لا يشك أحد أن الأمن يعتبر أهم متطلبات الدولة الحديثة.. كما لا يشك أحد منا أن الأمن في المملكة العربية السعودية يعتبر حالة فريدة ومتميزة، حيث تتلاقى فيه جوانب ثلاثة أتمت نظرية أمنية منفردة.. أول هذه الجوانب هو أن الدولة تحكم بشرع الله، حيث اتخذت خياراً وحيداً لا محيد ولا تراجع عنه وهو شرع رباني لا يأتيه الخلل أو الزلل.. فكانت الدولة بذلك مضرب المثل للدول الإسلامية عموماً وبرهنت على أن تطبيق الشريعة الإسلامية لا يتنافى ولا يتعارض مع التنمية والنظم الحديثة.. الجانب الثاني هو جهاز الأمن المتميز والمتمثل في وزارة الداخلية. إن جهداً كبيراً نراه أمامنا تحرياً ومتابعة وضبطاً وجهداً أكبر من يحفظ الأمن ويبحث عن مواطن الخلل والإخلال يتابعها ويعالجها بحكمة ومسؤولية ووعي.. وكان على رأس الهرم رجل مسؤول عُرف عنه الحكمة ومسؤولية القرار والكلمة فكان بحق رجل المرحلة ورجل الأمن إنه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز.. والعادة أن مسؤولي الأمن ورجاله لديهم بُعد نسبي عن الأضواء غير أن يدهم الحارسة وعينهم الساهرة تمتد في تفاصيل حياتنا اليومية بشكل لا نشعر فيه نحن بالخوف في أي مكان داخل بلدنا الكبير.. الجانب الثالث هو أن شعباً تربى في ظل حكم الشريعة وقيادة حكيمة رشيدة وإرث ديني وتربوي متميز كان هو المكمل لتلك الجهود الجبارة والمساعي الخيرة في استتباب الأمن فكان المواطن هو رجل الأمن الذي يشعر بالمسؤولية على عاتقه ملقاة كما هي ملقاة أيضاً على رجل الأمن الأساسي.. ولا يخفى أن الحوادث الأخيرة المؤسفة التي حدثت في بلدنا الآمن قد أتت بنتائج سلبية ضد من دبرها وعملها ومن جهة أخرى - ورب ضارة نافعة قد أتت نتائج طيبة وأبدت مدى تلاحم الشعب مع قيادته ضد كل من يحاول العبث بالأمن.. وبهذه المناسبة أود التأكيد على أن مثل هذه الحوادث لا وطن لها.. فنراها هنا وهناك ومن تصرفات شباب مغرر بهم بعضهم من أبناء هذا الوطن وبعضهم من خارجه لا يدركون خطورة مثل هذه الأعمال ولا ماذا يترتب عليها.. وبمقدار أسفنا على مثل هذه الأحداث كان يقابل ذلك فخر واعتزاز بالجهاز الأمني وبمسؤولية رجال الدولة والتعامل مع الحدث وفق ما تتطلبه المرحلة.
|