Thursday 14th august,2003 11277العدد الخميس 16 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تكاليف المركبات!! تكاليف المركبات!!
د. زيد بن محمد الرماني

لقد شهدت السنون الماضية تزايداً كبيراً في ملكية المركبات الخاصة في كل مكان من العالم. فالمزايا التي تقدمها المركبة الخاصة، بمعنى قدرتها الكبيرة على التحرك واللاءمة والمرونة، هي بلاشك منافع بالنسبة إلى غالبية أفراد المجتمع لكن في الوقت نفسه صاحب التوسع السريع في ملكية المركبات نتائج خطيرة على الاقتصاد الحضري. رغم ذلك فان الغالبية الكبيرة للتحرك التي وفرتها زيادة ملكية المركبات الخاصة قد شجعت ومكنت من نشوء ظاهرة التمدد الحضري للمدن واتساع مناطق العيش بجانب الضواحي، التي كانت سمة للتغير الحضري على مدى السنوات الماضية.
فالمراكز الصناعية المتكدسة التي كانت مألوفة في القرن الماضي، قد توسعت الى التجمعات الحضرية الحالية بسبب تحسين وسائط النقل، وبصورة أدق، فقد أصبح بامكان العاملين الآن ان يعيشوا على بعد مسافة بعيدة عن محلات استخدامهم. كان هذا الاتجاه بصورة اولية قد بدأ يأخذ محله خلال العقود الأخيرة ثم تضاعف بسبب التقدم الهائل في كفاءة انظمة النقل العام، الذي ازداد بسبب الزيادة المتسارعة في عدد وسائط النقل الخاص. هذا التغير الجوهري في التركيب الحضري، الى جانب تكوين مناطق سكنية كبيرة في المدن الشعاعية الشكل، قد ولّد عدداً من المشكلات التي لا تقل أهمية عن تلك التي سببها النقل الحضري ذاته. فنتج عن ظهور النقل العام في أول الامر مشكلات مثل: تلوث الهواء والضوضاء وما شابهها، لكنها كانت طفيفة نسبياً عند موازنتها بالتكاليف الاجتماعية المتولدة في الوقت الحاضر من جراء استعمالنا للمركبات الخاصة، لذا فان سائقي المركبات الخاصة مسؤولون عن توليد تأثيرين خارجين كبيرين: التأثير الخارجي الاول هو الازدحام، فعندما يقرر مالك السيارة القيام برحلة، فهو سيأخذ في حسبانه، التكلفة الحدية الخاصة به فقط «الشخصية» مثل كلفة البنزين والزمن المستغرق للقيام بالرحلة، متجاهلا الازدحام الذي سيضيفه على مستعملي الطرق والمسارات المرورية الموجودة. وفي لغة الاقتصادي يطلق على هذا الوضع وفورات المستعمل إزاء المستعمل.
اما التأثير الخارجي الثاني فهو يتضمن ما يعرف بوفورات المستعمل إزاء غير المستعمل، والتي تشير الى التكاليف المفروضة على وسائل الراحة والتكاليف البيئية المفروضة على غير المرتحلين بالمركبات، وهذه تكون على شكل ضوضاء وتلوث الهواء والاوساخ والتلوث البصري، وغيرها، بينما الازدحام يقتصر، على وجه التحديد، على المدينة. إن التكاليف البيئية للمركبات تكون أوسع انتشاراً كما يؤكدها الناس الذين يعيشون قرب طرق المرور السريع.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved