ان يبذل كل منا ما يستطيعه لخدمة هذه الجمعية ودعمها ليس لاشخاصها بل لاهدافها ولغاياتها ولطموحاتها النبيلة والشريفة.
وأهيب برجال الاعمال ان يدعموا هذه الجمعية ورجالاتها الاوفياء فيما رزقهم الله لتيسيير دفتها، فالرجال يحتاجون الى الاموال لحاجة الجمعية لذلك ليزداد العمل ولترفع الكفاءة في الاداء وفي وسائل اساليب التنفيذ فالمال كما هو معلوم هو عصب الحياة للفرد العادي فما بالكم لجمعية خيرية خالية الموارد المالية جمعية خيرية ضخمة في اهدافها وطموحاتها ومسؤولياتها لاجتثاث داء من أدواء العصر «الدخان» فهي لن تستطيع مهما اوتيت من قوة بشرية وعقلية وذهنية وفكرية طالما ان المال موارده ضعيفة اقول لن تستطيع ان تحقق اهدافها وطموحاتها السامية النبيلة الا بتوفيق الله تعالى اولا ثم بتوافر الموارد المالية الضخمة والمستمرة لأن العدو «الدخان» خطير ومخيف على الاطفال وعلى النساء بوجه الخصوص وللأسف الشديد كما هو معروف على سبيل المثال بأن 50% من المعلمات السعوديات مدخنات و30% من طالبات المرحلة الثانوية السعوديات مدخنات و27% من طالبات المرحلة المتوسطة مدخنات اذن المسألة خطيرة للغاية واعداء هذا الدين وهذا البلد يعملون ليل نهار لإفساده ولتحطيمه.
لذا علينا ان ندعم هذه الجمعية لسد ثغرة مهمة جدا من ثغرات حماية الدين ثم المجتمع والوطن، والله اسأل التوفيق والسداد للجميع لما يحبه ويرضاه.
حسين الراشد
|